ترامب يهاجم موقف روسيا وإيران في سوريا معتبرا أنه "عار"
٢٣ فبراير ٢٠١٨قال شهود إن موجة جديدة من القصف استهدفت الغوطة الشرقية في سوريا بلا هوادة اليوم الجمعة، وذلك قبل تصويت على مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يطالب بوقف إطلاق النار لمدة 30 يوما في أنحاء البلاد، لإنهاء واحدة من أعنف حملات القصف خلال الحرب.
ولليوم السادس على التوالي قصفت طائرات النظام السوري وحلفاؤه الجيب المكتظ بالسكان شرقي العاصمة، وهو آخر معقل لمقاتلي المعارضة قرب دمشق.
وتعد أعداد القتلى وحجم الدمار هناك من بين الأسوأ في سوريا منذ استعادة النظام المناطق التي كانت خاضعة لسيطرة المعارضة من مدينة حلب في معارك شرسة خلال 2016.
واستنكر الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجمعة حملة القصف الكثيفة التي يشنها النظام السوري على معارضيه في الغوطة الشرقية قرب دمشق، معتبرا أن موقف روسيا وإيران في سوريا هو "عار". وقال ترامب في مؤتمر صحافي في البيت الأبيض "ما قامت به روسيا وإيران وسوريا أخيرا هو عار على الإنسانية"، مضيفا "ما قامت به هذه الدول الثلاث لهؤلاء الناس (سكان الغوطة الشرقية) (...) هو عار".
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون صرح اليوم أنه متفائل بأن مجلس الأمن الدولي سيدعو إلى وقف إطلاق النار في سوريا. وناشد ماكرون والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقف القصف على منطقة الغوطة الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة. وقال ماكرون إنه سيواصل جهوده للتوسط في وقف لإطلاق النار إذا لم يتسن التوصل إلى قرار لمجلس الأمن.
من جهتها قالت المستشارة ميركل إنها تأمل في اتفاق مجلس الأمن الدولي هذا المساء على قرار يدعو لوقف إطلاق النار في سوريا للسماح بدخول المساعدات.
وقالت ميركل للصحفيين خلال اجتماع لزعماء الاتحاد الأوروبي في بروكسل "كتبت أنا والرئيس (الفرنسي إيمانويل) ماكرون رسالة بخصوص الوضع المروع في الغوطة الشرقية في سوريا. أعني أننا دعونا الرئيس الروسي (فلاديمير) بوتين إلى فعل كل ما هو ممكن حتى يتبنى مجلس الأمن الدولي قرارا اليوم للتوصل إلى وقف لإطلاق النار". وتابعت المستشارة الألمانية "آمل حقا أن يتسنى صدور هذا القرار هذا المساء، وخطابي أنا وإيمانويل ماكرون يؤكد على الضرورة الملحة لذلك".
كما صرح رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك الجمعة أن الاتحاد الأوروبي يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في سوريا مع سقوط موجة جديدة من القنابل على منطقة الغوطة الشرقية قبيل تصويت في مجلس الأمن الدولي على قرار يدعو إلى هدنة لمدة 30 يوما. وقال توسك في مؤتمر صحفي إن روسيا وإيران حليفتي دمشق تسمحان بتكثيف الهجمات على مواقع المعارضة المسلحة في سوريا.
وفي نيويورك أبلغ ممثلو الدول العشر غير دائمي العضوية بمجلس الأمن الصحفيين بأنهم متحدون في تأييد مشروع القرار الذي يدعو لوقف القتال في سوريا ويرغبون في صدوره اليوم الجمعة.
وتأجل تصويت على المشروع كان مقررا الساعة (1600 بتوقيت غرينتش) لوقت لاحق من اليوم، وسط خلافات في مفاوضات اللحظة الأخيرة على النص الذي اقترحته الكويت والسويد.
وقال سفير الكويت لدى الأمم المتحدة منصور العتيبي "ما زلنا نعكف على صياغة بعض الفقرات لكننا نوشك على الانتهاء منها... يحدونا أمل أن نكون قريبين للغاية من تبني هذا المشروع اليوم". وتابع السفير الكويتي قائلا "نكاد نصل". وأدلى بتصريحه وهو محاط بسفراء الدول التسع الاخرى غير الدائمة العضوية في مجلس الامن، في مبادرة لتأكيد "وحدة" مجلس الامن في مطالبته بوقف اطلاق النار في سوريا، بحسب قوله.
وأفاد دبلوماسيون أن تعديلات عدة طرأت على الصيغة الأساسية للمشروع الذي نشر الأربعاء حين دعت الكويت والسويد اللتان وقعتاه إلى التصويت عليه من دون تحديد موعد لذلك.
لكن كل العيون تتجه إلى موسكو في ظل تساؤلات بشأن ما إذا كانت روسيا، حليفة الرئيس السوري بشار الأسد والتي تملك حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن، ستدعم مشروع القانون المطروح بالمجلس أم ستعرقله أو تسعى لتخفيفه. وسوف يمهد صدور القرار الطريق أمام توصيل المساعدات للمدنيين والقيام بعمليات إجلاء طبي. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في وقت سابق من اليوم الجمعة إن موسكو تريد ضمانات بألا يقصف المسلحون المناطق السكنية في دمشق.
ع.أ.ج/ف.ي ( د ب ا، رويترز، أف ب)