ترحيب دولي بالاتفاق "التاريخي" بين تركيا وأرمينيا
١١ أكتوبر ٢٠٠٩أكدت الولايات المتحدة أن الاتفاق الذي وقع في زيورخ السويسرية بين تركيا وأرمينيا سيقضي على عقود من العداء. ووصفت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، هذا الاتفاق بـ"الإنجاز التاريخي" ووعدت بأن تبذل بلادها كل الجهود لتعزيزه ودفع مسيرة السلام بين البلدين. ومن جانبه اعتبر فيل غوردون، مساعد وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون الأوروبية والشؤون الأوروبية الأسيوية، أن هذه الاتفاقات تضع حدا "لعقود من العداء". وأضاف "أننا حضرنا الليلة شهودا على توقيع اتفاق تاريخي". وفي الإطار ذاته اعتبر الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، في اتصال مع وزيرة خارجيته، الاتفاق "خطوة كبرى إلى الأمام".
وكانت تركيا وأرمينيا قد وقعتا مساء أمس السبت (10 أكتوبر/تشرين الأول) في زيورخ اثنين من بروتوكولات التعاون يمهدان الطريق لمرحلة جديدة من العلاقات الدبلوماسية وفتح الحدود وتعزيز التبادلات التجارية، متجاوزتين بذلك قرنا من العداء بين البلدين. وقد وقع على الوثائق وزير الخارجية التركي، احمد داوود أوغلو، ونظيره الأرميني، ادوارد نالبنديان. وغادر الوزيران قاعة تشرشل بجامعة زيوريخ من دون أن يدليا بتصريحات كان مخططا الإدلاء بها.
ترحيب أوروبي
ومن جانبها، رحبت المفوضية الأوروبية بالتوقيع ودعت إلى التصديق على البروتوكولات وتنفيذها "بما يتوافق مع الجدول الزمني المتفق عليه من دون أي شروط إضافية". وقالت المفوضية في بيان صدر في بروكسل "إن هذا الاتفاق الأرميني التركي سيفيد كافة الدولة في منطقة جنوب القوقاز". وقالت المفوضة الأوروبية للعلاقات الخارجية، بينيتا فيريرو فالدنر، "إن هذا التوقيع يؤكد رغبة تركيا وأرمينيا في طي صفحة الماضي وبناء مستقبل جديد".
يشار إلى أنه قد حضر حفل هذا الحدث التاريخي في جامعة زيوريخ عدد من كبار الدبلوماسيين في العالم، فإضافة إلى وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، حضر نظيرها الروسي سيرجي لافروف، والمنسق الأعلى للسياسات الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي، خافيير سولانا، ووزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير .
تعقيدات في اللحظة الأخيرة
وقال دبلوماسيون في زيوريخ إنه تم إرجاء التوقيع لبضع ساعات بعد خلاف نشب في اللحظة الأخيرة بسبب صياغة البيانات التي ستصدر من الجانبين وشكل الاحتفال. وقالت عدة مصادر دبلوماسية لوكالة الأنباء الألمانية إن المسئولين الأرمينيين اعترضوا على اللغة المستخدمة في النص المقدم من تركيا. كما شوهدت كلينتون وهي تتردد على الجانبين في محاولة وساطة مكوكية في اللحظات الأخيرة تضمنت إجراء عدة اتصالات هاتفية مع مسئولين أرمينيين وأتراك.
وأعلن عن الصفقة التي تمت بوساطة سويسرية قبل ستة أسابيع. وافتتحت وزيرة الخارجية السويسرية، ميشلين كالميري، مراسم الاحتفال الخاصة بالتوقيع وقالت سويسرا إنها عملت كوسيط في عملية تطبيع العلاقات بين ارمينيا وتركيا لأكثر من عام.
يذكر أن أنقرة ويريفان قد قطعتا العلاقات الدبلوماسية عام 1993 عندما أغلقت تركيا حدودها مع أرمينيا بعدما غزت القوات الأرمينية إقليم ناجورنو كاراباخ في أذربيجان. غير أن حقيقة العداء تعود إلى عقود مضت، بسبب اتهام أرمينيا لتركيا بارتكاب "مذبحة جماعية" أودت بحياة مليون ونصف المليون أرميني خلال حكم العثمانيين خلال الحرب العالمية الأولى، وهو الاتهام الذي تنفيه أنقرة.
(هــــ.ع/د.ب.ا/أ.ف.ب)
مراجعة: عبده جميل المخلافي