تسريب بعض أسرار هروب كارلوس غصن من اليابان
٣ يناير ٢٠٢٠ذكرت شركة إم.إن.جي التركية الخاصة لرحلات الطيران اليوم (الجمعة الثالث من كانون الثاني/ يناير 2020) إن كارلوس غصن المدير التنفيذي السابق لشركة نيسان موتورز استخدم إحدى طائراتها الخاصة على نحو غير قانوني للفرار من اليابان مضيفة أنها قدمت شكوى قانونية.
وقالت الشركة في بيان إن أحد موظفيها اعترف بتزوير السجلات لاستبعاد اسم غصن من الوثائق الرسمية دون علم الشركة.
كما نقلت وكالة انباء رويترز قول الشركة أنه "في ديسمبر 2019 استأجر عميلان مختلفان طائرتين من إم.إن.جي جيت" مضيفة أن إحدى الرحلتين اتجهت من دبي إلى أوساكا ومن أوساكا إلى اسطنبول والأخرى من اسطنبول إلى بيروت. لم تكن هناك صلة واضحة بين الرحلتين المستأجرتين".
وألقت الشرطة التركية أمس الخميس القبض على سبعة أشخاص منهم أربعة طيارين في إطار تحقيق بشأن مرور غصن عبر تركيا. وأرُسل المحتجزون إلى المحكمة اليوم الجمعة بعد تقديم إفاداتهم في الواقعة إلى الشرطة.
من جانبها، ذكرت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية (إن.إتش.كيه) نقلا عن مصادر تحقيق أن كاميرا مراقبة أمنية رصدت مغادرة كارلوس غصن المدير السابق لشركة نيسان موتورز للسيارات منزله في طوكيو بمفرده قبل فراره المفاجئ من اليابان.
وأضافت أن كاميرا مركبة في منزله بوسط طوكيو سجلت خروجه وقت الظهيرة تقريبا يوم الأحد ولم تظهر عودته مجددا.
وأصبح غصن مطلوبا دوليا بعدما أعلن يوم الثلاثاء أنه فر إلى لبنان هربا مما وصفه بأنه نظام قضائي "فاسد" في اليابان حيث يواجه اتهامات تتصل بجرائم مالية ينفي ارتكابها.
وذكرت هيئة الإذاعة والتلفزيون أن الشرطة تشتبه أن غصن قد يكون غادر منزله للقاء شخص ما قبل توجهه إلى المطار. وكان غصن ملزما بتركيب كاميرات مراقبة أمنية عند مدخل منزله بموجب شروط الإفراج عنه بكفالة. وتلقى لبنان أمس الخميس مذكرة توقيف دولية أصدرتها الشرطة الدولية (إنتربول) بحق غصن، في حين بدأت تركيا تحقيقا في فراره من اليابان مرورا بإسطنبول.
على المستوى الشخصي، نفى كارلوس غصن، أن يكون لزوجته كارول أو أفراد أسرته الآخرين أي دور في عملية هروبه من اليابان إلى لبنان، حسبما أفادت وكالة أنباء "بلومبرغ" اليوم الجمعة. وقال غصن في بيان موجز أصدرته شركة علاقات عامة: "خططت لرحيلي بمفردي، ولم يكن لأسرتي أي دور".
ويظهر البيان رغبة غصن الشديدة في تقديم روايته للأحداث وإبعاد أسرته عن مواجهة أي رد فعل قانوني. وكان غصن ذكر يوم الثلاثاء أنه مستعد "أخيراً، للتواصل بحرية مع وسائل الإعلام" في أقرب وقت من الأسبوع المقبل.
ولا يزال الغموض يكتنف عملية تهريب غصن، أحد أكثر الأجانب شهرة في اليابان، إلى خارج البلاد رغم المراقبة التي كان يخضع لها على مدار الساعة. ونقلت صحيفة "لوموند" الفرنسية عن مصادر لم تسمها أن كارلوس غصن خطط لعملية الهروب بمساعدة أشقائه ومعارفهم في تركيا. واستنكر غصن في البيان هذه التقارير ووصفها بأنها كاذبة. ونفى آلين نحاس، شقيق زوجة كارلوس غصن، هذه التقارير وقال إنها "هراء". وقال نحاس في مقابلة هاتفية مع "بلومبرغ" أمس الخميس: "اكتشفت الأمر عندما اكتشفتموه". وأضاف نحاس، الذي يدير شركة لقطع غيار السيارات بالجملة في ولاية نيوجيرسي الأمريكية:" "أنا سعيد بهذا الأمر، حيث أنه يفضح اليابان كدولة مماثلة للأنظمة الاستبدادية. لو كنت أنا، لفعلت نفس الشيء، ولكنتم أنتم فعلتم الشيء نفسه".
وبعد هروبه من اليابان، قال غصن في تصريحات بثتها هيئة الإذاعة اليابانية (إن إتش كي) إنه "لم يعد يظل رهينة لنظام قضائي ياباني مزور... ينتشر فيه التمييز والحرمان من حقوق الإنسان الأساسية". يذكر أن غصن الذي تم القبض عليه في اليابان لأول مرة في تشرين ثان/نوفمبر 2018 وأمضى أكثر من 100 يوم في الحبس باليابان، متهم بخيانة الأمانة وتزوير البيانات المالية لإخفاء جزء من دخله عن السلطات الضريبية في اليابان، وهي اتهامات نفاها بقوة.
م.م/ح.ز (رويترز، د ب أ)