بقعة نفط تلوث مياه العراق، وضواحي بغداد تغمرها مياه الفرات
٢٥ أبريل ٢٠١٤في تطور سريع متزامن مع الانتخابات غرقت المناطق الواقعة في غرب العاصمة بالفيضانات بسبب إغلاق أجزاء من سدة الفلوجة ما أدى إلى غرق مناطقها الجنوبية بالكامل وتسبب بإلحاق إضرار كبيرة بممتلكات المواطنين، فضلا عن نزوحهم من تلك المناطق. وقال مراسل "السومرية نيوز"، في محافظة الانبار، إن منطقة النعيمية ومنطقة قرى الهيتاوين وقرى زوبع جنوب وجنوب شرق الفلوجة اجتاحتها المياه بالكامل بارتفاع أكثر من مترا بسبب إغلاق جزء من سدة الفلوجة.
اتهامات للحكومة بعجزها عن مواجهة حرب المياه
أعضاء في مجلس محافظة بغداد من جانبهم طالبوا بقصف البوابات المغلقة لسدة الفلوجة لإنقاذ العاصمة بغداد من الغرق. وقال عضو المجلس محمد الربيعي في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "مجلس محافظة بغداد اقترح احد الحلول للتخلص من غرق بغداد"، مبينا أن هذا الحل "يتضمن قصف البوابات المغلقة في سدة الفلوجة بواسطة المروحيات لفتحه من جديد"، مشيرا إلى أن "الحكومة ما زالت عاجزة عن إيجاد حلول لهذه المشكلة".
وأشار الربيعي إلى أن "مجلس المحافظة على استعداد لدعم الجهات المختصة بالميزانية كطوارئ"، متوقعا "وصول هذه المياه إلى منطقة الشعلة ببغداد ومن ثم ستكون منطقة الكاظمية أيضا في خطر الفيضان في حال عدم تدارك هذه المشكلة بأسرع وقت ممكن". أما نائب رئيس الوزراء لشؤون الخدمات صالح المطلك فقد طالب من جانبه بإقالة وزير الدفاع وكالة سعدون الدليمي ومحافظ الانبار احمد خلف الدليمي بسبب أزمة الفيضانات وعدم السيطرة على سدة الفلوجة، داعيا إلى عقد جلسة برلمان وحكومة طارئة لإيقاف هذه المعاناة. وقال المطلك خلال مؤتمر صحافي "هل يعقل أن جيشاً تعداده مليون لا يستطيع السيطرة على سدة؟ فضلا عن عدم امتلاكه جهدا هندسيا يستطيع السيطرة على مجرى مياه". وأشار المطلك إلى أن "ما يحصل في الانبار والعاصمة ومناطق حزام بغداد يدل على عدم وجود دولة وان هذه العمليات مقصودة".
"مسلحون يتحكمون ببوابات سدة الفلوجة"
من جانبها حملت وزارة الموارد المائية المسلحين الذين يتحكمون بسدة الفلوجة مسؤولية غرق مناطق واسعة غربي بغداد لإبعاد الجيش عنهم. وقال مستشار وزارة الموارد المائية، عون ذياب، في حديث إلى صحيفة (المدى)، إن "سدة الفلوجة معدة لاستيعاب الفيضانات إذ تستطيع تصريف 3500 متر مكعب في الثانية، في حين أن كمية ما يصلها لا يزيد عن 500 متر مكعب في الثانية". وأضاف ذياب، أن "المسلحين الذين ما يزالون يتحكمون ببوابات سدة الفلوجة، يضطرون إلى فتحها لتصريف المياه عند زيادتها"، مشيراً إلى أن "وزارة الموارد لا يمكن أن تغلق السدود في حديثة والورار لضمان تدفق المياه إلى مناطق الفرات الأوسط والجنوب، الأمر الذي تسبب بتدفق المياه إلى خارج سدة الفلوجة، لاسيما أن المسلحين يتلاعبون بفتح البوابات وغلقها بنحو كيفي". وأوضح المستشار، أن "المسلحين أحدثوا كسراً في القناة الموحدة التي تنقل الماء من سدة الفلوجة إلى الأراضي الزراعية في اليوسفية واللطيفية وأبو غريب، باتجاه مناطق ابو غريب، بهدف إبعاد الجيش من الوصول إليهم"، مبيناً أن ذلك "تسبب بغرق قرى زوبع والسعدان ودويليبة". وأكد ذياب، أن "المساحات التي تغمرها المياه في قرى أبو غريب تتوسع"، مقللاً في الوقت ذاته، من "مخاطر وصول المياه للعاصمة بغداد، بسبب وجود المصب العام الذي يمنع ذلك".
قطع مياه الشرب عن الملايين
على صعيد متصل، وصلت بقع الزيت المتسربة عن تفجير ابنوب ناقل للنفط في ناحية العلم بقضاء بيجي بمحافظة صلاح الدين إلى العاصمة بغداد، ما عرض محطات تصفية المياه في العاصمة إلى توقف تام. بقع الزيت تسربت من تفجير أنبوب حامل للنفط بالقرب من ناحية العلم قرب تكريت في الأسبوع الماضي وانتقلت إلى العاصمة بغداد عبر نهر دجلة.
أما أمانة بغداد فقد أعلنت عن إيقاف محطات التصفية عن العمل ودعت المواطنين إلى ترشيد استهلاك الماء الصافي لحين عبور بقعة الزيت. وكانت قائممقامية قضاء الخالص في محافظة ديالى ومديرية ماء محافظة صلاح الدين قد أعلنتا أيضا عن إيقاف شامل لجميع محطات الإسالة على نهر دجلة بسبب وصول بقعة الزيت الكبيرة.
مسؤولون في مديرية الري قللوا من جانبهم من مخاطر البقعة الزيتية على مياه الشرب. وقال مدير ري بغداد ثائر ضاري عباس في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "البقعة الزيتية التي تسربت من أنابيب النفط من مصافي بيجي تم معالجتها في سدة سامراء من قبل وزارة النفط بالتنسيق والتعاون مع وزارة الموارد المائية"، مشيرا إلى "معالجة 95% من البقعة الزيتية المتسربة". وأضاف عباس أن "المتبقي من البقعة الزيتية التي اتجهت جنوبا لا تشكل خطرا كبيرا على مدينة بغداد حيث أصبحت على شكل خيوط متقطعة وتقوم وزارة النفط حاليا بإجراءات لسحب هذه البقعة"، متوقعا إزالة هذه البقعة بالكامل عن مدينة بغداد خلال الساعات القادمة.
ز. أ. ب. / م. م. ( المدى برس، السومرية نيوز)