المدرجات الجنوبية في دورتموند تفتقد حماس 25 ألف مشجع
١٨ فبراير ٢٠١٧مضى أسبوعان على "قمة الكراهية"، بين فريقي لايبزيغ ودروتموند، كما وصفتها بعض وسائل الإعلام في ألمانيا. ففي تلك المباراة قامت جماهير بروسيا دورتموند بإلقاء حجارة وقوارير على أنصار لايبزيغ، وتعرض بعض رجال الشرطة للاصابة بجروح أثناء محاولاتهم فرض السيطرة والنظام.
هذه الحادثة لازالت تشغل وسائل الإعلام الألمانية حتى الآن. وخاصة أن رجال الشرطة أوقفوا 88 مشاغبا مشتبها بهم، كانوا قد جاؤوا بالحافلات إلى درامشتات لحضور مباراة دورتموند أمام دارمشتات في الأسبوع الماضي ضمن المرحلة الـ20 من منافسات البوندسليغا.
رئيس نادي بروسيا دورتموند، راينهارد راوبال، طالب السلطات الألمانية بالكشف كاملا عن أسماء المشجعين المشاغبين، الذين تمّ القبض عليهم في الحافلات. وفي تصريحه لموقع "بيلد" الألماني، أكد راوبال أنه يريد الحصول على لائحة تضم البيانات الشخصية لهؤلاء الأشخاص، الذين كانوا في الحافلات، ليتم منعهم من دخول مدرجات استاد دورتموند. لكنه لم يتسلم المعلومات المطلوبة حتى الآن، ما أثار استياءه.
"حظر بالقفل والمفتاح"
ويعود إصرار راوبال في الحصول على البيانات الشخصية للمشاغبين إلى أن الشرطة وجدت مع من تم إلقاء القبض عليهم ألعاباً نارية وأسلحة وأقنعة ومخدرات. ويعتقد راوبال أن التعريف بهم ضروري، لكي يتم حظرهم من دخول جميع الملاعب، وليس ملعب دورتموند فقط. لينضموا بذلك إلى أكثر من 2500 مشجع، محرومين من الدخول الملاعب.
أما وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير - وهو من بين مشجعي دورتموند - فيرى أنه من الضروري تزويد المسؤولين في دورتموند ببيانات هؤلاء المشاغبين، وتباطؤ الشرطة في ذلك يمكن أن يؤدي إلى استمرار أعمال العنف من قبل هؤلاء المشاغبين في كل ألمانيا. وأضاف دي ميزير بالقول "لا يوجد لمرتكبي أعمال العنف مكان في المدرجات الرياضية. يجب حظرهم بالقفل والمفتاح".
وبالمقابل، فإن هندريك كروس ليفيرت ضابط الأمن في الاتحاد الألماني لكرة القدم، أكد وبحسب موقع "بيلد" أن البيانات الشخصية لهؤلاء المشاغبين تم الإعلان عنها ولكنها ليست كاملة، ما يصعب عملية حظر جميع مثيري أعمال الشغب الذين ألقي القبض عليهم في الحافلات.
تقصير من إدارة دروتموند؟
من دون شك، يمثل قرار حظر المشاغبين من دخول الملاعب خطوة مهمة في طريق الحفاظ على أمن البوندسليغا ومتعتها. لكن هناك من مراقبي الشؤون الكروية الألمان من اعتبر أن هناك تقصيرا من قبل إدارة دروتموند في تعاملها مع أحداث "قمة الكراهية". ففي برنامج "سكاي 90" الذي تقدمه قناة "سكاي الرياضية" تساءل الخبير في شؤون المشجيعن غونتر أبيلز: لماذا لم يتحدث أحد مسؤولي دورتموند أو المدرب أو قائد الفريق في الميكرفون ويناشد جمهور "الالتراس" نزع اللافتات، التي ظهرت عليها عبارات الكراهية وتذكيرهم بضرورة التحلي بالروح الرياضية؟ ورأى بعض المحللين الرياضيين أن هذه الأحداث كان يمكن تجنبها بعدم إطلاق صافرة البداية، أي أن يعطل الحكم بدء المباراة إلى أن يتم نزع اللافتات المشينة.
مشجعو دروتموند الصغار!
هذا التقصير كلّف إدارة دورتموند دفع غرامة مالية قدرها 100 ألف يورو، وإقامة ﻣﺒﺎﺭﺍﺓ الفريق أﻣﺎﻡ ﺿﻴﻔﻪ ﻓﻮﻟﻔﺴﺒﻮﺭﻍ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ 21 ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻮﻧﺪﺳﻠﻴﻐﺎ، ﺍﻟﺴﺒﺖ (18 ﺷﺒﺎﻁ / ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ)، ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺟﻤﻬﻮﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﺭﺟﺎﺕ الجنوبية، التي يطلق عليها "الجدار الأصفر" وﻳﺤﺘﻠﻬﺎ "ﺍلألتراس" ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ، وهي تتسع لنحو 25 ألف متفرج! وقد اعتبر مشجعو "أسود ويتسفاليا" هذا القرار قاسيا، فيما رآه البعض الآخر مخففا.
والطريف أنه تم طرح ﺍﻗﺘﺮﺍﺡ ﺑﺄﻥ ﺗﻤﺘﻠﻲء ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﺭﺟﺎﺕ ﺑﺎلأﻃﻔﺎﻝ. والفكرة جاءت من عشاق فريق دروتموند، الذين وجهوا نداء إلى الاتحاد الألماني لكرة القدم قالوا فيه "دعونا نرسل مشجعي دورتموند الأطفال عوضا عن الكبار، بدلا من بقاء المدرجات فارغة أمام فولفسبورغ."
لكن البعض تمنى أن لا يكون هؤلاء الأطفال من أبناء المشاغبين، كي لا يكرروا أخطاء الآباء، كما حدث مع نادي يوفينتوس في الماضي. ففي عام 2013 تسببت أعمال الشغب بحرمان مشجعي النادي الإيطالي من دخول الملعب، وسّمح آنذاك للأطفال بحضور المباراة، لكن "عبارات الإهانة" التي صدرت من المشجعين الصغار تجاه حارس مرمى فريق الخصم، تسببت في ورطة غير منتظرة، كلفت الكثير.
وعموما فإن المدرجات الجنوبية بملعب "سغنال إدونا بارك" بقيت خاوية في مباراة فولفسبورغ. وقد فرح مسؤولو ولاعبو فولفسبورغ، واعتقدوا أن الفرصة مواتية لهم في غياب حماس الجماهير، التي كانت تملأ تلك المدرجات. لكن أشبال المدرب توخل قدموا مباراة قوية وفازوا 3- صفر ليصعدوا إلى المركز الثالث في ترتيب المسابقة.
دالين صلاحية