تحت ضغط روسي صيني - تقليص معابر "شريان الحياة" للسوريين
١٢ يوليو ٢٠٢٠بعد أسبوع من الانقسامات في مجلس الأمن الذي كان مطالبا بالوصول إلى قرار جديد بعد انقضاء أجل عملية إنسانية استمرت ستة أعوام بتفويض من الأمم المتحدة، وصل مجلس الأمن الدولي إلى حل وسط بضغط روسي-صيني.
وفي عملية تصويت هي الخامسة، تبنى المجلس بغالبية 12 صوتاً من أصل 15، مقترحاً ألمانياً بلجيكياً ينصّ على إبقاء معبر باب الهوى على الحدود التركيّة في شمال غرب سوريا مفتوحاً لمدة عام. وامتنعت روسيا والصين، حليفتا النظام السوري، عن التصويت، إلى جانب جمهورية الدومينكان.
واضطرت ألمانيا وبلجيكا، بسبب النقض الروسي والصيني، إلى تقديم مقترح نهائي يشمل مقترحا عبرت عنه روسيا قبل عدة أسابيع لإلغاء معبر باب السلام الذي تؤدي إلى منطقة حلب شمال سوريا. غير أن القرار يسمح بإيصال المساعدات دون موافقة دمشق، عكس ما أرادته موسكو وبكين.
وأرادت روسيا والصين رغبتهما تقليص المعابر إلى معبر واحد تشرف عليه الحكومة السورية. وقالتا إنه يمكن وصول المساعدات الإنسانية إلى شمال غرب سوريا من داخل البلاد. كما حاول البلدان تضمين عبارات قال دبلوماسيون غربيون إنها تُحَمل العقوبات الغربية على سوريا مسؤولية الأزمة الإنسانية.
وجاء التصويت الناجح بـعد محاولتي تصويت فاشلتين على مقترحين روسيين، وتصويتين آخرين أعدتهما ألمانيا وبلجيكا واستخدمت روسيا والصين حق النقض ضدهما. تصف الأمم المتحدة المساعدات المنقولة من تركيا بأنها "شريان حياة" للسوريين في شمال غرب البلاد.
ردود فعل
وطلب السفير الألماني في الأمم المتحدة كريستوف هيوسغن من نظيريه الروسي والصيني أن ينقلا لحكومتي بلديهما سؤاله وهو " كيف لأولئك الناس الذين أعطوا تعليمات بتقليص المساعدات عن 500 ألف طفل...النظر في المرآة غدا؟".
بينما أعرب وزير الخارجية الألماني هايكو ماس عن ترحيبه باعتماد مشروع القرار الألماني البلجيكي ووصفه بأنه "خبر سار لملايين السوريين (...) أنّ مجلس الأمن تمكّن أخيراً من الاتّفاق على اقتراحنا التوافقي".
وشدد ماس في تصريحات له إثر صدور قرار مجلس الأمن على أنه لا يمكنه كما لا يريد أن يخفي بأن وجود معابر بشكل أوسع أمر "مهم وضروري".
وفي بيان مشترك قالت ألمانيا وبلجيكا عقب التصويت "معبر حدودي واحد غير كاف لكن عدم وجود أي معبر سيثير القلق بشأن مصير المنطقة برمتها"، بينما تحدثت روسيا عن "نفاق" ألمانيا وبلجيكا في إجراء المفاوضات. وطلبت الصين من جهتها، من ألمانيا عدم إعطائها دروسًا.
وقال ديمتري بوليانسكي نائب المبعوث الروسي في الأمم المتحدة عقب التصويت "روسيا تؤيد دوما إدخال مساعدات إنسانية إلى سوريا مع الاحترام الكامل لسيادة البلاد ووحدة أراضيها وبالتنسيق مع حكومتها الشرعية. لا ينبغي تسييس هذه القضية".
وقال القائم بأعمال السفير البريطاني في الأمم المتحدة جوناثان ألين عقب التصويت إن وقف دخول المساعدات عبر معبر باب السلام الحدودي سيحرم "1.3 مليون شخص في شمال غرب سوريا من مساعدات إنسانية ضرورية تصلهم عبر الحدود".
ورد السفير الصيني بالأمم المتحدة تشانغ غون إن الصين لديها دوما تحفظات بشأن نقل المساعدات عبر الحدود، لكن وفي ظل الموقف الراهن في سوريا فإنها لا تعارض الإبقاء عليها "في هذه المرحلة"، مضيفا: "ومن ثم ينبغي تعديلها في ضوء التطورات على الأرض".
وكانت عملية نقل المساعدات عبر الحدود في عام 2014 ، تتضمن أيضا الدخول من الأردن والعراق حسب قرار مجلس الأمن. وتوقف نقل المساعدات عبر الأردن والعراق في يناير/كانون الثاني بسبب معارضة روسيا والصين.
وبناء على جلسات هذا الأسبوع، استخدمت روسيا حق النقض للمرة السادسة عشرة، والصين للمرة العاشرة ضد مشاريع قرارات مرتبطة بسوريا منذ بدء الحرب عام 2011.
إ.ع/م.س (د ب أ، أ ف ب، رويترز)