بن علي في عيون مغردين..بين حنين لزمنه وشماتة في دكتاتور مقيت
٢٠ سبتمبر ٢٠١٩أججت وفاة الرئيس التونسي الأسبق زين العابدين بن علي السجال في مواقع التواصل الاجتماعي في العالم العربي، لاسيما بتزامنها مع انتخابات تونس الرئاسية الأخيرة. فقد أثارت وفاة أول رئيس أطاحه الربيع العربي، والمحكوم عليه غيابياً بمدة 35 عاماً بتهمتي التعذيب والفساد المالي، جدلا بين المعلقين التونسيين والعرب، بين من ترحم عليه ومن هاجمه، ومن استغل وفاته للحديث عن حكام البلدان العربية.
"إذا أردت أن تكون نيلسون مانديلا، فلا تفعل مثل القذافي"
اقتنص الكاتب والباحث اللبناني وسام سعدي وفاة بن علي من أجل انتقاد حكام عرب، ووصفه ساخراً بـ "أنبل الطغاة" عبر حسابه على فيسبوك، فيما لمح إلى بعض الرؤوساء العرب، ممن استخدموا "غاز السارين" لقمع شعوبهم، في إشارة إلى الرئيس السوري بشار الأسد.
بينما توجه بعض النشطاء إلى رواية قصص ضحايا التعذيب في فترة حكم بن علي، في محاولة لإثارة ذاكرة القراء حول الأسباب التي أدت إلى إطلاق شرارة ثورة الياسمين في تونس. إذ قامت صفحة "الخضراء في دمي" التونسية عبر تويتر بالتغريد لافتة الانتباه إلى عدد من الانتهاكات التي مارسها أثناء حكمه الذي استمر 23 عاماً، والذي وصفته جماعات حقوق الإنسان الدولية بالاستبدادي.
وكتبت التونسية لمياء البجاوي، أن بن علي كان سبباً في آلام أم ظلت تقصد السجن لثماني سنوات لزيارة ابنها، معتقدة أنه على قيد الحياة.
وعبّر المحامي المصري جمال عيد عبر حسابه على تويتر عن ما أسماه بـ"الشماتة" في زين العابدين وبكل "السفاحين والفاسدين".
فيما غرد أستاذ الفلسفة السياسية محمد الوهيب أن ما حصل لزين العابدين بن علي هو درساً لمن يعتقد أن المناصب وجدت لتبقى.
وانتقد المدون نجيب الفرحاني عبر حسابه، من قاموا بذكر محاسن بن علي، مطالباً إياهم بـ"احترام" عقول القراء، "ما عادش تكتب معلومات من الكتب الصفراء".
الجدير بالذكر أنه خلال فترة حكمه تنامت المعارضة في مناطق تونسية عديدة، لافتقارها البنية التحتية والتنمية، ما أدى إلى إطلاق حركة احتجاجية محدودة عام 2008.
"لا تجوز على الميت إلا الرحمة"
من جانب آخر تعالت أصوات عبر مواقع التواصل الاجتماعي مطالبة بالترحم عليه، وغرد ناشطون بـ"لا تجوز على الميت إلا الرحمة". كما كتبت الإعلامية التونسية عفاف المغربي عبر حسابها على تويتر.
ليرد عليها البعض "لكن التاريخ ما لازموش يتحرف (يجب ألا نحرف التاريخ)"، وأورد آخر أرقاماً يحصي بها عدد ضحايا زين العابدين خلال فترة حكمه.
أما المنتج مكرم كلاش فقد أكد أنه على الرغم من كونه أحد المتضررين من حكم بني علي، فإنه بوفاته لا يملك إلا الترحم عليه.
بيد أن البعض اغتنم وفاته، ليعبر عن آرائه المؤيدة للرئيس التونسي الأسبق الراحل، إذ غرد علي إلفوقي، واصفاً إياه بـ "رجل مرحلة وأساس وعلم".
يشار إلى أن زين العابدين بن علي وصل إلى الحكم عام 1987، بعد الانقلاب على الحبيب بورقيبة، وبقي على رأس السلطة لأربع ولايات، اتهم خلالها بقمع المعارضة وممارسة الفساد المالي، والتستر على مكاسب مالية غير قانونية للعديد من أفراد عائلته.
وبعد سقوطه إثر ثورة الياسمين عام 2011، لجأ إلى السعودية، وتوقف عن ممارسة النشاطات السياسية بسبب القيود التي فرضتها عليه السعودية.
مرام سالم