1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ترامب وأوكرانيا والإنفاق للدفاع: تحديات تواجه الناتو في 2025

٦ يناير ٢٠٢٥

مع بداية العام الجديد، يواجه حلف الناتو مجموعة من التحديات. أبرزها ودعم أوكرانيا، والتعامل مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي لا يمكن التنبؤ بتصرفاته. كما يحتاج الحلف إلى اتخاذ قرار بشأن كيفية تعزيز دفاعاته ضد روسيا.

https://p.dw.com/p/4on0u
بولندا، الجيش الألماني يحمي جزءًا من الجناح الشرقي لحلف الناتو.
وافقت ألمانيا على إنفاق 20 مليار يورو على معدات دفاعية جديدة، بما في ذلك شراء دفاعات باتريوت الصاروخية (الصورة).صورة من: Sebastian Kahnert/dpa/picture alliance

حدد الأمين العام الجديد للناتو مارك روته أولويات الحلف لعام 2025 في خطاب ينذر بالسوء، حيث سلط الضوء على مدى اقتراب الحرب من عتبة التحالف العسكري.

وقال في خطاب ألقاه في ديسمبر/كانون الأول في مركز كارنيغي أوروبا: "من بروكسل، يستغرق الأمر يومًا واحدًا للوصول إلى أوكرانيا. هذا هو مدى قرب سقوط القنابل الروسية. هذا هو مدى قرب تحليق الطائرات الإيرانية من دون طيار. وليس بعيداً عن ذلك بكثير، فإن الجنود الكورييين الشماليين يقاتلون أيضاً."

قدم روته حجة للدعم العام لزيادة الإنفاق الحكومي على الدفاع والاستثمار، ليس فقط لتعزيز الأمن الأوروبي ولكن أيضًا لمساعدة أوكرانيا وردع روسيا عن التوسع أكثر في القارة العجوز.

رفع نسبة الإنفاق الدفاعي 

من المرجح أيضًا أن تساعد زيادة الإنفاق الدفاعي من قبل أعضاء الناتو الأوروبيين في الحلف في مواجهة التحدي المتمثل في التعامل مع رئيس أمريكي لا يمكن التنبؤ بتصرفاته. فبينما دعا جميع الرؤساء الأمريكيين السابقين الدول الأوروبية إلى إنفاق المزيد على دفاعها، فإن ترامب هو الوحيد الذي هدد بالتخلي عن أعضاء الحلف الذين لا ينفقون بما يكفي على الدفاع.

وفي محاولة لكسب تأييد ترامب، أوفت العديد من الدول الأوروبية بتعهدها بإنفاق 2% من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع العام الماضي. والآن، بينما يستعد ترامب لأداء اليمين الدستورية، هناك اقتراحات بأن الناتو قد يرفع هدف الإنفاق إلى 3% أو حتى 4%.

وأكد روته: "سنحتاج إلى مزيد من الوقت للتشاور بين الحلفاء حول المستوى الجديد بالضبط. ولكنه أكثر بكثير من 2%"، وأضاف: ”دعني أكون صريحًا جدًا، إذا كنت ستنفق أكثر من ذلك فعليك أن تصل إلى 4% على الأقل".

ويقول الخبراء إن ترامب سيضغط على الأرجح من أجل نسبة 4%، وأضافوا أن الحلفاء الأوروبيين سيكونون في وضع جيد لتقديم صفقات يرونها مواتية.

وتقول جيسين فيبر، الزميلة في صندوق مارشال الألماني (GMF) في تصريح مكتوب لـ DW: أنّ على الأوروبيين إن يقدموا صفقة جيدة للولايات المتحدة. وترى أنّ النموذج الذي يمكن أن تكون فيه الولايات المتحدة مجرد "دعامة" أو "مدافع الملاذ الأخير" بينما يضمن الأوروبيون معظم الدفاع التقليدي، "يمكن أن يفي بهذا المعيار".

الناتو يستعد لردع الهجمات الهجينة باعتماد سلسلة إجراءات

الجهود الأوروبية لتعزيز الناتو 

هناك إجماع بين الأعضاء الأوروبيين في حلف الناتو على ضرورة بذل المزيد من الجهود من أجل الدفاع عن أنفسهم من خلال تدارك التباطؤ في الإنتاج الدفاعي وسد الثغرات اللوجستية.

في عام 2024، أجرى الناتو مناورات "المُدافع الصامد"، وهي أكبر مناورات عسكرية له منذ الحرب الباردة. وفي ديسمبر/كانون الأول، قرر الحلف مراجعة استراتيجيته للحرب الهجينة لعام 2015 مع تزايد أعمال التخريب المشتبه بأن روسيا تقف خلفها خلال السنوات القليلة الماضية.

وهناك أيضًا جهود متضافرة لزيادة نشر القوات على حدود الناتو، فقد قررت ألمانيا -على سبيل المثال - إرسال 5000 جندي إلى ليتوانيا بحلول عام 2027.

