بفضل أزمة كورونا ـ ألمانيا تسارع الخطى نحو الرقمنة!
٢ مايو ٢٠٢٠ملايين الألمان يعملون من البيت ويلتقون عبر مؤتمرات الفيديو (فيديو كونفرنس) ويستغلون المواقع الرقمية. فما لم يكن متخيلا قبل أسابيع، تحول في ظل أزمة كورونا بسرعة إلى سلوك جديد. لكن هذه ليست هي الصورة المكتملة، لأن الكثير من الشركات ماتزال تراهن على الأساليب التقليدية. وبعد أكثر من شهر عقب اجتياح وباء كورونا المانيا بقوة، ترسل الكثير من مكاتب الصحة في المانيا أعداد الإصابات الجديدة وحالات الوفاة عبر جهاز الفاكس لمعهد روبرت كوخ في برلين.
العمل الرقمي لتجاوز الأزمة
وبالرغم من ذلك فإن عددا متزايدا من الشركات والموظفين يتكيفون مع إمكانية العمل من البيت. "لاسيما القطاعات التي لم تكن من بين الجهات الرقمية الرائدة لها الآن إمكانية جني الثمار الرقمية المتدلية وبفضل حلول رقمية تحقيق نتائج جيدة"، كما قال نيلس بريتسه لـ DW. فهو يدير قطاع العمليات التجارية الرقمية لدى شركة المعلومات والاتصالات الألمانية بيتكوم. "التكنولوجيا الرقمية توفر حاليا ومبدئيا طاقات هائلة، وهي الآن بالتحديد بصدد تقديم حلول تحافظ على الحياة الاجتماعية، ابتداء من التسوق عبر الانترنيت إلى مكتب البلدية الرقمي وإلى قطاع التعليم وفصول الدروس الافتراضية".
رؤية مستقبلية المكتب بدون ورق
وبالطبع توجد فوارق كبيرة في رقمنة الاقتصاد الألماني. فالشركات الكبرى متفوقة في الغالب على الشركات ذات الحجم الصغير أو المتوسط، كما يؤكد بريتسه. وماتزال الكثير من الشركات وكذلك أجزاء من نظام التعليم والإدارة معتمدة على الورق وتثق بالبريد العادي وجهاز الفاكس وإرسال الكُراسات. لكن بسبب أزمة كورونا استيقظ الكثير من أصحاب القرار، فحتى الشركات الصغيرة التي قلما كانت تعمل رقميا، بإمكانها اليوم بسرعة إدراك الركب الرقمي، كما يقول بريتسه؛ "فبفضل التكنولوجيا بإمكان كل شركة في غضون ساعات إيجاد الحلول الرقمية والمعالجة المشتركة لوثائق أو عقد مؤتمرات عبر الفيديو".
ابتكار عمليات جيدة
استخدام أدوات رقمية لأساليب عمل قديمة لا يكفي، كما يعتبر بريتسه الذي يقول بأنه "يجب مواءمة أساليب العمل وتوظيفها بشكل مختلف وتكييفها للحصول على الاستفادة الكاملة من التكنولوجيا الرقمية". ففي المجال الرقمي يجب بالتحديد تجربة سبل جديدة ولا يمكن الاستمرر في العمل مثل السابق.
ثقافة قيادة جديدة
أضف إلى ذلك أن الرؤساء وجب عليهم تغيير طريقة تفكيرهم، "فإذا كان طاقم القيادة لا يلتقي يوميا مع العاملين، فبالطبع يكون وجود قدر من الثقة هو الأساس المطلق للتعاون المنتج. وطاقم القيادة وجب عليه التفكير في هذه التحديات الجديدة للحفاظ على إنتاجية العاملين".
كيت ليستر من شركة الاستشارات غلوبال ووركبليس أناليتيك التي تجري حاليا استطلاعا للرأي حول مشاركة العاملين من البيت، تتنبأ بأن 30 في المائة من الناس في الولايات المتحدة الأمريكية سيعملون مستقبلا عدة أيام في الأسبوع من البيت.
وكشفت دراسة جامعية أنه في الوقت الذي كان فيه قبل أزمة كورونا في الولايات المتحدة فقط خمسة في المائة من الموظفين يعملون من البيت، قفزت هذه النسبة بسبب أزمة كورونا إلى أكثر من 30 في المائة. وحتى خبير بيتكوم بريتسه متفائل بأن بعد أزمة كورونا لم يعد ممكنا إعادة دوران عجلة المجال الرقمي إلى الخلف.
توماس كولمان/ م.أ.م/ع.ج.م