جائزة نوبل للأدب هذا العام تثير عاصفة انتقادات
١٢ ديسمبر ٢٠١٩شهد حفل تسليم الأديب النمساوي بيتر هاندكه جائزة نوبل للأدب لهذا العام، يوم الثلاثاء (العاشر من ديسمبر/ كانون الأول 2019)، تجمع متظاهرين للتعبير عن احتجاجهم على منحه هذه الجائزة، وذلك بسبب تأييده للزعيم الصربي الراحل سلوبودان ميلوسيفيتش. ولقي اختيار الأكاديمية السويدية للروائي والكاتب المسرحي هاندكه انتقادات واسعة بسبب خطاب ألقاه عام 2006 أثناء جنازة ميلوسيفيتش، الذي توفي داخل محبسه في لاهاي بينما كان يمثل للمحاكمة بتهم ارتكاب جرائم حرب.
ورفع في تلك الليلة نحو 12 محتجاً لافتات كتب عليها "لا نوبل للأخبار الزائفة"، في إشارة إلى تشكيك هاندكه في مقتل ما يزيد على ثمانية آلاف رجل وصبي من مسلمي البوسنة في مذبحة سربرنيتشا عام 1995. وأعلن سفراء ألبانيا والبوسنة وكرواتيا وكوسوفو وتركيا مقاطعتهم حفل تسليم جائزة نوبل.
الزوبعة التي أحاطت ببيتر هاندكه وتسليمه جائزة نوبل للأدب لم تقف عند هذا الحد، بل استمرت لتطال مناظرة قام بها بعد تسلمه الجائزة في "دار الأدب" بمدينة غراتس النمساوية، التي شهدت حضور 150 من عشاق الأدب، حسب ما جاء في موقع صحيفة "تاغستسايتونغ" الألمانية.
وتعالت الأصوات المنتقدة لبيتر هاندكه خلال الأمسية، حيث كان يأمل العديد من الحاضرين بأن يتطرق الكاتب النمساوي لموقفه من الحروب الدموية التي وقعت بين دول يوغسلافيا السابقة بعد تفككها، وموقفه أيضاً من الزعيم الصربي ميلوسيفيتش، الذي أطيح به قبل وفاته بست سنوات. ويرى منتقدو هاندكه أنه هوّن من جرائم الحرب التي ارتكبها الصرب بحق سكان البوسنة.
وتزامن تفكك يوغسلافيا السابقة مطلع العقد الأخير من القرن الماضي مع سلسلة من الحروب الدموية بين صربيا والدول التي نتجت عن تفكك يوغسلافيا، حيث قتل في البوسنة وحدها نحو 100 ألف شخص وتم تهجير مليونين آخرين. ورغم ارتكاب جرائم حرب من جميع الأطراف، إلا أن الحقائق التي توصل إليها الباحثون الذين عكفوا على دراسة تاريخ المرحلة، إضافة إلى الأحكام الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية ليوغسلافيا في لاهاي، أكدت أن الحروب التي خاضها ميلوسيفيتش كان مخططاً ومدبراً لها، وأنه وراء معظم الفظائع التي ارتكبت في هذه الحروب.
ع.اع/ ي.أ