بعد صدمة مقتل عدنان.. هل نمنع أطفالنا من البقاء خارج المنزل؟
١٤ سبتمبر ٢٠٢٠لا تزال جريمة قتل الطفل عدنان في مدينة طنجة بأقصى شمال المغرب تثير جدلاً واسعاً في المواقع الاجتماعية، إذ تحوّلت هذه الأخيرة في المغرب إلى فورة بركان غاضب على مصير طفل انتشرت صوره قبل أيام، في عملية بحث واسعة، قبل أن يُصدم الرأي العام في العثور عليه مقتولا وسط اشتباه كبير في تعرّضه للاغتصاب قبل رحيله.
وموازاة مع نقاش قديم-جديد في المغرب حول تطبيق عقوبة الإعدام، وهي العقوبة التي يقرّها القانون الجنائي المغربي، لكن السلطات علّقت تنفيذها منذ عام 1993، يدور نقاش آخر حول ترك الأطفال يلعبون في الحارات وأحيائهم الشعبية، أو إرسال أسرهم لهم لأجل جلب بعض الحاجيات اليومية من محلات البقالة وغيرها.
وتعرف الأحياء الشعبية المغربية انتشارا واسعا لظاهرة لعب الأطفال في الشارع. ويمكنهم أن يبقوا هناك حتى في ساعات الليل، خاصة عندما يتعلّق الأمر بفصل الصيف أو بعض المناسبات الدينية. غير أن الظاهرة تقل كثيرا في أحياء الطبقة المتوسطة والغنية.
وكتبت ماجدة أن على الجميع عدم ترك أولادهم يلعبون في الشارع، فاليوم "عدنان، وغدا ولدي أو ولدك"، متابعة أن "المجتمع يعيش فيه أشخاص انعدمت عندهم الإنسانية والرحمة".
كما كتبت وفاء أن التربية تبدأ من الوالدين، وأنه "من غير المعقول أن تجد طفلا أقل من 14 عاما لوحده في البلدان التي تحترم مواطنيها، سواء في الشارع أو حتى في البيت"، لافتة أن الطفل في هذه البلدان من حقه الاتصال بالأمن إذا تعرّض للعنف. أما في المغرب، فـ"الأطفال يلعبون في الشارع إلى غاية الثانية صباحا، وإذا حاولت تنبيه والديه ستسمع ما لا ترغب به".
وكتب المهدي، أن عادة ترك الأطفال الصغار يخرجون للشارع في سن مبكرة سواء للعب أو لجلب الحاجيات "كارثية"، وأن على الوالدين رعاية الأطفال في البيت.
بينما كتب كريم: "يجب إعادة في ثقافة 'عمو' (وصف يقال للطفل لمخاطبة أيّ شخص خارج الأسرة)، وثقافة قبّل 'عمو' واذهب مع 'عمو' حتى يشتري لك شيئا ما.. فـ'عمو' اليوم تجرّد من إنسانيته وأصبح وحشا مريضاً بلا ضمير ولا إيمان ولا أخلاق ولا مبادئ. علموا أولادكم أن جسدهم ملك لهم ولا يحق لأحد لمسه".
غير أن هناك من يرى في إشاعة جو الخوف بين الأطفال أمراً غير سوي، وكتب حمزة، أن "تربية أطفال معاقين نفسياً نتيجة الخوف المرضي للآباء من المجهول، ليس حلًا"، وأن "إقعاد الأطفال في البيت وافتراض أن خارج البيت هو الجحيم، يُنتج معوقين للمستقبل، بدون حتى معرفة مدى فعاليته"، متابعا أن "أغلب الجرائم الجنسية ضد الأطفال هي من داخل البيت والعائلة ومعارف الطفل نفسه".
كما كتبت خديجة، وهي مقيمة في ألمانيا، أن الطفل يجب أن يتعلّم عدم الثقة بالغرباء وأن لا يتحدث معهم ولا يذهب معهم، وكذلك ألا يقبلهم، لافتة أن الأطفال في ألمانيا، لا يضحكون مع الغرباء لأنهم تعلموا هذا في بيتهم، قبل أن تستدرك القول إنه يجب ترك الأطفال يلعبون ويعيشون طفولتهم لكن تحت مراقبة الوالدين.
جدير بالذكر أن عناصر الأمن المغربي اعتقلت مساء الجمعة 11 سبتمبر/أيلول المشتبه به، الذي لا يقطن بعيدا عن منزل الضحية، وبعد التحقيق معه، كشف عن مكان دفن جثة الضحية. وقام حسب معطيات أولية للأمن بالاعتداء الجنسي على الطفل البالغ من العمر 11 سنة، قبل قتله. فيما أشارت مواقع محلية إلى أن المشتبه به استغل معرفته بالضحية وبأسرته حتى يستدرج الطفل للاعتداء عليه ثم قتله.
وشهد المغرب على مدار السنوات الماضية حوادث خطيرة للاعتداء الجنسي على الأطفال، ومن هذه الجرائم ما قام بها سياح وأجانب كجريمة الإسباني دانيال الذين أدين باغتصاب 10 أطفال على الأقل، وجريمة "سفاح تارودانت"، وهي مدينة في جنوب المغرب شهدت عام 2004 حدثا مروعا بعد اكتشاف اغتصاب وقتل شخص لعدد من أطفال الشوارع، فيما توجد جرائم اغتصاب أخرى قام بها معارف للطفل.
إ.ع