تعاون الحزب الاشتراكي مع حزب اليسار يهدد بتصدع الحكومة الألمانية
٢٣ فبراير ٢٠٠٨أثارت تصريحات رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي، شريك الاتحاد المسيحي الديمقراطي في التحالف الحكومي الألماني الموسع، كورت بيك، التي أشار فيها إلى عدم معارضته لانتخاب مرشحة الحزب الاشتراكي أندريا ابسيلانتي رئيسة لوزراء ولاية هيسن بمساعدة أصوات نواب حزب اليسار، أثارت جدلا حادا في الأوساط السياسية الألمانية.
فبعد تعرض بيك، الذي كرر في السابق رفضه لكل أشكال التعاون مع حزب اليسار، إلى انتقادات شديدة داخل الحزب الاشتراكي، حذر سياسيون محافظون اليوم من عواقب هذا "التعاون السلبي" على التحالف الحكومي الألماني الموسع في برلين. كما طالب بعضهم بإنهاء التحالف الموسع فورا وإجراء انتخابات برلمانية مبكرة في حال تنفيذ بيك لهذه الإستراتيجية، التي يعتبرها الكثيرون إخلالا بوعوده السابقة.
"تهديد بتصدع التحالف الحاكم في برلين"
ومن جانبه اعتبر رئيس الحزب المسيحي الاجتماعي، الشريك الأصغر لحزب المستشارة ميركل، ارفين هوبر، إستراتيجية بيك "مخاطرة جسيمة" وحذر من عواقبها الوخيمة على التعاون بين الأحزاب الألمانية.
أما على صعيد الحزب الاشتراكي الديمقراطي فدق ممثلو الجناح المحافظ في الحزب ناقوس الخطر محذرين من فقدان الحزب الاشتراكي لناخبي وسط الطيف السياسي الألماني. فمن جانبه حذر وزير المالية الألماني بير شتاينبروك، الذي ينتمي إلى هذا الجناح داخل الحزب، من فقدان الحزب لمصداقيته.
ونقلت صحيفة "بلد أم سونتاغ" الألمانية عن شتاينبروك، الذي يشغل منصب نائب رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي، قوله إن الاتفاقات بين بيك وابسيلانتي قبل الانتخابات، يجب أن تُعتمد بعدها كذلك. وأضاف بالقول: "لقد أوضح كلاهما عدم موافقتهما على انتخاب السيدة ابسيلانتي رئيسة لوزراء ولاية هيسن بمساعدة أصوات حزب اليسار".
"غياب بديل أخر"
وعلى النقيض من هذه الأصوات يحذر ممثلو التيار اليساري داخل الحزب الاشتراكي الديمقراطي من صعوبة تحييد حزب اليسار ومن عواقب إقصائه كليا، لأن هذا يغلق احتمالات إقامة ائتلاف معه ومع حزب الخضر أمام الحزب، خاصة بعد نجاحه في تكريس وجوده في غرب ألمانيا وعلى الخارطة الحزبية الألمانية. وفي هذا الإطار حذر المتحدث باسم التيار اليساري بيورن بونينغ من "تحريم هذه النقاش، الذي لا يمكن تجنبه"، في ظل غياب بديل سياسي آخر لهذه الفرضية.