تحقيق ـ أي مآلات للدوري الإنجليزي بعد بريكست؟
٣٠ يناير ٢٠٢٠تنتهي فترة الانتقالات الشتوية في ذات اليوم الذي ستبدأ فيه بريطانيا العملية الرسمية للانسحاب من الاتحاد الأوروبي غدا (الجمعة 31 يناير/ كانون الثاني 2020). إذا قررت الحكومة الخروج بشكل قاسي بدون أي أتفاق، من الممكن أن يجعل ذلك الأمور أكثر صعوبة على الأندية للتعاقد مع لاعبين أوروبيين بجانب قيود كبيرة على الأمور المالية. وحاليا، اللاعبون من المنطقة الأوروبية الاقتصادية بإمكانهم التعاقد مع أندية إنجليزية بدون الحاجة لتصريح عمل.
بينما يحتاج اللاعبون من خارج هذه المنطقة، مثل مواطنو أمريكا الجنوبية، لتصريح عمل، ولكن عليهم تلبية معايير صارمة. وتتضمن هذه المعاير مدى تمثيل اللاعب لبلده الأصلي على المستوى الدولي في آخر عامين قبل الانتقال. وكلما زادت نسبة مشاركتهم في المباريات الدولية وفقا لموقع منتخبات بلادهم في التصنيف العالمي للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، كلما زادت فرصهم في الحصول على تصريح العمل. ومن ضمن المعايير التي توضع في الاعتيار أيضا قيمة الانتقال وراتب اللاعب. على سبيل المثال، كان من الممكن ألا يكون فريق توتنهام قادرا على التعاقد مع المهاجم الهولندي ستيفن برجوين من أيندهوفن مساء الأربعاء لأن اللاعب البالغ من العمر 22 عاما خاض تسع مباريات دولية فقط مع المنتخب الهولندي على المستوى الدولي.
ويعد الدوري الإنجليزي لكرة القدم هو الأغنى على مستوى العالم، حيث تصل حقوق البث العالمية الخاصة به للمليارات كما تشكل خمسة أندية في مدن مانشستر وليفربول ولندن نصف قائمة أغنى عشرة أندية في العالم. ويرجع هذا جزئيا إلى أن الدوري يجذب أفضل لاعبي العالم مثل الأرجنتيني سيرخيو أجويرو، مهاجم مانشستر سيتي، والفرنسي بول بوغبا، لاعب مانشستر يونايتد، والهولندي فيرجيل فان دياك، لاعب ليفربول. انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قد يضعف الجنيه الإسترليني أمام اليورو، مع اللجوء ربما لتطبيق قواعد أكثر صرامة ربما يتم تطبيقها، فإنه من الممكن أن تدير المواهب الأوروبية ظهرها للدوري الإنجليزي وتتجه للدوريين الإيطالي أو الإسباني.
إذا حدث هذا، قد يكون له تأثيرا على مقولة " الدوري الإنجليزي هو الأكثر مشاهدة في العالم". وفي حال وجود معركة للتعاقد مع صفقة مهمة بين مانشستر سيتي وبرشلونة، في حالة بريكست، من الممكن أن يكون فريق برشلونة هو المفضل من حيث القوة المالية واستقرار العمل. عندما لا يكون هناك تعاقدات بأموال كثيرة، تتجه الأندية للتعاقد مع اللاعبين من المستوى الثاني ومع اللاعبين الشباب اللذين تتراوح أعمارهم بين 16 و18 عاما. وتحت قواعد الفيفا الحالية، فإنه يسمح لحركة الانتقالات بين اللاعبين الشباب بين دولتين مشاركتين في المنطقة الاقتصادية الأوروبية، ولكن بعد 31 كانون الثاني / يناير، سيكون هذا أقرب إلى المستحيل بسبب وضع بريطانيا الجديد. ونقلت صحيفة "ديلي تليجراف" تصريحات عن جيك كوهين، محامي رياضي يعمل مع الأندية، حيث قال "هناك الكثير من الحيرة". وأضاف "أنصح الأندية، إذا حددتم اللاعب وتم الانتهاء من كل التفاصيل فعليكم بالتأكيد التعاقد معه. لا تتركوا الأمر للصدفة مع الفيفا، خاصة عندما لا يكون هناك توجيها حقيقيا". وقال أوين جونس، متخصص في قانون الهجرة الرياضية من مكتب محاماه شيريدان، للصحيفة :"
ما أفهمه أن فترة الانتقالات الحالية ستكون الفرصة الأخيرة للأندية للتعاقد مع لاعبين يبلغون 16 و17 عاما، إلا إذا تغير شيء في لوائح الفيفا". ولكن، من الممكن رؤية هذا الأمر على إنه شيئ إيجابي للاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، فيما يتعلق بخططه للحد من المواهب الخارجية في الفرق المكونة من 25 لاعبا لتقل من 17 لاعبا أجنبيا إلى 12 لاعبا لإفساح المجال للاعبين الإنجليز الصغار. من الممكن أن يفيد هذا المنتخب الإنجليزي لاكتشاف لاعبين دوليين بإمكانهم سد أي فراغ يحدث بسبب الإصابات. كما يمكن أن يعمل هذا الأمر على النقيض تماما. ماذا سوف يحدث للاعبين البريطانيين المحترفين مثل جادون سانشو، لاعب بوروسيا دورتموند أو غاريث بيل لاعب ريال مدريد؟ هل يمكن السماح لهم بمواصلة اللعب في الخارج؟ هل سيستحوذ الدوري الإسباني أو الإيطالي على القوة التسويقية للدوري الإنجليزي؟ الإجابة على هذا السؤال لا يوجد لديها حل قوي حتى الآن وربما لن نحصل على هذه الأجوبة لفترة، لأنه بعد ثلاث سنوات من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، يمكن لأي شيء أن يحدث.
ح.ز/ و.ب (د.ب.أ)