تسليح أوكرانيا.. سياسي ألماني يدعو لـ "نقاش بلا محرمات"
٣٠ يناير ٢٠٢٢دعا وزير الخارجية الألماني الأسبق زيغمار غابرييل لإقامة "نقاش بلا محرمات" بالنظر إلى مسألة توريدات الأسلحة لأوكرانيا. وقال غابرييل لصحيفة "بيلد أم زونتاغ" الألمانية الأسبوعية في عددها الصادر اليوم الأحد (30 يناير/ كانون الثاني 2022): "الحقيقة هي أنه يمكن أن يكون المرء مذنبا دائما فيما يتعلق بتوريدات أسلحة من خلال الفعل أو اللافعل".
"نقاش في العلن وفي البرلمان"
وتابع الوزير الاشتراكي الألماني اٍلأسبق: "ما نحتاجه فيما يتعلق بأوكرانيا حاليا هو إجراء نقاش بلا محرمات ومحظورات فكرية في العلن وفي البرلمان الألماني (بوندستاغ)، وكذلك دون تدخل من الخارج". وأضاف غابرييل: "نحن الألمان في الواقع ضد توريدات أسلحة إلى مناطق الأزمات لأسباب وجيهة، لأننا قلقون من تأجيج الصراعات من خلال ذلك بدلا من تهدئته".
وانتقد غابرييل طريقة تعاطي الاتحاد الأوروبي مع الأزمة الأوكرانية، وقال: "إننا غير متحدين في تقييم الوضع بأوكرانيا ولدينا مخاوف حول مصالحنا الاقتصادية وسعداء بأن آخرين يتولون المهمة نيابة عنا. يتعين علينا نحن الأوروبيون تعلم الاعتناء بمصالحنا بأنفسنا"، وشدد على ضرورة أن تدرك فرنسا وألمانيا دورهما القيادي حاليا.
"تصرفات غير ماهرة"
وجه الخبير الأمني الألماني فولفغانغ إيشينغر انتقادا شديدا للتصرف المتحفظ من جانب الحكومة الألمانية في الأزمة الأوكرانية. وقال إيشينغر، رئيس مؤتمر ميونيخ الدولي للأمن لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن حدوث "تصرفات تفتقد إلى الكياسة" في التعامل مع خط أنابيب الغاز "نورد ستريم 2" المثار حوله جدل شديد وفي التعامل مع مسألة توريدات الأسلحة لأوكرانيا أدت إلى أن ألمانيا صارت سمعتها سيئة حاليا في الولايات المتحدة الأمريكية ودول حلف شمال الأطلسي "ناتو" الأخرى.
هل فقدت ألمانيا ثقة شركائها؟
وأضاف الخبير الأمني الألماني البارز: "ألمانيا فقدت الثقة بالفعل لدى مجموعة كبيرة من الشركاء أو تخاطر حاليا بفقدها". وأعرب إيشينغر الذي كان سفيرا من قبل لدى واشنطن، عن استيائه من أن التردد الألماني يخدم روسيا، وقال: "التذبذب من جانب مجموعة مختلفة من الساسة الألمان يتم تسجيله بدقة بالطبع في موسكو".
يذكر أن المستشار الألماني أولاف شولتس تردد لفترة طويلة في الأزمة الأوكرانية قبل أن يتخذ موقفا، ولم يضع خط أنابيب الغاز "نورد ستريم "2 المثير للجدل على الطاولة كأداة للعقوبات، حال حدث غزو روسي لأوكرانيا، إلا في منتصف كانون الثاني/يناير الجاري، ولم يتم ذلك إلا بشكل مغلف. وفي الوقت ذاته أعلن شولتس رفضه بشكل واضح، على عكس شركائه بحلف "ناتو"، لتوريد أسلحة فتاكة إلى أوكرانيا، الأمر الذي تم انتقاده من أوكرانيا ومن دول أخرى مثل بولندا أو دول البلطيق.
ع.ش/ م.س (د ب أ)