تحرشات بالنساء خلال حفل "مرحبا باللاجئين في بون"
١٢ يناير ٢٠١٦الفتاة آنا، (إسم مستعار)، البالغة من العمر 25 عاما، وإحدى المشاركات في حفل "مرحبا باللاجئين في مدينة بون" كانت رفقة ثلاث صديقات وصديق، وانزعجت الفتاة آنا من تصرف بعض الرجال خلال الحفل: "بعض الضيوف تجاوزوا بالفعل حدودهم، وكانوا يضايقون النساء أثناء الرقص رغم اعتراضهن على ذلك". وذكرت أن عددا من الرجال كانوا يضايقون النساء ويلمسوهن. ملاحظة أن "مثل هذه المضايقات قد تقع دائما قبل انتهاء الحفلات ولكن ليس بهذا الحجم وبهذه الكيفية. فعلا عشنا أوقاتا غير مريحة في ذلك الحفل".
رد فعل متأخر لوسائل الإعلام
"حفل بدون حدود" كان هو شعار الفعالية التي نظمتها جمعية "مرحبا باللاجئين في مدينة بون" بمشاركة جمعية "المبادرة من أجل اللاجئين" على متن سفينة "Township" في 7 نوفمبر/تشرين الثاني 2015 للترحيب باللاجئين. في هذا الاحتفال لم تسلم النساء من تحرشات رجال، ألمان أو غيرألمان. شهرين بعد ذلك تحدثت جريدة "غينيرال آنتسايغر"، أكبر الصحف بالمنطقة، تزامنا مع أحداث اعتداءات كولونيا، في تقرير صغير عن تلك التحرشات دون تفاصيل.
مباشرة بعد وصول الفتاة آنا إلى الحفل لاحظت أن العديد من الرجال المتواجدين حول حلبة الرقص أو داخل السفينة كانوا تحت تأثير الكحوليات. وحسب جمعية "مرحبا باللاجئين في مدينة بون" حضر الحفل قرابة 300 شخص، وتقدر الفتاة آنا أن نسبة حوالي ثلاثة أرباع من عدد الحاضرين كانوا رجالا من اللاجئين.
وطلب منظمو هذه الفعالية خلال الحفل من الرجال عبر مكبر الصوت مرارا وتكرارا، باللغة الألمانية والإنجليزية والعربية، احترام النساء واحترام الفضاءات عند الرقص. كما قام منظمو الحفل بطرد عدد من الذين لم يمتثلوا لهذه الدعوة حسب تصريح جمعية "مرحبا باللاجئين في مدينة بون" ورغم تلك الإجراءات استمر الوضع على ما كان عليه: "مع كامل الأسف لم ننجح رغم قيامنا بتطبيق عقوبات".
ردود فعل أدهشت المنظمين
في 10 نوفمبر/تشرين الثاني 2015، أي ثلاثة أيام بعد الحفل، نشرت الجهات المشاركة في تنظيم فعالية "حفل بدون حدود" على موقعها الإلكتروني نصا تندد فيه بالتحرشات ، حيث تم تقديم اعتذار للنساء اللواتي تعرضن لمضايقات وتحرش.
شرطة مدينة بون لم تعلم بهذه الحادثة إلا بعد أن طلبت جريدة "غينيرال آنتسايغر" موقف منها من هذه القضية. الشرطة لم تتوصل حينها إلا بشكوى عن سرقة لمحفظة. ووفقا لمصادر الشرطة تقدمت سيدتان، بعد نشر مقال عن هذا الموضوع الأسبوع الماضي، بتقديم شكوى عن تحرش تعرضتا له على متن السفينة التي أقيم فيها الحفل. كما قدمت سيدة شكوى حول حالة مضايقة. وتحدثت الشرطة عن وجود أدلة في حالتين أخريين.
