بعد عقوبات واشنطن.. أردوغان يريد فتح صفحة جديدة مع بروكسل
١٦ ديسمبر ٢٠٢٠عقوبة تلو أخرى يجرى فرضها على أنقرة، فبعيد أيام من فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على تركيا بسبب خلافاتها مع قبرص واليونان، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على تركيا بسبب شرائها منظومة الدفاع الجوي الروسية "أس-400".
وأدرجت وزارة الخزانة الأمريكية على قائمة العقوبات، يوم الاثنين، كلا من رئيس مؤسسة الصناعات الدفاعية بالرئاسة التركية إسماعيل دمير، ومسؤولي المؤسسة مصطفى ألبر دنيز، وسرحات جانتش أوغلو، وفاروق ييجيت.
ليندد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الأربعاء (16 ديسمبر/ كانون الأول 2020) بالعقوبات التي فرضتها واشنطن على بلاده، معتبراً أنها تعدٍّ على "سيادة" بلده.
وقال أردوغان "ما هو نوع هذا التحالف؟ هذا القرار تعدٍّ واضح على سيادتنا"، في إشارة إلى انتماء كلّ من تركيا والولايات المتحدة إلى حلف شمال الأطلسي. وأضاف الرئيس التركي في مؤتمر عبر الفيديو بثه التلفزيون إن العقوبات تظهر موقفا عدائيا من جانب الولايات المتحدة لتركيا حليفتها في حلف شمال الأطلسي، لكن المشكلات التي ستحدثها العقوبات سيتم التغلب عليها.
أردوغان يريد إنقاذ العلاقات مع أوروبا
وفي سياق العلاقات الأوروبية التركية، كان زعماء الاتحاد الأوروبي قد اتفقوا خلال قمة عقدت الجمعة الماضية على فرض عقوبات محدودة على أتراك، بسبب خلاف بين أنقرة من جهة واليونان وقبرص العضوين في التكتل من جهة أخرى حول التنقيب عن النفط والغاز في شرق البحر المتوسط. لكن الاتحاد أرجأ المناقشات حول فرض أي عقوبات أشد إلى مارس/ آذار.
وذكرت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بعد القمة أن زعماء الاتحاد يعتزمون مناقشة صادرات السلاح إلى تركيا مع الشركاء في حلف شمال الأطلسي بعد أن ضغطت اليونان لفرض حظر أسلحة على أنقرة.
بيد أن تركيا أعلنت من خلال رئاستها عن رغبتها في "بناء مستقبلها" مع التكتل الأوروبي. وقالت الرئاسة التركية في بيان إن أردوغان أعرب مساء الثلاثاء خلال مكالمة هاتفية مع رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال عن أمله في فتح "صفحة جديدة" بين بلاده والاتحاد الأوروبي، في أول اتصال بين الجانبين منذ فرضت بروكسل عقوبات على أنقرة الأسبوع الماضي.
وأضافت الرئاسة التركية في البيان إنّه "في الوقت الذي تريد فيه تركيا فتح صفحة جديدة مع الاتحاد الأوروبي، يبذل البعض جهوداً حثيثة لإثارة أزمات". وإذ دعا أردوغان إلى "إنقاذ" العلاقات التركية-الأوروبية من "هذه الحلقة المفرغة"، أعرب عن رغبته في "إعادة إطلاق" الحوار مع الاتّحاد الأوروبي من خلال "النظر إلى الوضع برمّته" و"على أساس المصالح المتبادلة".
ونقل البيان عن الرئيس التركي قوله إنّ اتفاقية الهجرة التي أبرمتها تركيا والاتحاد الأوروبي في 2016 يمكن أن تشكّل نقطة انطلاق لخلق مناخ أكثر "إيجابية" بين الجانبين. وقال أردوغان "إنّنا نأمل في أن يتمكّن الاتّحاد الأوروبي من تبنّي موقف بنّاء وعقلاني تجاه تركيا". وأضاف البيان "أشار الرئيس أردوغان خلال الاتصال إلى أن تركيا تهدف إلى بناء مستقبلها مع الاتحاد الأوروبي وأنه يرى في أي خطوة إيجابية في العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي فرصة سانحة".
وأكد أردوغان أن تركيا مستعدة لبدء محادثات ثنائية مع اليونان بخصوص حقوق السيادة البحرية، لكنه اتهم أثينا "بالتهرب من المحادثات". وكرر الدعوة إلى عقد مؤتمر إقليمي لشرق المتوسط.
وكانت تركيا قد أرسلت في أغسطس/ آب سفينة تنقيب إلى مياه تقول اليونان أيضا إنها تابعة لها مما أثار التوتر. وبذل الاتحاد الأوروبي جهودا بقيادة ألمانيا لحل الخلاف لكن دون جدوى. واتهمت تركيا التكتل مرارا بالانحياز ضدها.
ع.ش/ص.ش (أ ف ب، رويترز، د ب أ)