كيف يمكن التواصل في أوكرانيا إذا تعطلت شبكة الإنترنت؟
١٤ مارس ٢٠٢٢مع استمرار الحرب وازدياد شراسة المعارك، تتزايد المخاوف من تدمير الجيش الروسي البنية التحتية للاتصالات في أوكرانيا واستهداف محطات الإذاعة والتلفزيون، حيث تم قصف برج التلفزيون في العاصمة كييف بعد عدة أيام من بدء الغزو.
ويرمي الجيش الروسي من وراء ذلك إلى منع الأوكرانيين من الوصول إلى المعلومات من مصادر مستقلة ومصادرالأخبار المستقلة ذات المصداقية.
بيد أنه حتى إذا انقطع الإنترنت وتعطلت تطبيقات المراسلة، هناك بعض السبل للتواصل دون الحاجة إلى الاتصال بالشبكة العنكبوتية.
تطبيق "براير".. حلقة وصل بين الهواتف الذكية
يتيح تطبيق "براير" Briar المتاح على متجر اندرويد، الاتصال من نظير إلى نظير عبر البلوتوث وشبكات الواي فاي، بمعنى أن هذا التطبيق يسمح بالتواصل والاتصال بين هاتفين ذكيين مباشرة بمساعدة تقنية البلوتوث والواي فاي دون الحاجة إلى الاتصال بأي بنية تحتية مثل شبكات الهاتف المحمول أو شبكات "الموجِّه" أو الراوتر.
ورغم أن هذا التطبيق يُتيح لمستخدميه التواصل مع الآخرين دون الاتصال بالإنترنت، إلا أنه يكتنفه بعض القصور، لا سيما أن مدى التواصل باستخدام تطبيق "براير" قصير جدا لا يتجاوز 10 أمتار عبر تقنية البلوتوث أو قد تصل إلى مئة متر عبر شبكات الواي فاي.
لكن مستخدم هذا التطبيق يحظى بميزة هامة وهي الاتصال المباشر والآمن مع الآخرين مع تشفير المراسلات. ما يعني أنه لا يمكن قراءة هذه الرسائل المشفرة من قبل القراصنة أو الأجهزة الأمنية أو حتى مزودي خدمات الهاتف المحمول.
ورغم هذه الميزة، إلا أن أهم نقاط قوة هذا التطبيق تتمثل في القدرة على إنشاء شبكة للتواصل بين عدد كبير من المستخدمين عبر الاتصال المباشر. ما يعني أن الاتصال لا يقتصر على شخصين، بل يتجاوز ذلك إلى التواصل بين عدد كبير من الأفراد عبر مسافات أكبر فيما يُطلق عليه "الشبكات المعشقة".
وتمتلك تقنية "الشبكات المعشقة" ميزة مهمة للغاية تتمثل في إمكانية مشاركة خدمة الإنترنت بين مستخدم لا يزال يحظى بالاتصال بالإنترنت ربما لاستخدامه شريحة اتصال أجنبية، والأفراد الذين يتواصل معهم عبر تطبيق "براير" حيث يتم التواصل بالإنترنت من خلال متصفح "تور" Tor Browser ما يعني عدم إمكانية مراقبة الاتصالات.
ويعد "براير" تطبيقا مفتوح المصدر، كما يمكن تحميله بالمجان عبر متجر "غوغل بلاي" أو متجر "إف درويد" الخاص بالتطبيقات مفتوحة المصدر. فيما يتم تمويل التطبيق من قبل منظمات تدعم حرية الإنترنت مثل منظمة "أكسس ناو أو "صندوق التكنولوجيا المفتوحة" بالولايات المتحدة.
تطبيق "بريدجفي" لمستخدمي أندرويد وآبل
يعتمد تطبيق Bridgefy أو "بريدجفي" على نهج مشابه لتطبيق "براير"، إذ يتيح الاتصال عبر "شبكة معشقة" يتم إنشاؤها من خلال تقنية البلوتوث وشبكات الواي فاي.
يمكن لمستخدمي أندرويد وآبل الاستعانة بهذا التطبيق، متفوقا بذلك على تطبيق "براير" ما أدى إلى انتشاره بشكل كثيف من قبل المتظاهرين في هونغ كونغ في السنوات الأخيرة.
خلافا لتطبيق "براير"، فإن تطبيق "بريدجفي" ليس مفتوح المصدر، فيما يتم توزيعه من قبل شركة أمريكية تحمل الاسم نفسه ويتم التمويل عن طريق الإعلانات.
وأثار التطبيق في الماضي بعض المخاوف الأمنية جراء عمليات التشفير التي تتم من خلاله، بيد أن التطبيق بدأ في استخدام بروتوكول "سيغنال" الأكثر أمنا والخاص بتشفير بيانات المستخدمين والاتصالات المستخدم في تطبيقات التراسل مثل "واتس آب" و "سيغال".
تطبيق "الصمت" الخاص بالرسائل النصية المشفرة
يوفر تطبيق Silence أو "الصمت" إمكانية إرسال رسائل نصية مشفرة في حالة انقطاع الإنترنت مع استمرار عمل شبكات الهاتف وخدمات الرسائل النصية التي يمكن قراءتها من قبل طرف ثالث. إلا أن الرسائل النصية المرسلة عبر تطبيق "الصمت" مشفرة لا يمكن الوصول إليها.
يحمي التطبيق محتوى الرسائل النصية من أي مراقبة، لكن ليس بوسعه تشفير البيانات الوصفية الخاصة على سبيل المثال بتوقيت إرسال الرسائل أو الأشخاص الذين يتبادلونها.
ويعد التطبيق متاحا فقط على متجر أندرويد نظرا لأن متجر "آبل" يحظر تطبيقات الطرف الثالث التي توفر خدمات الرسائل القصيرة. فيما يمكن تحميله بالمجان ويتم تمويله وتطويره من خلال التبرعات.
التحايل على رقابة الإنترنت
ورغم محدودية سبل الاتصال والتواصل رقميا بدون الحاجة إلى شبكة الإنترنت، إلا أن الحفاظ على الاتصال ولو حتى عبر رسائل نصية ليس بالأمر المستحيل.
لكن يجب توخي الحذر في استخدام هذه التطبيقات، إذ يجب الأخذ في الاعتبار القوانين المحلية وأيضا المتغيرات الأمنية.
وفي حالة استمرار التواصل بالإنترنت في ظل رقابة شديدة أو تعرضت بعض المواقع الإلكترونية للحظر، يمكن اللجوء إلى تطبيق "سايفون برو" أو متصفح "تور" للتحايل على الرقابة على الإنترنت.
أوليفر لينو والكسندر فرويند / م ع