ويواجه أعضاء الناتو الأوروبيون عائقًا خاصًا عندما يتعلق الأمر بقدرات الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع، مثل الأقمار الصناعية التي يمكنها رؤية أراضي العدو أو مروحيات النقل الكبيرة التي يمكنها حمل معدات دفاعية ضخمة وقوات على مسافة طويلة.

ومن المقرر إجراء تحسينات خلال العام المقبل في هذا القطاع، لكن الخبراء يعتقدون أن الأمر سيستغرق أكثر من عقد من الزمن لتطوير القدرات التي يعتمد الأوروبيون فيها حالياً على الولايات المتحدة.

حلف النات، اختتام مناورات الدفاع الجوي في ألمانيا.
يفتقر حلفاء الناتو الأوروبيون إلى قدرات المراقبة الكافية، والتي قد يستغرق تطويرها أكثر من عقد من الزمن.صورة من: INA FASSBENDER/AFP

”الأوروبيون لديهم عدد قليل من الأقمار الصناعية، وقد يستغرق الأمر ما بين 10 و15 عاماً لسد هذه الفجوة، لكن التحدي الأول الذي يواجه الدول الأوروبية هو صرف الأموال التي تتطلبها مثل هذه المشاريع"، كما يقول رافائيل لوس، زميل السياسة في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية الذي يركز على الأمن والدفاع في المنطقة الأوروبية الأطلسية، في حوار مع DW.

الناتو وتحدي مواجهة الصين  

يرى الأعضاء الأوروبيون في حلف الناتو أن الحلف لا يضمن الأمن والازدهار على جانبي المحيط الأطلسي فحسب، بل يعزز أيضًا رد واشنطن على بكين في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

وقد عزز الحلفاء علاقاتهم مع شركائهم الآسيويين الأربعة - ما يسمى بـ AP4 من أستراليا ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية واليابان - لمكافحة الشراكة "بلا حدود" بين الصين وروسيا. ومن المتوقع أن ينمو التعاون بين الناتو وAP4 في العام المقبل مع المزيد من تبادل المعلومات الاستخباراتية.

وقال لوس: "يحاول الأعضاء الأوروبيون أن يقولوا لصقور ترامب تجاه الصين إن التخلي عن الناتو سيجعل الأمر أكثر صعوبة بالنسبة لهم في مواجهة الصين".

مصير مجهول بشأن سياسة ترامب حيال أوكرانيا

 مع اقتراب الذكرى السنوية الثالثة للغزو الروسي الشامل لأوكرانيا في فبراير/شباط، أكد القادة الأوروبيون دعمهم لكييف ولكنهم يعلمون أنه إذا قطعت الولايات المتحدة المساعدات فإنهم لن يتمكنوا من تغطية العجز.

القوات العسكرية متعددة الجنسيات في تدريبات "المدافع عن أوروبا 2023" تصل إلى تيرانا - 22.05.2023.
عزز الحلفاء علاقاتهم مع شركائهم الآسيويين الأربعة - ما يسمى بـ AP4 من أستراليا ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية واليابان - لمكافحة الشراكة "بلا حدود" بين الصين وروسيا.صورة من: Press Office, Albania Ministry of Defence

وقد جعل العجز في الميزانية في الداخل الدول الأوروبية الأكثر ثراءً تتحفظ على تقديم وعود لأوكرانيا، خاصةً دون معرفة ما إذا كان الدعم من الولايات المتحدة - أكبر داعم مالي وعسكري لأوكرانيا - سيستمر.

كما أن عضوية أوكرانيا في الناتو ستكون "نقطة خلاف رئيسية داخل الحلف"، كما قالت كريستين بيرزينا، المديرة الإدارية لشركة جي إم إف جي ستراتيجي نورث للاستشارات ومقرها واشنطن، لـDW.

وقالت جيسين فيبر، الزميلة في صندوق مارشال الألماني (GMF)، إن الأعضاء الأوروبيين في حلف الناتو يدعمون عمومًا عضوية أوكرانيا في الحلف - مع استثناء ألمانيا - ولكن هذا الالتزام سيكون مجرد كلام إذا عارضت إدارة ترامب التوسيع.

ووفقًا لكريستين بيرزينا، فإن "[الرئيس الأوكراني فولوديمير] زيلينسكي كان واضحًا جدًا في أن مستقبل أوكرانيا يجب أن يكون في حلف الناتو". لكنها أضافت أن نائب الرئيس الأمريكي القادم جيه دي فانس "أعرب عن شكه في هذا المسار".

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد استضاف ترامب وزيلينسكي في إعادة افتتاح كاتدرائية نوتردام في ديسمبر/كانون الأول. وقال الخبراء إن الهدف كان تليين موقف ترامب من أوكرانيا والتأثير على سياسته لصالح كييف.

ولكن لا أحد يعرف كيف سيمضي ترامب في هذا الأمر - "هذا هو المجهول الكبير"، كما قال رافائيل لوس.

 

أعده للعربية: عماد حسن 

Anchal Vohra
أنشال فوهرا مراسلة للشؤون الأوروبية مقيمة في بروكسل