بوش يتوعد إيران
في مقابلة أجرتها معه قناة "إن بي سي" الأمريكية صرح الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش بأنه سيبقى جميع الخيارات مفتوحة بشأن التعامل مع إيران بما في ذلك الخيار العسكري. جاء ذلك في معرض إجابته على سؤال يتعلق بخيارات الرئيس الأمريكي في حالة تمسك إيران بابقاء الغموض حول برنامجها النووي. غير أنه عاد وأعرب عن أمله بأن تحل القضية بالطرق الدبلوماسية.
يعتقد بعض المراقبون ان التهديد ربما كان تحضيراً لهدف استراتيجي جديد للسياسة الامريكية وهو إسقاط النظام الحاكم في إيران. فلقد سبق وأن أعرب عدد من صقور الإدارة الأمريكية الحالية عن رغبتهم في المضي قدماً في استراتيجية الضربات الإستباقية التي تنتهجها الولايات المتحدة في إطار حربها على الإرهاب، ولم يتوانى المسؤولون الامريكيون عن الاعلان عن رغبتهم في تغيير النظام في إيران بدعوى أنه مصدر خطر نووي يهدد أمن أمريكا وحلفاءها. من ناحيته دعا الإتحاد الأوروبي إلى إتباع الوسائل الدبلوماسية، خاصة بعد الخطوات التي قطعها الاتحاد الأوروبي في الحوار مع القيادة اليرانية حول وقف تخصيب اليورانيوم في معمل اصفهان الذري. ففي هذا السياق صرح وزير خارجية اللكسمبورغ الذي ترأس بلاده الاتحاد الأوروبي حالياً لموقع دويتشه فيلله على الإنترنت أنه لا يستطيع تصور القيام بعمل عسكري جديد على ضوء الأحداث التي يشهدها العراق.
تأتي هذه المقابلة على خلفية تكهنات واسعة تزايدت في الفترة الأخيرة حول خطط واشنطن العسكرية بخصوص إيران، منها أخيراً تقرير هيرش الذي يتحدث عن خطوات أمريكية فعلية في هذا الإطار.
تقرير هيرش
فلقد سبق لمجلة "نيو يوركر" أن نشرت هذا الأسبوع تقريراً أعده الصحفي اللامع سيمور هيرش والذي يفيد بأن قوات أمريكية خاصة موجودة الآن في الأراضي الإيرانية وتعمل على تحديد مواقع الأسلحة الكيماوية والنووية الإيرانية لتكون أهدافاً لعملية عسكرية محتملة. غير أن البيت الأبيض نفى صحة ما جاء في التقرير، وأعتبره عار عن الصحة ومبني على شائعات وتخمينات مجردة. يذكر أن هيرش قام سابقاً بالكشف عن فضيحة سجن أبو غريب بعد تقرير كتبه للمجلة، تعاقبت بعده تفاصيل وصور عديدة لتعذيب وسوء معاملة المسجونين العراقيين على يد الجنود الأمريكيين.
ووفقاً لتقرير هيرش فقد قدمت باكستان معلومات للقوات الأمريكية عن منشآت نووية سرية في إيران، وذلك في صفقة يتم بمقتضاها تنازل واشنطن عن مطالبها بتسليم الخبير النووي عبد القادر خان المعروف بأبي القنبلة النووية الباكستانية، لاستجوابه في امريكيا بعد فضيحة تسريبه لتكنولوجيا نووية الى عدة دول من بينها ايران نفسها. غير أن مسعود خان المتحدث باسم الخارجية الباكستانية نفي نفياً قاطعاً ما جاء به التقرير، متهماً إياه بالاختلاق والتخمين، وأضاف بأن باكستان لا تمتلك معلومات كثيرة عن البرنامج النووي الإيراني.
ويقول هيرش أنه اعتمد في معلوماته على مصادر غير معروفة تضم مستشارين سابقين في وكالة الاستخبارات الأمريكية والبنتاجون. وأضاف التقرير أن القوات الأمريكية الخاصة قد سمح لها بالعمل السري في 10 دول مختلفة في الشرق الأوسط وآسيا.
استخفاف إيراني
من ناحيتها لا تزال إيران متمسكة بنفيها لإنتاج أي أسلحة نووية. وفي أول رد فعل على تصريحات الرئيس الأمريكي أعلن وزير الدفاع الإيراني علي شمخاني اليوم في طهران أن إيران تمتلك القوة العسكرية لردع أي هجوم ضدها. وأضاف أنه لا يوجد دولة تستطيع مهاجمتنا لإنعدام المعلومات الدقيقة عن قدرتنا العسكرية بفضل تطبيقنا استراتيجيات تتسم بالمرونة.
يذكر أن الولايات المتحدة الأمريكية قامت عام 1979 بمحاولة لإسقاط نظام الخميني إثر أزمة الرهائن الشهيرة. إلا أن المحاولة باءت بالفشل إثر سقوط طائراتها الهيلوكوبتر في الصحراء.