تزايد الطلب على الوقود الحيوي يهدد بارتفاع أسعار المواد الغذائية
٥ يوليو ٢٠٠٧ذكر تقرير دولي أن الطلب المتزايد على الوقود الحيوي المستخرج من النبات والذي يمكن استخدامه في الشاحنات والسيارات، يهدد الأراضي الزراعية ويقود إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية ومشتقاتها في الأسواق العالمية. وأشار التقرير الصادر عن كل من منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية OECD ومنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (FAO) إلى أن هناك أعراض لتغيرات جذرية قد أخذت تظهر على أسواق السلع الزراعية، مما ينبئ بارتفاع أسعار الكثير من المواد الغذائية في الأسواق العالمية في السنوات القادمة.
ومع الأخذ في الاعتبار وجود عوامل أخرى تؤثر على أسواق المواد الغذائية، أشار التقرير الدولي المشترك الخاص بالآفاق الزراعية للفترة 2007-2016، إلى أن تزايد الاعتماد على بعض المنتجات الغذائية مثل الحبوب، والسكّر، والبذور الزيتية، والزيوت النباتية لإنتاج الإيثانول والديزل الحيوي وغيرها من بدائل الوقود الأحفوري يساهم في رفع أسعار المحاصيل ويساهم بشكلٍ غير مباشر من خلال رفع أسعار الأعلاف في زيادة أسعار المنتجات الحيوانية. ويشير التقرير إلى أن ارتفاع الأسعار يثير على نحو خاص قلق البلدان التي تعتمد بشكل شبه كلي على الاستيراد في تلبية حاجاتها من المواد الغذائية، ناهيك عن الفقراء في العالم لاسيما في الدول النامية.
أمثلة عملية على ارتفاع أسعار المواد الغذائية
ويستشهد الخبراء بأمثلة للآثار السلبية التي بدأت تظهر نتيجة ارتفاع الطلب على الوقود الحيوي. ففي الولايات المتحدة الأمريكية يتوقع الخبراء ومسئولو قطاع الصناعات الغذائية أن يشهد المستهلكون ارتفاعا إضافيا في فواتير مشترياتهم من المواد الغذائية والحيوانية هذا العام بسبب بيع الذرة بالجملة لاستخدامها في إنتاج وقود الإيثانول، بعد أن كانت أسعار هذه المواد لاسيما حبوب الذرة قد شهدت ارتفاعا ملحوظا في السنوات الماضية. وفي البرازيل كان أحد أهم عوامل ارتفاع سعر الخبز المكسيكي المصنوع من الذرة، الذي يعد عنصر رئيسي في الوجبات المكسيكية، هو استخدام الذرة في إنتاج الوقود البيولوجي في الولايات المتحدة، التي تعد أكبر دولة مصدرة للذرة.
نتائج سلبية على التوازن البيئي
من جانب أخر يقول خبراء وأنصار البيئة إن ارتفاع الطلب على الوقود الحيوي يتطلب مساحة ضخمة من الأرض وبالذات غابات الأمطار التي تستقطع لإنتاج النباتات التي يستخرج منها الوقود الحيوي، محذرين في هذا السياق من النتائج السلبية المحتمل أن تحدثها زراعة محصول واحد على خصوبة الأرض بالإضافة إلى الإخلال بالتوازن البيئي. واستشهد الخبراء بحالات إزالة أشجار الغابات في البرازيل واندونيسيا وماليزيا لزراعة محاصيل الطاقة كما حثوا الحكومات على التحرك لتفادي هذا الأمر. في هذا الصدد حثت المنظمات المعنية بحماية البيئة في الاتحاد الأوروبي على عدم فرض إضافة الوقود الحيوي على الوقود المستخدم في وسائل المواصلات كجزء من الجهود لمكافحة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في دول الاتحاد الأوروبي.
الجدير بالذكر أن الوقود الحيوي المستخرج من النباتات يلقى ترحيبا باعتباره جزء من المعركة ضد ارتفاع درجة حرارة الأرض لأنه يمكن أن يحل محل الوقود الأحفوري في وسائل المواصلات، كما أن النباتات المستخرج منها تمتص ثاني أكسيد الكربون خلال نموها. ورغم أن أوروبا تمتلك فائضا من محاصيل الحبوب التي يمكن استخدامها في صناعة الإيثانول لمزجه بالبنزين، فإنها لا تزرع ما يكفي من بذور الزيوت لتوفير وقود الديزل الحيوي الذي تحتاجه المركبات التي تعمل بالديزل والتي تشكل أغلبية المركبات في المنطقة.
وتشير التقديرات إلى أن مصانع الديزل الحيوي التي تزدهر بسرعة ستحتاج إلى استيراد آلاف الأطنان من فول الصويا البرازيلي وزيت النخيل الاندونيسي والماليزي إذا أرادت الوفاء بهدف المفوضية الأوروبية باستخدام الوقود الحيوي بنسبة 5.75 في المائة في وسائل المواصلات بحلول عام 2010.