التهديد بعد نشر خبر التحرش
وعلى إثر نشر جمعية "مرحبا باللاجئين في مدينة بون" تقريرا نددت فيه بعمليات التحرش ضد النساء، تعرض موظفوها لتهديدات آخرها في شهر (نوفمبر/تشرين الثاني 2015)، حسب سارة بولس عضو المجلس التنفيذي بالمنظمة. وتمت التهديدات من خلال شبكات التواصل الاجتماعي وعبر البريد الإلكتروني والهاتف. وفي تعليق على الفيسبوك، تم حذفه مؤخرا، يأمل مُشارك في الفيسبوك في حدوث اغتصاب جماعي للموظفات بالجمعية، مضيفا بأنه سيكون فرحا لو تحقق ذلك.
لم تتوقف هذه التهديدات، حسب ما ذكرت سارة بولس عضو المجلس التنفيذي في منظمة "مرحبا باللاجئين في مدينة بون: "كانت هناك مكالمات هاتفية يقوم بها يمينيون متطرفون يتقمصون شخصية صحفيين للقيام بالسب والإهانة ، حيث اعتبروا هذه التحرشات بأنها أوهام فقط". وتضيف المتحدثة: "أصبنا حقا بخيبة أمل، فنحن لم نقم إلا بانتقاد هذا التصرف الشنيع على متن سفينة الاحتفال".
تحرش في مدينة بون وأحداث في كولونيا
لا تستبعد الجهة المنظمة لفعالية "حفل بدون حدود" بأن اعتداءات التحرش في شهر نوفمبر لها خلفية ثقافية. ولا تريد سارة بولس عضو المجلس التنفيذي في منظمة -مرحبا باللاجئين في مدينة بون- التقليل من شأن اعتداءات التحرش وتقول: "اعتداءات التحرش ضد النساء ليست حديثة العهد". وعلى الرغم من ذلك فهي لا تريد الخلط بين ما وقع على مثن سفينة الاحتفال في مدينة بون وما وقع ليلة السنة الجديدة في مدينة كولونيا "الحدثان يختلفان تماما".
الطالبة آنا تؤكد من جهتها نفس الشيء: "لم أفكر ولو ثانية فيما وقع في بون عندما كنت أتتبع أحداث كولونيا"، وتضيف أن الوضعين يختلفان تماما ولا وجه للمقارنة بينهما. في كولونيا حاول آلاف الرجال تطويق النساء في ساحة عامة، أما في حفل مدينة بون فكانت "الأجواء مختلفة".
خلفية الاعتداءات
تؤكد الطالبة الجامعية آنا أن كل شخص يزور حفلا يود عادة الترفيه عن النفس أوالرقص وربما التعرف عن شخص آخر، ولكن طريقة احتفال هؤلاء الرجال في تلك الليلة كانت حقا غريبة: "طريقة تركت ولاشك انطباعا سيئا لدى الحاضرات".
الفتاة آنا لا تستبعد أن مثل هذا السلوك قد يعود بالأساس إلى فوارق ثقافية وللخلفية الاجتماعية للاجئين الرجال. وتعتقد آنا أن توجيه أصابع الاتهام لهم أمر صعب، خاصة إذا لم يكونوا قد قاموا بتلك التصرفات عن عمد.
وعبرت الفتاة آنا عن اعتقادها "أن مناخ أجواء الاحتفال كانت ستأخذ طابعا مختلفا لو كانت نسبة عدد النساء أعلى مما كانت عليه يوم الحفل". وتشير إلى أن أجواء الاحتفال على سطح السفينة كانت أفضل "كانت هناك عدة مجموعات مختلفة الأجناس وكان الجميع يتجاذب أطراف الحديث بلغات مختلفة وفي جو لطيف جدا".
كما اعتبرت سارة بولس عضو المجلس التنفيذي في منظمة -مرحبا باللاجئين في مدينة بون- قائلة: "نظمنا في السابق العديد من الاحتفالات بهذا هذا الحجم، ولكن مثل هذه الانتهاكات وبهذا الشكل أمر لم نعشه سابقا".