بغداد قد تستعيد مجدها كعاصمة لثقافة العرب
٢٩ مارس ٢٠١٣بحضور رئيس الوزراء نوري المالكي والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي وحشد من الوفود العربية والأجنبية افتتحت فعاليات بغداد عاصمة الثقافة العربية لعام 2013.
أقيمت احتفالية الافتتاح داخل خيمة ضخمة أقيمت على أرض متنزه الزوراء وسط بغداد، بمشاركة مئات من المثقفين والمفكرين والشعراء العرب والأجانب، فضلاً عن وفود ثقافية رسمية عربية وسفراء الدول العربية. وتضمن حفل الافتتاح تقديم عروض فنية وافتتاح عدد من المعارض للكتب واللوحات التشكيلية والمقتنيات الشعبية وتشمل فعاليات المهرجان عشرة مواسم فنية وثقافية، تضم عروضاً مسرحية وسينمائية وفلكلورية وتراثية ومعارض للرسم والكتاب، إضافة إلى تنظيم زيارات للمشاركين إلى المواقع الأثرية والتراثية في بغداد.
مايكروفون العراق اليوم استضاف الشاعرة ريم قيس كبة وحاورها حول فعاليات المهرجان والانتقادات التي وجهت له
نسمع لغطا كثيرا حول عدم امتلاك العاصمة العراقية بغداد لبنية تحتية لاستقبال ضيوف مهمين ونحن نتحدث عن عاصمة للثقافة العربية، أي عاصمة لـ 23 دولة عربية. أرض متنزه الزوراء مثلا والتي أقيم عليها منبر المهرجان هل تناسب هذه المناسبة؟
أولا: الفكرة المعنوية أكبر من أن تكون ارض متنزه الزوراء تناسب هذه المناسبة أم لا. لأننا وبعد 10 سنوات من سقوط النظام السابق لازلنا بحاجة لان نتنفس طعم الحرية كشعب.
ثانيا: ليس بالغريب على بغداد أن تكون عاصمة للثقافة العربية، إذ حتى وفي أوقات الحرب والقتل اليومي التي مرت على بغداد كنا نحضر أمسيات ثقافية ونكتب شعر ونغني ونسمع موسيقى. ومن هي الأجدر من بغداد لتكون عاصمة للثقافة العربية ؟
أنا وبرغم تحفظاتي الكثيرة ، مع أن تكون بغداد عاصمة الثقافة العربية وآن الأوان الآن نعيش حياة طبيعية وبضاعتنا ردت إلينا في بغداد. وأذكّر بما قاله أحد النقاد العرب المهمين بأنه يخشى من الشعر العربي من الاندحار بسبب غياب المنبر العراقي. لا يعمّد الشعر شاعرا إلا بعد أن يعتلي منصة عراقية ويعمده الجمهور العراقي بأنه شاعر، دون ذلك لا يعترف به كشاعر.
نسمع في بلدان المهجر عن فوضى في توجيه الدعوات، طبعا انه في كل مناسبة هنالك من لا توجه له دعوات وهم دائما مستاءون ويقفون في صف المعارضة. لكن من معرفتنا هنالك أسماء كبيرة كثيرة جدا لم توجه لها الدعوة، ما تعليقك على ذلك؟
منذ نعومة أظفارنا ونحن نسمع عن بلد يقيَمك لولائك ولا يقيّمك لعلمك أو أدبك أو إبداعك أو خدمة للمجتمع. أنا صارت عندي تجربة واضحة ومباشرة عندما أقيمت أيام بغداد الثقافية في القاهرة ورُشحتُ لأكون في اللجنة المشرفة على المهرجان فوجئت بالمحسوبية غير الطبيعية، مثلا طلبت أن أوجه الدعوة للشاعرة لميعة عباس عمارة ، فتتحججوا بأنهم لا يملكون الميزانية المالية لذلك، مقابل ذلك دُعي 50 شخصا لا علاقة لهم بالثقافة أو الشعر أو الإبداع.
قطاعات كبيرة من الثقافة أهملت في المهرجان، كالفن المعماري على سبيل المثال أو التصوير الفوتوغرافي أو السينما. لماذا في رأيك؟
كثير من الفنون أهدرت في المهرجان، كما في الدعوات التي وزعت بطريقة كيفية. مثلا تم إرسال 30 بطاقة دعوة إلى إحدى المراكز الثقافية الكبيرة، في حين إن رئيس هذا المركز وزع بطاقة أو اثنين لمثقفين وبقية بطاقات الدعوة لا يعرف احد لمن ذهبت. وأصبح توجيه الدعوات هو في الغالب لغرض الإيفادات وتلبية المصالح الشخصية.
اغرب من ما في المهرجان أن وزير الثقافة الذي افتتحه هو وزير لوزارتين بالوكالة، هو وكيل وزير الدفاع ووكيل وزير الثقافة. كيف يكون وزير الدفاع وزيرا للثقافة؟
لان منصب وزير الثقافة يعطى كهدية كالحلوى لأي شخص يريد أن يتسلمها، لأنها وزارة (غير سيادية وغير مهمة). الثقافة على الهامش تماما وهي تقع في أخر اهتمامات الحكومة.