بقايا الزيتون لإنتاج الوقود الحيوي
٢٠ مارس ٢٠١٤يسعى باحثون من جامعة فيينا للتكنولوجيا في النمسا إلى إنتاج الغاز من بقايا نبات الزيتون، أي من خلال تحويل الكتلة الحيوية للزيتون إلى غاز، والذي يؤدي بالنتيجة إلى تقليص انبعاث ثاني أكسيد الكربون بسبب إحراق الوقود الحيوي، كما أنه يشجع على زراعة الزيتون، بحيث تصبح ربحية أكثر. الطريقة الجديدة يبحثها علماء في مختبرات الجامعة منذ وقت طويل. ويؤمل استخدامها في النمسا وفي دول أوروبية أخرى في تشغيل المولدات الكهربائية وإنتاج الكهرباء.
نفايات الزيتون ليست عديمة الفائدة
المشكلة المطروحة الآن هي شراء الكتل الحيوية التي تغذي هذه المحطات بسعر يجعلها قادرة على التنافس في السوق مع غيرها من مصادر الطاقة المتجددة الأخرى وطاقة الوقود الأحفوري. ومن أجل المساهمة في ذلك يقوم الاتحاد الأوروبي بتمويل مشروع "فينوليف"الذي يعتمد على استخدام ثفل الزيتون (ما يتبقى من عملية عصر الزيتون) في إنتاج الوقود الحيوي.
ويسعى الإتحاد الأوروبي منذ مدة إلى زيادة نسبة ما ينتجه من الطاقة الرفيقة بالبيئة مثل الغاز الحيوي المحول من المخلفات النباتية والحيوانية. غير أن أسعار الكتل الحيوية التي يعتمد عليها في ذلك في ارتفاع مستمر.
اشتيفان مولر كبير الباحثين في الجامعة النمساوية، وأحد أعضاء الفريق المكلف باستكشاف الطاقة المحتمل أن يوفرها ثفل الزيتون، يضع على مكتبه زجاجات تحوي بقايا الزيتون، بعضها يتطابق لونه مع لون الزيتون والبعض الآخر يتخذ لونا داكنا، الأخيرة يطلق عليها الباحث مولر أسم "الزبرجد الزيتوني" ويوضح أنها العنصر المغذي لمحطات إنتاج الغاز. "نستخدم مخلفات الزيتون وبالتالي فإن زيت الزيتون يستغل تقريبا بالكامل. إنها نوع من نفايات معاصر الزيتون لكنها ما تزال تحتوي على نسبة كبيرة من الطاقة" يقول مولر.
وقود المستقبل
وقبل أن يتم تحويله إلى طاقة، يقوم العلماء أيضا بتحديد العناصر التي يمكن استخراجها من ثفل الزيتون، ففي مختبر فينوبيا يتم تحليل "الفينولات" (مادة عطرية عضوية هيدروكاربونية) في مجموعة من المواد الخام المختلفة من أجل استخدامها في إنتاج مواد نهائية مثل مستحضرات التجميل والمواد أو الإضافات الغذائية، وهو ما سيزيد من قيمة ثفل الزيتون.
حجم محطات إنتاج الغاز هذه صغيرة بما يكفي ليتم إنشاؤها قرب مزارع ومعاصر الزيتون، ويقول فريق الباحثين إن جزءا من عملهم يقوم أيضا على تطوير طرق لتكرير وقود سائل، انطلاقا من الكتل الحيوية التي تتكون من مخلفات عصر الزيتون، وهو ما سيسمح للمركبات المستعملة في المزارع والمعاصر بالاعتماد كليا على الوقود المكررمن المخلفات التي تنتج عندها محليا.
"نظريتنا تقوم على فكرة المصفاة الحيوية التي نعتمد عليها في إنتاج وقودنا في المستقبل من أجل الاستغناء عن الوقود الأحفوري". يقول المهندس يوهانس شميد الذي أشرف مع المجموعة علىإنشاء مصفاة تكرر الوقود السائل من مخلفات الزيتون.
وتنتج أوربا 80 مليون طن من ثفل الزيتون سنويا، حسب مشروع فينوليف، وفي حال نجاح المشروع، فإن ذلك سيساهم في تقليص تكلفة الطاقة في أوروبا و الزيادة من قيمة زراعة الزيتون في الوقت نفسه.