ترحيب أمريكي وأوروبي بقرار الذرية الدولية وطهران تعتبره "مُسيَّساًً"
١٨ نوفمبر ٢٠١١رحب البيت الأبيض الجمعة بقرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية بخصوص الملف النووي الإيراني. وقال المتحدث باسم الرئاسة الأمريكية جاي كارني إن "الرئيس (بارا أوباما) أعلن في مناسبات عدة أننا عازمون على منع إيران من حيازة السلاح النووي، وإيران مزودة بأسلحة نووية من شأنها أن تشكل تهديدا خطيرا للسلام في المنطقة والأمن في العالم".
وأوضح المتحدث بلاده "ستواصل هذا الضغط حتى تختار إيران التخلي عن اتجاهها الراهن نحو العزلة الدولية سواء بالتنسيق مع شركائنا أو من خلال تدابير من جانب واحد".
وكان مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد تبنى قرارا الجمعة تضمن تحذيرا غير معلن لطهران للرد على "المخاوف العميقة والمتزايدة" تجاه إحتمال قيامها بتطوير سلاح نووي. ويعد ذلك أول رد فعل دولي رسمي تجاه تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية والذي حدد مؤشرات متعددة الأسبوع الماضي على أن إيران تعمل على تطوير سلاح نووي.
برلين تهدد بعقوبات
من ناحيته رحب وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله بالقرار وهدد طهران بعقوبات جديدة. واعتبر فيسترفيله أن هذا القرار يعبر عن "القلق الكبير" للمجتمع الدولي إزاء الشق العسكري المحتمل في البرنامج النووي الإيراني، بحسب قوله. وأضاف الوزير الألماني "في حال واصلت إيران رفض قيام مفاوضات جدية حول برنامجها النووي فإن العقوبات الإضافية تصبح أمرا لا مفر منه". وخلص إلى القول "على إيران أن تختار بين التعاون الجدي والعزلة الدولية".
كما رحبت فرنسا بالقرار، وقال وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه في بيان "تطلب فرنسا مع شركائها وبإلحاح من إيران الاستماع إلى الرسالة التي وجهتها إليها الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وفي حال رفضت إيران الوفاء بالتزاماتها الدولية التي تم تذكيرها بها مرة جديدة وبشكل واضح اليوم، فإننا سنفرض عليها مع جميع شركائنا عقوبات لا سابق لها". وأكد جوبيه على تصميم المجتمع الدولي ووحدته بشأن الملف النووي الإيراني.
من جانبها حثت الممثلة العليا للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي، كاثرين اشتون، ايران على "الرد بشكل اكثر ايجابية على العروض والاقتراحات التي قدمتها اليها مع الدول الست الكبرى". وقالت في بيان إنها "لا تزال تنتظر" ردا من الايرانيين على رسالتها الاخيرة التي كررت فيها عروضها وتحمل تاريخ 21 من تشرين الاول/اكتوبر الماضي.
واعتبرت اشتون أن قرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية هو "رد على النتائج الدامغة تماما للنشاطات النووية الايرانية" التي وردت في تقريرها الاخير.
إيران: التقرير غير مهني وغير متوازن وغير قانوني ومسيس
أما روسيا فقد رحبت بالقرار الذي اتخذته الوكالة الدولية للطاقة الذرية بحق إيران، معتبرة أن الهدف منه هو مواصلة الحوار والتخفيف من حدة التوتر القائم بشأن الملف النووي الإيراني. وأصدرت وزارة الخارجية الروسية بيانا اعتبرت فيه أن "الهدف من القرار ليس إدانة أي كان بل مواصلة الحوار والتخفيف من حدة التوتر".
من ناحية أخرى قال مبعوث طهران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا، السفير علي أصغر سلطانية، إن إيران لن تعير القرار أي اهتمام، ووصف التقرير الأخير بأنه "غير مهني وغير متوازن وغير قانوني ومسيس"، حسبما جاء على لسانه. وقال السفير الإيراني: "أي قرار يصدر بناء على هذا التقرير ويستند إلى قرارات سابقة لمجلس الأمن الدولي بشأن إيران، فإن هذه لقرارات تكون غير ملزمة قانونيا ومن ثم تكون غير قابلة للتطبيق".
وأضاف أن بلاده سوف تدرس الآن بعناية ما إذا كانت ستسمح لمفتشين بارزين بالسفر إلى إيران لحل مسألة برنامج عسكري حسب اقتراح مدير عام الوكالة أمانو يوم الخميس، مضيفا أن عمليات التفتيش الدورية الخاصة بالوكالة
على برنامج تخصيب اليورانيوم سوف تستمر.
(م ا، د ب ا، ا ف ب)
مراجعة: عبده جميل المخلافي