بورصة تكهنات في الجزائر حول صحة الرئيس بوتفليقة
١٩ مايو ٢٠١٣منعت وزارة الاتصال الجزائرية صحيفة "جريدتي" ونسختها الفرنسية "مون جورنال" من الصدور اليوم الأحد (19 مايو/أيار) لنشرهما في الصفحة الأولى ملفا عن تدهور صحة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة "استنادا إلى مصادر طبية فرنسية وأخرى مقربة من رئاسة الجمهورية الجزائرية". وأكد مدير الصحيفتين الضابط السابق في الجيش هشام عبود في اتصال مع وكالة فرنس برس أن الملف الذي نشرته جريدتاه "يضم خبر خروج بوتفليقة من مستشفى فال دوغراس فجر الأربعاء وإعادته إلى الجزائر وهو في غيبوبة عميقة".
وكانت صحيفة الوطن كتبت السبت بعنوان عريض على صفحتها الأولى "الأمر خطير: أعضاء حيوية قد تكون تأثرت"، في إشارة إلى الأعضاء الحيوية للرئيس الجزائري التي قد تكون تأثرت من الجلطة الدماغية التي استدعت نقله إلى المستشفى الفرنسي قبل ثلاثة أسابيع. وكانت الصحيفة تعيد نشر خبر نقلته مجلة "لوبوان" الفرنسية.
وترفض باريس الإدلاء بأي تصريح حول صحة الرئيس الجزائري، وأحالت الأمر إلى السلطات الجزائرية. لكن الجزائر لم تتوقف منذ نقل بوتفليقة إلى المستشفى بعد إصابته بـ"جلطة دماغية غير خطيرة" عن تطمين الجميع حول حالته الصحية.
وكان الأمين العام للحركة الشعبية الجزائرية ووزير البيئة عمارة بن يونس آخر المطمئنين إلى أن الرئيس بوتفليقة "بخير". وأوضح بن يونس "الشئ الذي أعرفه هو ان الرئيس بوتفليقة بخير وسيعود خلال الأيام القليلة القادمة إلى الجزائر لممارسة مسؤولياته كرئيس للجمهورية". وطرحت صحيفة "لوسوار دالجيري" اليوم الأحد الأسئلة التي تدور في أذهان الجميع "هل لا يزال بوتفليقة في فال دوغراس? هل ساءت حالته? ومتى يعود إلى البلد?".
غياب بوتفليقة وتساؤلات حول خلافته
وخلال الأشهر الماضية اكتفى الرئيس الجزائري بالظهور في التلفزيون الحكومي بمناسبة زيارة نظرائه أو وزراء أجانب، لكن دون الإدلاء بأي تصريح. وكان الرئيس الجنوب إفريقي جاكوب زوما آخر من التقاه في 15 نيسان/ابريل، إلا انه اضطر إلى اختصار زيارته المقررة ليومين إلى بضع ساعات.
وتتضارب الأخبار حول صحة بوتفليقة منذ نقله للعلاج في مستشفى فال دوغراس بباريس اثر إصابته بجلطة دماغية, لدرجة أن بعض المواقع الأجنبية أعلنت وفاته، إلا أن السلطات الرسمية وعلى رأسها رئيس الوزراء أكد في عدة مناسبات انه "يتحدث يوميا مع الرئيس وانه في صحة جيدة ويخضع للراحة كما نصحه الأطباء".
وبعد اجتيازه عتبة 14 سنة في الحكم أصبح بوتفليقة الرئيس الجزائري الذي قضى أطول فترة في الحكم متجاوزا الرئيس هواري بومدين الذي قضى 13 سنة (1965-1978). لكن اصواتا عدة من المعارضة بدأت تنادي بتطبيق المادة 88 من الدستور وإعلان شغور منصب الرئيس لاستحالة ادائه مهامه بسبب المرض، كما هو الحال بالنسبة للرئيس الجديد لحركة مجتمع السلم الإسلامية عبد الرزاق مقري. وتنص المادة 88 من الدستور الجزائري على انه "إذا استحال على رئيس الجمهورية أن يمارس مهامه بسبب مرض خطير ومزمن، يجتمع المجلس الدستوري وجوبا".
وفي حالة عجز الرئيس عن أداء مهامه فان رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح (70 سنة) سيشغل منصب الرئيس بالنيابة حتى تنظيم انتخابات في اجل لا يتعدى 45 يوما. ولا يحق لبن صالح في هذه الحالة الترشح لهذا المنصب.
م. أ. م/ م. س (د ب أ، أ ف ب)