بن عطية يتجاوز صعوبات البداية ويفرض نفسه أساسيا مع البافاري
٦ نوفمبر ٢٠١٤عندما قدم المغربي الأسمر مهدي بنعطية إلى الدوري الألماني، لم يكن ذلك الاسم معروفالجماهير البوندسليغا، بينما شككت الصحافة الألمانية بالصفقة التي عقدها بايرن ميونيخ للتعاقد معه مقابل ما يقارب 28 مليون يورو، في أكبر صفقة يعقدها النادي في تاريخه للاعب مدافع. وهي ثالث أغلى صفقة، بعد مارتينيز (40 مليون يورو)، وماريو غوتزه (37 مليون يورو).
عرفت البداية مع البايرن صعوبات، كانت بعضها بدنية، حيث لم يكن اللاعب قادرا على خوض التدريبات كاملة. يضاف إلى ذلك العائق اللغوي، إذ لم يكن المهدي عند مجيئه إلى ألمانيا، يتحدث سوى الفرنسية والايطالية والعربية. أما اللغتان المطلوبتان في ميونيخ هما الألمانية والإنكليزية.
وشهدت الأسابيع الثلاثة الأولى من الموسم غياب بنعطية. وبعد بداية متعثرة، فرض قائد المنتخب المغربي نفسه بقوة، مسجلا أداء ملفتا في خط دفاع البايرن، جعلت المدرب الإسباني غوارديولا يدفع به أساسيا في كل مباريات الفريق الأخيرة.
"لم يكن سهلا أن أتأقلم مع أجواء الفريق وأصبح أساسيا. لكنني تدربت بقوة"، يقول بنعطية في مؤتمر صحفي أقيم يوم الثلاثاء الماضي، أي قبل يوم من مباراة الإياب أمام فريقه السابق روما.
إذن، هل التدريب المكثف هو وحده الذي رفع أسهم بنعطية في الفريق البافاري؟
"إصابات قوم عند قوم فوائد"؟
من المؤكد، أن الحظ كان حاضرا أيضا. فقد عانى خط دفاع البايرن منذ بداية الموسم من نزيف الإصابات. الإسباني ماريتينيز والألماني بادشتوبر مصابان. والبرازيلي دانتي مازال بعيدا عن مستواه ويعاني من الهزات الارتدادية لزلزال هزيمة منتخب بلاده في المونديال الأخير. ولهذا السبب فضل غوارديولا الدفع ببنعطية أساسيا في أهم لقاءات البايرن في الدوري أمام دورتموند، فيما جلس دانتي على مقاعد البدلاء.
وبعد إصابة النمساوي المتألق دافيد ألابا، بات البايرن محتاجا لجميع المدافعين المتوفرين.
ورغم كل هذه المعطيات، إلا أن هذا لا يعني أن للاعبين المصابين المذكورين أعلاه، كانوا سيضمنون مقعدا أساسيا في التشكيلة لو كانوا معافين. وبنعطية سيبقى منافسا قويا لهم. وهو المؤهل لذلك، بفضل طول قامته (191 سم)، وبفضل تركيزه العالي – رغم بعض الهفوات – إضافة لاندفاعه الكبير وحركته المتواصلة في الميدان. جماهير النادي البافاري معجبة كثيرا بقوة تدخلاته وضغطه على الخصم.
وأشاد غوارديولا بالنجم المغربي، قائلا: "إنه قوي في الكرات الرأسية، سريع، قادر على إيقاف الخصم". هذه الصفات تجعل أي مدرب يحلم بمدافع مثل بنعطية.
ثبات المستوى مهم في بايرن
وفي ذات الاتجاه جاءت كلمات مدير الكرة ماتياس زامر حول مهدي بأنه لاعب "متمكن وثابت الأداء، قوي جدا في الالتحامات الثنائية، إضافة لقدرته العالية على بدء الهجمات". وأضاف زامر: "إنه يلبي كافة الصفات التي تخوله ليلعب لبايرن ميونيخ". وهذا فعلا ما أظهره مهدي في مباريات الفريق الأخيرة، وخاصة أمام فريقه السابق روما الإيطالي، في لقائي الذهاب والإياب.
وبالتأكيد فإن إدارة بايرن، التي تتميز بالتخطيط الدقيق لاختيار صفقاتها، لم توقع من فراغ عقدا لمدة خمسة مواسم مع بنعطية. النجم المغربي باق في البايرن حتى عام 2019، وهذه إشارة على الثقة العالية بقدراته.
حاليا وجد مهدي سعادته في مدينة ميونيخ. عائلته سعيدة بالإقامة هنا، كما قال، وهم يحاولون – خطوة خطوة – التأقلم مع أجواء المدينة البافارية الجميلة، بعد أن نجح اللاعب قبلها في التأقلم السريع مع أجواء أحد أقوى أندية العالم.