"تطبيع كامل" يلوح في الأفق.. بن سلمان في ضيافة أردوغان
٢٢ يونيو ٢٠٢٢خلال زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لتركيا اليوم الأربعاء (22 يونيو/حزيران 2022) والتي تعد الزيارة الرسمية الأولى لتركيا، أكدت السعودية وتركيا " عزمهما المشترك لتعزيز التعاون في العلاقات الثنائية بين البلدين بما في ذلك المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية والثقافية".
وذكر بيان مشترك أن الاجتماع بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وضيفه ولي العهد السعودي في القصر الرئاسي في أنقرة تم "في جو سادته روح المودة والإخاء، بما يجسد عمق العلاقات المتميزة بين البلدين".
وأكد البلدان عزمهما إطلاق حقبة جديدة من التعاون في العلاقات الثنائية بما في ذلك السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية، وأبديا رغبتيهما في العمل على تطوير مشاريع في مجال الطاقة.
وقال البيان:" اتفق الجانبان بخصوص تفعيل الاتفاقيات الموقعة بينهما في مجالات التعاون الدفاعي بشكل يخدم مصالح البلدين ويساهم في ضمان أمن واستقرار المنطقة".
وأضافا أن الجانبين ناقشا "تطوير شراكات إنتاجية واستثمارية في مجالات الذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية والمدن الذكية"، وكذلك "تطلعهما للتعاون في مجالات الطاقة"، لكنهما لم يعلنا عن صفقات ملموسة.
كما جاء في البيان "اتفق الجانبان بخصوص تفعيل الاتفاقيات الموقعة بينهما في مجالات التعاون الدفاعي بشكل يخدم مصالح البلدين ويساهم في ضمان أمن واستقرار المنطقة".
وقال مسؤول تركي كبير لرويترز طلب عدم نشر اسمه إن من المتوقع أن تحقق الزيارة "تطبيعا كاملا واستعادة فترة ما قبل الأزمة". وأضاف "حقبة جديدة ستبدأ". وقال المسؤول التركي إن البلدين رفعا القيود المفروضة على التجارة والرحلات الجوية وعرض المسلسلات التلفزيونية، مع إيقاف التغطية الإعلامية السلبية المتبادلة.
ضرورات ومصالح مشتركة
وفيما تمثل هذه الزيارة خطوة في إطار جهود بن سلمان لإصلاح صورته خارج منطقة الخليج، فإنها تأتي في وقت يسعى فيه أردوغان للحصول على دعم مالي من شأنه أن يساعد في تخفيف معاناة الاقتصاد التركي المحاصر بالمشكلات قبل انتخابات حامية.
ويرى سونر كاغابتاي من "معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى"، أن "هذه الزيارة هي بين الأهم إلى أنقرة منذ قرابة عقد من الزمن". ويشير إلى أن الخلاف بين الرياض وأنقرة يعود إلى العام 2013 عندما دعم أردوغان الرئيس المصري محمد مرسي الذي كان ينتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين. وساهم الخلاف بين السعودية وجارتها قطر ، حليفة تركيا، لمدة ثلاث سنوات ومن ثم قضية خاشقجي في السنة التالية في تسميم العلاقات بين أنقرة والرياض.
ويكثّف اردوغان المبادرات لتطبيع العلاقات مع قوى إقليمية بينها السعودية وإسرائيل والإمارات قبل أقل من سنة على الانتخابات الرئاسية المقررة في منتصف حزيران/يونيو 2023، وفي وقت يقضي التضخم على قدرة الأتراك الشرائية.
ويقول كاغابتاي "إردوغان وضع كبرياءه جانبا... فهو لديه هدف وحيد وهو الفوز بالانتخابات المقبلة"، مشيرا إلى أن الرئيس التركي الذي زار الإمارات في منتصف شباط/فبراير "يسعى بشتى الطرق إلى استقطاب استثمارات خليجية".
ويواجه فيه الاقتصاد التركي ضغوطا كبيرة بسبب تراجع الليرة وارتفاع التضخم إلى أكثر من 70 في المئة. ويقول محللون إن الأموال السعودية والعملة الصعبة قد تساعد أردوغان في حشد الدعم قبل انتخابات بحلول يونيو حزيران 2023.
ع.ج.م/أ.ح (أ ف ب، د ب أ، رويترز)