تركيا تحتضن مشاورات مكثفة وتشبّه وضع سوريا بحرب البوسنة
١٣ أكتوبر ٢٠١٢حثّ وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله تركيا، التي تشترك مع بلاده في عضوية حلف شمال الأطلسي (ناتو)، على التحلي بضبط النفس، إزاء تصاعد التوتر مؤخرا على الحدود بينها وبين سوريا. وخلال لقاء عقده، اليوم السبت (13 تشرين أول/ أكتوبر 2012)، مع نظيره التركي أحمد داودأوغلو في اسطنبول، طالب فيسترفيله الوزير التركي باستمرار أنقرة فيما أسماه "موقفها المتعقل" من المناوشات الجارية على الحدود مع سوريا.
من جانبه، قال داودأوغلو إن "انتهاكات جديدة للحدود يمكن أن تحدث وسنرد بلا تردد إذا رأينا أن أمن تركيا القومي في خطر". كما التقى فيسترفيله كذلك على هامش زيارته لاسطنبول كلا من الأخضر الابراهيمي، المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية لتسوية الأزمة السورية، وعبد الباسط سيدا رئيس المجلس الوطني السوري المعارض.
وفي تركيا أيضا، انتقد رئيس الوزراء التركي، رجب طيب اردوغان، جهود الأمم المتحدة لإنهاء النزاع. وقال اردوغان في منتدى إسطنبول الدولي: "إذا انتظرنا موقف عضو أو اثنين من الأعضاء الدائمين … فسيكون مستقبل سوريا في خطر". وكان اردوغان يشير إلى روسيا والصين وهما اثنان من الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن الدولي، اللتان استخدمتا حق النقض ثلاث مرات ضد قرارات بشأن سوريا. وشبه اردوغان الوضع بما كان سائدا في البوسنة، قائلا: "إنه لأمر محزن أن تكون الأمم المتحدة عاجزة اليوم مثلما كانت قبل 20 عاما عندما كانت تشهد ذبح مئات الآلاف في البلقان والبوسنة وسربرنيتسا".
وجاءت التعليقات، في الوقت الذي وصل فيه الأخضر الإبراهيمي، المبعوث الدولي الخاص بسوريا إلى تركيا، قادما من السعودية. وذكرت مصادر إعلامية أن الإبراهيمي الذي لم يقدم بعد خطة سلام لوقف نزيف الدم في سوريا الدائر منذ 19 شهرا، سيزور طهران الأحد وبغداد الاثنين.
معارك في حلب
وفي سوريا، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة أسقطوا طائرة حربية تابعة لقوات الرئيس السوري بشار الأسد، كانت تشارك في قصف لمحيط بلدة خان العسل قرب قرية كفرناها التي تشهد اشتباكات عنيفة في محافظة حلب. ونقل صحافي في فرانس برس عن ضابط منشق في بلدة اطمة السورية القريبة من الحدود التركية، تأكيده أن المقاتلين المعارضين أسقطوا طائرة حربية من طراز "ميغ" على مسافة نحو 12 كيلومترا إلى الغرب من حلب.
ومن ناحية أخرى أطلق مسلحون النار على رئيس مستشفى حكومي موالي للحكومة فأردوه قتيلا، حسبما قال نشطاء المعارضة. كما ذكر المرصد أن طائرات حربية سورية نفذت غارات جوية على مناطق يسيطر عليها المعارضون قرب إدلب شمال البلاد، بالقرب من الحدود التركية مما أسفر عن إصابة 22 معارضا. وقال مقاتلو المعارضة إنهم أسروا 256 جنديا في شمال سوريا الأسبوع الجاري. وأفاد المرصد، اليوم السبت، بأن مالا يقل عن 33082 شخصا، بينهم 23630 مدنيا، قتلوا في أعمال العنف بالبلاد. ومن المتعذر التأكد من حصيلة القتلى من مصدر مستقل.
إيران تسعى للإفراج عن رهائنها
وفي طهران، قال نائب لوزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي، اليوم السبت، إن الوزير قام بزيارة إلى قطر الأسبوع الماضي لبحث مصير 48 إيرانيا اختطفهم المعارضون في سوريا. ولم يذكر حسين أمير عبد اللهيان، نائب وزير الخارجية الإيراني، من الذي التقى مع صالحي في قطر التي تعتبر حكومتها أحد أكبر الداعمين للمعارضين الذين يقاتلون للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد أقرب حليف لإيران في المنطقة.
وفيما تقول إيران إن أفراد المجموعة كانوا يقومون بزيارة دينية، داعية إلى الإفراج الفوري عنهم، يتهم المعارضون السوريون المخطوفين لديهم، منذ أغسطس/ آب، بأنهم أعضاء في الحرس الثوري الإيراني، أرسلوا لمساعدة القوات الحكومية في قمع الانتفاضة التي بدأت في مارس/ آذار من العام الماضي.
ف. ي/ م. س (أ ف ب، رويترز، د ب ا)