بعد أنباء عن فرار سجناء.. أين الرئيس السوداني السابق البشير؟
٢٦ أبريل ٢٠٢٣
بعد تقارير عن فرار سجناء وتبادل الاتهامات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بالمسؤولية عن هروب أو إطلاق سراح نزلاء عدد من السجناء بما في ذلك من سجن كوبر الذي يتواجد فيه الرئيس السوداني السابق عمر حسن البشير وعدد من أركان نظامه، ثارت كثير من التساؤلات حول مصير البشير، سيما بعد إعلان أحمد هارون المسؤول السوداني السابق في نظام البشير والمطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية، أنه غادر سجن كوبر مع مسؤولين سابقين آخرين.
لكن الجيش السوداني خرج اليوم الأربعاء (26 أبريل/ نيسان 2023) ببيان أكد فيه إن الرئيس السابق عمر البشير لا يزال في مستشفى عسكري تحت حراسة الشرطة القضائية. وأضاف في البيان "توضح القوات المسلحة أن جزءا من متهمي 30 يونيو من العسكريين كانوا محتجزين بمستشفى علياء التابع للقوات المسلحة نسبة لظروفهم الصحية وحسب توصيات الجهات الطبية بسجن كوبر قبل اندلاع التمرد" في إشارة إلى الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وكان مصدران بمستشفى عسكري بالعاصمة السودانية قد أكدا لرويترز أن الرئيس السابق عمر البشير نُقل من سجن كوبر إلى المستشفى قبل اندلاع القتال العنيف في 15 أبريل/ نيسان. وأصبح مكان تواجد البشير مثار تساؤلات بعدما أعلن الوزير السابق في حكومته علي هارون أمس الثلاثاء أنه غادر السجن مع مسؤولين سابقين آخرين.
"البشير والإسلاميون مستفيدون من البرهان"
ويقول الخبير في الشأن السوداني سامي حمدي من مؤسسة "انترناشونال انترست" في لندن لـ"DW" إن عمر البشير وغيره من الإسلاميين مستفيدون من بقاء البرهان في السلطة. ومع ذلك، فهو لا يعتقد أن البرهان يمكن أن يسمح لهم فعلياً "بالسيطرة على العمليات لأنه يعتقد أنه لا يزال مسيطراً، كما أنه سيؤثر بشكل كبير على مكانته في مواجهة المجتمع الدولي".
في غضون ذلك، لم يقم البرهان رسمياً حتى الآن بإزالة أي صفة رسمية لحميدتي. وأضاف حمدي: "حميدتي من الناحية الفنية لا يزال نائباً. إذا قُتل البرهان في هذا الصراع فسيصبح حميدتي رئيساً للبلاد بموجب القانون السوداني".
والبشير وهارون مطلوبان لدى المحكمة الجنائية الدولية لاتهامهما بارتكاب جرائم في دارفور. ووجهت المحكمة الجنائية الدولية اتهامات الى البشير ومساعديه على خلفية حرب دارفور التي تخللتها انتهاكات واسعة وتسبّبت بمقتل قرابة 300 الف شخص ونزوح 2,5 مليون. وشاركت فيها قوات الدعم السريع (الجنجويد) آنذاك بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي، الى جانب قوات البشير، وضد الأقليات الإتنية غير العربية.
في 2021، وقّعت السلطات السودانية التي كان يشارك فيها آنذاك مدنيون، اتفاقا مع المحكمة الجنائية الدولية لتسليم البشير ومساعديه، لكن عملية التسليم لم تحصل بعد.
وتجدد القتال في السودان في وقت متأخر أمس الثلاثاء بالرغم من إعلان طرفي القتال وقف إطلاق النار، وذلك في الوقت الذي فر فيه المزيد من السكان من العاصمة الخرطوم وسط حالة من الفوضى.
ووافق الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية على وقف لإطلاق النار لمدة 72 ساعة اعتبارا من أمس الثلاثاء بعد وساطة أمريكية وسعودية. لكن مراسلا لرويترز أفاد بأنه يمكن سماع دوي إطلاق نار وانفجارات بعد حلول الليل في مدينة أم درمان المقابلة للخرطوم على الجهة الأخرى من نهر النيل حيث استخدم الجيش طائرات مسيرة لاستهداف مواقع قوات الدعم السريع.
وقال المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى السودان فولكر بيرتس في مجلس الأمن الدولي أمس الثلاثاء إن وقف إطلاق النار "يبدو صامدا في بعض المناطق حتى الآن". لكنه أضاف أن أيا من الطرفين لا يبدو مستعدا "للتفاوض بجدية، وهو ما يشير إلى أن كلا منهما يعتقد أن بإمكانه تحقيق نصر عسكري على الآخر". وتابع بقوله "هذه حسابات خاطئة" مضيفا أن مطار الخرطوم عاد للعمل لكن أضرارا لحقت بمدرج الطائرات.
ع.ش/ ع.ج.م (رويترز)