بيوت أدباء ألمان تتحول إلى شواهد حية على أدب أصحابها
٣ يونيو ٢٠٠٦عاش الشاعر الألماني تيودور شتورم ما بين عامي ( 1888-1817) في مدينة هوسوم التابعة لولاية شليزفيغ-هولشتاين. وقد نظم شتورم قصيدة شعرية عن مسقط رأسه ومدينته الصغيرة التي تقع على ساحل الفريزن شمال ألمانيا. كما اتخذ من منزله هناك مسرحا لكتابة الروايات ونظم الشعر. لقد تأثر شتورم بالأثاث الذي يوجد في بيوت التجار في مدينته واعتمده في رواياته وقصصه. فعلى سبيل المثال رواية ( فيولا تريكلور) التي تصور فتاة شابة تتزوج من أرمل لديه أطفال تدور بعض أحداثها في مكان يشبه غرفة المعيشة في منزل الكاتب. ويبدو المنزل في أيامنا هذه بعد أن أصبح متحفا للكاتب كما كان سابقا، وقد تم تجديد بعض الغرف التي يُعرض فيها بعض الوثائق ونسخ من مخطوطات شتورم وبعض الصور لمراحل حياته المختلفة.
منزل عائلة بودنبروك
ولد الأديب والكاتب الألماني الشهير توماس مان عام 1875 في مدينة لوبيك التابعة لولاية شليزفيغ-هولشتاين. وفي عام 1929 حاز توماس على جائزة نوبل للأدب. وترجع الشهرة الواسعة التي يتمتع بها الى كتابه عائلة بودنبروك (Buddenbrooks) وهو يستعرض ملحمة العائلة من خلال أربعة أجيال من عائلة بودنبروك سقوط أسرة تعمل في التجارة. وتبين كيف نجح توماس بودنبروك كوزير للاقتصاد في لوبيك في ربط المدينة بالرايخ الألماني وجعلها تستفيد من الازدهار الاقتصادي الذي تحقق فيه. نُشرت له هذه الرواية عندما كان عمره 26 عاما. ويصف فيها توماس أيضا العلاقة الصعبة بين الماضي العظيم والحاضر العسير والعلاقة المتوترة بين التقاليد والحداثة. وقد اختار البيت الذي كانت تسكنه جدته ليكون منزل عائلة بودنبروك. وفي منزل بودنبروك الحالي يصعب عليك الفصل ما بين الحقيقة والخيال الأدبي. فقد تحول الى متحف حاليا يزوره العديد من الناس. وفي هذا السياق يقول المسؤول عن المتحف هانز فيسكرشن: "زوار هذا البيت لا يتمكنون من التأكد أبدا إذا كانوا هم في منزل عائلة توماس مان نفسه أو في عالم عائلة بودنبروك الذي تعرفوا عليه من خلال أحداث الرواية". وفي لوبيك يتمكن معجبي هذه الرواية من التجول في العالم الذي رسمه توماس لعائلة بودنبروك، ورؤية غرفة تناول الطعام وقاعة من الأعمدة. وتوفي توماس مان عام 1955.
متاحف الشعر في منطقة دينمارشن
أما الكاتب الدرامي كريستيان فريدريش هيبل فقد قضى مرحلة الطفولة في مدينة صغيرة تُسمى فيسلبورن شمال ألمانيا، وعمل معظم سنين حياته في أبرشية كيرششبيل فوجتاي، وتم تخصيصها حاليا كمتحف ضخم لعرض أعماله الأدبية وتفاصيل حياته من خلال بعض الرسائل وبعض الكتابات. وفي هايبه وهي مدينة صغيرة أخرى شمال ألمانيا عاش الشاعر الألماني كلاوس جروت ما بين عامي (1819 – 1899). وتدعو هذه المدينة جميع محبي هذا الشاعر والمعجبين بأعماله للقدوم إليها والتعرف بشكل أكبر على واحد من أهم الشعراء الذين كتبوا باللهجة المحلية ( بلات دويتش)الخاصة بهذه المنطقة والتعرف على المنزل الذي عاش فيه فترة طفولته.