تركيا تسعى إلى موافقة البرلمان على نشر قوات خارج حدودها
٤ أكتوبر ٢٠١٢قالت الحكومة التركية في مذكرة أرسلتها إلى البرلمان التركي إن "الأعمال العدوانية" من قبل الجيش السوري أصبحت تمثل تهديداً خطيراً لأمنها في سعي منها إلى الحصول على موافقة البرلمان على نشر قوات تركية خارج حدودها. وقال إبراهيم كالين، وهو من كبار مستشاري رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، على صفحته على موقع تويتر إن تركيا لا تريد حرباً مع سوريا لكنها ستحمي حدودها. وأضاف أن المبادرات السياسية والدبلوماسية ستستمر.
وواصلت المدفعية التركية قصف المواقع العسكرية السورية التي استهدفت بلدة حدودية أمس ما أسفر عن مقتل 5 أتراك وإصابة 10 آخرين. وذكرت وكالة أنباء "الأناضول" صباح اليوم الخميس (4 تشرين الأول/ أكتوبر 2012) أن قوات حرس الحدود ببلدة "أكجكالي"، التي سقطت عليها قذيفتا هاون أمس الأربعاء لا زالت تواصل منذ الليلة الماضية قصفها المدفعي للعديد من الأهداف العسكرية السورية التي انطلق منها القصف الذي رصدته رادرات الجيش التركي وذلك في إطار قواعد الاشتباك المتعارف عليها في إطار القوانين الدولية.
من جهتهم، أكد ناشطون سوريون اليوم الخميس أن ما لا يقل عن خمسة جنود قتلوا جراء القصف الذي تشنه المدفعية التركية على مواقع داخل سورية ردا على تعرض الجانب التركي لهجوم بقذائف الهاون من الجانب السوري أمس. وقال ناشط لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) عبر الهاتف إن خمسة جنود سوريين على الأقل قتلوا وأصيب أكثر من 15 آخرين في القصف التركي.
من جانبه، أوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن المركز العسكري الواقع في منطقة رسم الغزال جنوب مدينة تل أبيض بمحافظة الرقة يتعرض للقصف من الجانب التركي للحدود. وأفاد ناشط من المنطقة أن اشتباكات تدور الآن في محيط المركز بين القوات النظامية ومقاتلين من المعارضة.
خطاب إلى مجلس الأمن الدولي
ودعت تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، إلى اجتماع طارئ لسفراء الحلف في بروكسل بموجب المادة الرابعة، التي تسمح بإجراء مشاورات حال شعور أي دولة عضو في الناتو بأن هناك تهديدا لسيادتها. وبعد الاجتماع دعا سفراء الناتو سوريا إلى التوقف فوراً عن "أعمالها العدائية" ضد تركيا، متعهدين بتقديم الدعم الكامل لأنقرة ومطالبين بإنهاء فوري لـ"العدوان". كما دعوا النظام السوري أيضاً إلى إنهاء "الانتهاكات الصارخة للقانون الدولي"، وأدان السفراء أيضا بقوة القصف السوري.
واتجهت تركيا أيضاً إلى مجلس الأمن الدولي حيث أرسلت خطاباً تطالب فيه المجلس بالتدخل لوقف "العدوان" السوري. وجاء في الخطاب أن الهجوم السوري يشكل انتهاكاً للقانون الدولي وصفعة للسلام والأمن الدوليين بحسب وسائل إعلام تركية. وفي واشنطن، أكد البيت الأبيض دعمه لتركيا وندد بـ"العدوان" السوري على حليفتها في الناتو.
وذكر شهود عيان أنه سمع دوي انفجارات في الجانب السوري وأن سماء منطقة "تل أبيض" التابعة لمحافظة الرقة السورية استهدفتها القنابل الضوئية أثناء عملية القصف.
وكان وزير الإعلام السوري عمران الزعبي أعلن أمس أن الجهات السورية المختصة تحقق في مصدر النيران التي أُطلقت على الأراضي التركية وتبحث هذا الأمر جدياً. وأعلنت تركيا أمس أن قواتها المسلحة الموجودة على الحدود السورية قامت بالرد على الهجوم الذي وقع على الأراضي التركية انطلاقاً من سوريا. وقالت رئاسة الوزراء التركية إن القوات المسلحة الموجودة على الحدود السورية "قامت بالرد الفوري والمباشر على الهجوم الغاشم الذي وقع اليوم جنوب شرق تركيا وفقاً لقواعد الاشتباك".
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان قتل عدد من الجنود السوريين في عمليات القصف ليل الأربعاء الخميس. وقال المرصد في بيان تلقته وكالة فرانس برس "لقي عدد من عناصر القوات النظامية مصرعهم" إثر القصف الذي استهدف المركز العسكري في منطقة رسم الغزال قرب مدينة تل ابيض بمحافظة الرقة.
قصف واشتباكات في حلب
وفي تطور آخر، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن أحياء "النيرب" و"صلاح الدين" و"المشهد" و"كرم حومد" و"باب النصر" و"الصاخور" في مدينة حلب تعرضت صباح اليوم الخميس للقصف من قبل القوات النظامية السورية، فيما لم ترد أنباء عن سقوط ضحايا. وذكر المرصد السوري ، في بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية نسخة منه اليوم، أن اشتباكات عنيفة دارت بين القوات النظامية والكتائب الثائرة المقاتلة في أحياء العامرية والسريان وسيف الدولة والصاخور بحلب مما أدى لتدمير دبابة وخسائر في صفوف القوات النظامية.
ع.غ/ ش.ع (د.ب.أ، أ.ف.ب، رويترز)