تصاعد الجدل بين الرياض وطهران حول حادث تدافع منى
٢٧ سبتمبر ٢٠١٥فيما يغادر مئات الآلاف من الحجاج السعودية بعد انتهاء مناسك الحج، طلب المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية، آية الله علي خامنئي، من السعودية الأحد (27 سبتمبر/ أيلول 2015) "الاعتذار" بعد حادث التدافع الذي أودى بحياة مئات الحجاج، بينهم نحو 140 إيرانياً، حسب آخر حصيلة أعلنتها إيران.
وقال خامنئي، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية، إنه "على حكام السعودية أن يعتذروا للأمة الإسلامية وللأسر المفجوعة وتحمل المسؤولية عن هذا الحادث بدلاً من اللجوء إلى الإسقاط وإلقاء اللوم على الآخرين". وأضاف أن العدد الكبير من القتلى "في هذا الحادث ليس بالأمر الهين وعلى العالم الإسلامي أن يقر بهذا الموضوع".
ولقي 769 حاجاً من عدة جنسيات حتفهم وأصيب 934 آخرون بجروح في تدافع بموقع رمي الجمرات في منى بالقرب من مكة المكرمة الخميس، حسبما ورد في آخر حصيلة نشرتها المملكة، التي تتعرض لانتقادات حادة واتهامات بسوء تنظيم الحج. وأعلنت النيجر الأحد أن 22 من مواطنيها بين قتلى الحادث.
وقبل أسبوعين من بدء الحج، لقي أكثر من مائة شخص مصرعهم في سقوط رافعة كبيرة في الحرم المكي في الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر. هذا وما يزال 344 إيرانياً في عداد المفقودين بعد حادث التدافع، ما دفع طهران إلى توجيه انتقادات حادة للمملكة واستدعاء القائم بالأعمال السعودي في طهران ثلاث مرات خلال ثلاثة أيام.
من جانبه، أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني في نيويورك على ضرورة التحقيق "في أسباب" هذا "الحادث المؤلم". وقال في كلمة أمام مؤتمر الأمم المتحدة للتنمية إنه من الضروري "الاهتمام السريع بالجرحى والتحقيق في أسباب الحادث وغيره من الحوادث المماثلة التي وقعت في موسم الحج هذا العام".
ورد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بالقول: "أعتقد أنه من الأفضل للإيرانيين أن يبتعدوا عن تسييس مأساة أصابت الناس الذين كانوا يؤدون أهم الشعائر الدينية المقدسة". وأضاف أن "السعودية لطالما خصصت على مدى سنوات موارد ضخمة من أجل ضمان نجاح موسم الحج (...) وسننشر الوقائع عندما تٌعرف ولن نخفي شيئاً. وإذا ارتكبت أخطاء فسيحاسب مرتكبوها".
وتابع الجبير، الذي كان يتحدث في نيويورك إلى جانب وزير الخارجية الأمريكي جون كيري: "سنعمل على استخلاص العبر مما حدث وألا يتكرر ذلك. وأريد أن أكرر أنه ليس وضعاً ينبغي استغلاله سياسياً"، معبراً عن أمله في أن "يبدي القادة الإيرانيون قدراً أكبر من التقدير والاعتبار إزاء من قضوا في هذه المأساة وأن ينتظروا ليروا نتائج التحقيق".
ع.ش/ ي.أ (أ ف ب، د ب أ، رويترز)