بعد أشهر من التوتر ـ مساع لترميم العلاقات بين بروكسل وأنقرة
٦ أبريل ٢٠٢١يزور قادة الاتحاد الأوروبي اليوم الثلاثاء (السادس من أبريل/ نيسان) تركيا في محاولة للدفع باتجاه انطلاقة جديدة في العلاقات بين انقرة وبروكسل بعد أشهر من التوتر ووعد تركيا الأخير بالعمل على "برنامج إيجابي".
ويعرض رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال ورئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لايين خلال هذه الزيارة على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان السبل من أجل استئناف تدريجي للعلاقات الاقتصادية ومناقشة الدعم للاجئين المقيمين في تركيا.
وبعد سنة من التوترات، كثف المسؤولون الأتراك الدعوات إلى الحوار مع الأوروبيين لتسوية مواضيع حساسة مثل الخلاف البحري اليوناني التركي في شرق المتوسط او دور تركيا في النزاعات في سوريا وليبيا وفي الآونة الأخيرة ناغورني قره باغ.
لكن القادة الأوروبيين طلبوا "بوادر ذات صدقية" و"جهودا دائمة" من جانب أنقرة ووضعوها تحت المراقبة حتى حزيران/ يونيو مع التلويح في الوقت نفسه بتهديد العقوبات.
وطلبوا من الرئيس التركي القيام بأفعال لإظهار رغبته في التهدئة لا سيما بما يتصل بخلافاته مع اليونان وقبرص وسحب قواته من ليبيا واحترام الحقوق الأساسية في بلاده.
وفي سبيل تشجيع تركيا، أبدى الاتحاد الأوروبي استعداده لمباشرة تحديث الاتحاد الجمركي واستئناف الحوار على مستوى عال بعد تعليقه العام 2019 بشأن بعض المسائل مثل الأمن والبيئة والصحة ومنح بعض التسهيلات لإصدار تأشيرات دخول للأتراك.
كذلك، تأتي الزيارة بعيد انسحاب تركيا من اتفاقية تحمي المرأة من العنف والذي اثار جدلا، وبعد اجراء قضائي لحظر حزب الشعوب الديموقراطي المؤيد للأكراد، ثالث أكبر حزب في البرلمان. ونددت بروكسل بهذه التطورات لكنها أبقت على التزامها العمل مع تركيا "اذا تواصل تخفيف التصعيد الحالي".
مطالب تركية
تتوقع انقرة تحديث اتفاق الاتحاد الجمركي الموقع العام 1995 والدفع قدما بعملية ترشيحها للانضمام الى الاتحاد الاوروبي كما قال مصدر دبلوماسي لوكالة فرانس برس. وترغب أنقرة أيضا بحسب المصدر نفسه، في تجديد الاتفاق الموقع العام 2016 مع الاتحاد الأوروبي والذي أتاح خفض عدد المهاجرين الوافدين من تركيا الى أوروبا بشكل كبير في مقابل مساعدة مالية كبرى. وتستقبل تركيا نحو أربعة ملايين لاجئ ومهاجر غالبيتهم من السوريين.
وقال المصدر الدبلوماسي التركي إن "الاتحاد الأوروبي لم يحترم بالكامل تعهداته في الاتفاق، لا سيما وعوده المالية".
وتنتقد أنقرة الاتحاد الأوروبي لأنه لم يدفع إلا 3,7 مليارات يورو كمساعدة لاستقبال مهاجرين من أصل ستة مليارات موعودة. وتؤكد السلطات التركية بانتظام أنها أنفقت أكثر من 40 مليار يورو على اللاجئين.
حزب الخضر ينتقد الزيارة
من جهة أخرى وجه برلماني بارز بحزب الخضر الألماني انتقادا لاذعا للقاء المنتظر بين رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لايين ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وكتب جيم أوزديمير المنحدر من أصول تركية اليوم الثلاثاء على "تويتر" أن أردوغان يسعى لتعطيل المعارضة وسيخرج من اتفاقية اسطنبول لحماية المرأة، ويقدم مئات الآلاف من الأبرياء للمحاكمة. وأضاف أن لقاء قيادات الاتحاد الأوروبي حاليا مع أردوغان " لتقديم هدايا" يعد "تقزيما للذات من بروكسل" و"استهزاء لكل الديمقراطيين في تركيا".
شراكة تجارية مستمرة
ورغم المخاوف بشأن سيادة القانون وقمع المعارضة السياسية في تركيا منذ المحاولة الانقلابية الفاشلة التي شهدتها تركيا عام 2016، لا يزال الاتحاد الأوروبي وأنقرة شريكين تجاريين رئيسيين، كما أن بينهما الكثير من المصالح الأمنية المشتركة.
وتؤكد السلطات التركية رغبتها في إجراء محادثات "إيجابية" عبر التركيز على أعمال ملموسة يجب القيام بها في ما يتعلق بالهجرة. لكن قادة الاتحاد الاوروبي حذروا من أن الابقاء على "برنامج عمل إيجابي" رهن بقدرة اردوغان على اثبات انه لا يزال شريكا موثوقا.
وتأتي سياسة التهدئة التي تعتمدها أنقرة إزءا الاتحاد الأوروبي في وقت تبدي قلقا من احتمال تشدد الموقف الأمريكي تجاهها مع تولي الإدارة الديموقراطية الجديدة مهامها في واشنطن.
ع.أ.ج/ ع ج م ( د ب ا، أ ف ب)