تباين ردود الفعل حول منح الاتحاد الأوروبي جائزة نوبل للسلام بين التأييد والرفض
١٢ أكتوبر ٢٠١٢أدان سياسيون أوروبيون اليوم الجمعة (12 أكتوبر 2012) قرار منح الاتحاد الأوروبي جائزة نوبل للسلام لعام 2012، واصفين ذلك بأنه "مزحة" على ضوء الاضطرابات الاجتماعية في دول مثل اليونان أسبانيا. وقال مارتن كالانان النائب المحافظ في البرلمان الأوروبي :"من المفترض أن تكون هذه الجائزة من اجل السلام والانسجام في شوارع أثينا ومدريد"، واصفا الجائزة بأنها " كذبة( نيسان/ أبريل) متأخرة ". وذكر كالانان زعيم مجموعة المحافظين والإصلاحيين في البرلمان الأوروبي أن "سياسات الاتحاد الأوروبي تسببت في تفاقم تداعيات الأزمة المالية التي أدت بدورها إلى حدوث اضطرابات اجتماعية لم نشهدها على مدار جيل". وقال إن قيام لجنة نوبل بمنج الجائزة إلى الاتحاد الأوروبي تكون قد "قوضت العمل الرائع لفائزين آخرين يستحقون الجائزة".
وقالت مارين لوبان زعيمة حزب "الجبهة الوطنية" اليميني المتطرف في فرنسا إن لجنة نوبل " فقدت مصداقيتها إلى الأبد" بسبب اختيارها ومنحها الجائزة لـ " الحرب الاجتماعية" وليس للسلام. وذكرت "أن الاتحاد الأوروبي أصبح أكبر عامل اليوم للشقاق وزيادة التوترات بين الدول الأوروبية"، متهمة التكتل المؤلف من 27 دولة بتأجيج "منافسة ضارة ويضحي بالرفاهية في كل مكان". وقالت في بيان في صدارة صفحة الحزب على الإنترنت إن الجائزة كانت مكافأة " للحرب الاقتصادية والاجتماعية في كل مكان بين الشعوب، مما قد يؤدي إلى الحرب" وأضاف أن " جائزة نوبل للسلام أصبحت جائزة نوبل للحرب".
أما ليودميلا أليكسييفا الناشطة الروسية التي تعمل في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان منذ فترة طويلة فقد أعربت عن شعورها بالإحباط، لأن لجنة نوبل منحت جائزتها السنوية للسلام للاتحاد الاوروبي اليوم الجمعة. ونقلت وكالة "إنترفاكس" الروسية للأنباء عن الناشطة قولها "كنت أود أن يحصل معتقل سياسي في إيران على سبيل المثال على الجائزة". وكانت وسائل الاعلام الروسية قد طرحت اسم إليكسييفا المعارضة السوفيتية السابقة ومديرة منظمة "موسكو هلسنكي ووتش" الحقوقية باعتبارها من المرشحين للحصول على الجائزة.
مؤيدون يقولون إن القرار "حكيم وبعيد النظر".
وأشاد المستشار الالماني الاسبق هيلموت كول الذي قاد جهود توحيد شطري ألمانيا قبل أكثر من عقدين من الزمن اليوم الجمعة بمنح جائزة نوبل للسلام للاتحاد الاوروبي، واصفا ذلك بأنه "قرار حكيم وبعيد النظر". وقال كول /82 عاما/ الذي ساعد في المضي قدما نحو اندماج أوروبي أكبر وتشكيل مجموعة اليورو "كأوربيين لدينا جميعا مبرر لنتفاخر اليوم. إنني فخور وأتمنى أن يبارك لنا الله في مسارنا الآخر نحو أوروبا موحدة". وأضاف كول في بيان "الجائزة قبل كل شيء تأكيد لمشروع السلام الأوروبي". وتابع "إنها تشجيع لنا أيضا جميعا للاستمرار على طول المسار نحو أوروبا موحدة.. للالتزام بالعلاقات الوثيقة في قارتنا وتنمية أوروبا" رغم بعض الصعوبات والمشكلات التي يتعين العمل من اجل التغلب عليها".
من جانبه قال الرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند إن منح جائزة نوبل للسلام لعام 2012 للاتحاد الأوروبي "شرف كبير " يلزم زعماء الاتحاد بالسعي إلى إقامة "أوروبا أكثر وحدة وأكثر عدلا يسودها السلام". وقالت الرئاسة الفرنسية في بيان "عبر هذه الجائزة، على كل أوروبي أن يشعر بالفخر كونه عضوا في اتحاد استطاع تحقيق السلام بين شعوب دخلت في صدام لفترة طويلة وبناء مجتمع على أساس قيم الديمقراطية والحرية والتضامن". ولكن هذا يعنى أيضا أن أوروبا عليها " مسؤولية اكبر حتى الآن (...) للحفاظ على وحدتها وقدرتها على دفع النمو وخلق فرص عمل والتضامن الذي يتعين عليها أن تظهره صوب أعضائها".
م. أ. م./ح.ز (د ب أ، أ ف ب)