برهان غليون: الفيتو في مجلس الأمن سيشجع العنف في سوريا
٥ أكتوبر ٢٠١١دعا المعارض البارز برهان غليون، رئيس المجلس الوطني السوري، اليوم الاربعاء(05 اكتوبر/تشرين الأول 2011) في مقابلة مع فرانس برس إلى عقد "مؤتمر دولي حول سوريا مع القوى الكبرى، والدول العربية، وأيضا الروس الذين لا يزالون يتمسكون بموقفهم". وقال غليون، قبل أيام من توجهه إلى مصر وتونس، للحصول على دعم الدول العربية، "نطلب من المجتمع الدولي أن يعرض علينا خطة لحماية المدنيين السوريين". وأضاف "نرفض تدخلا على الطريقة الليبية. حماية المدنيين لا تعني بالضرورة القول بتدخل عسكري". وتابع غليون "إذا اتخذ المجتمع الدولي موقفا موحدا وقويا بالتعاون مع المجتمع العربي، يمكننا إجبار النظام (السوري) على التنحي"، وذلك غداة لجوء روسيا والصين إلى الفيتو في مجلس الأمن، ما حال دون تبني قرار يدين النظام السوري.
وأكد غليون أن "دعم بشار الأسد في مشروعه العسكري والفاشي لن يشجع الشعب السوري على البقاء في الثورة السلمية"، في إشارة منه إلى الروس والصينيين. وأضاف "إنهم (الروس) يشجعون فعليا العنف". ويخشى برهان غليون أن تنجر سوريا إلى حرب أهلية، وخصوصا في ظل انشقاق جنود وضباط من الجيش، بعد سبعة أشهر من النزاع. وقال "هناك انزلاقات بسبب السياسة العنيفة والعسكرية للنظام، الأمر الذي يتسبب بمواجهات بين عسكريين ومعارضين" مسلحين انشقوا لتوهم عن الجيش. ولكن غليون رفض"أي حوار مع الأسد الذي يتم النظر إليه في سوريا كالقاتل الرقم واحد".
وفيما يتعلق بتكوين المجلس الوطني السوري، اعتبر غليون أن للإسلاميين مكانهم الطبيعي فيه، رغم انتقادات بعض العلمانيين. وقال "الإسلاميون، وخصوصا الإخوان المسلمين، جزء من الشعب السوري، لا يمكن استبعادهم. من حقهم المشاركة في المعركة". وأوضح انه "سيكون هناك ميثاق وطني يتناول القيم التي ستسود سوريا الديمقراطية. وسيكون هناك خصوصا فكرة دولة علمانية". وتابع "ما نقترحه ليس دولة ديمقراطية مناهضة للدين، بل محايدة بالنسبة إلى كل الديانات".
الحكومة السورية تنتقد الغرب
ومن جهتها، اعتبرت مستشارة الرئيس السوري بشار الأسد الأربعاء أن الأمم المتحدة شهدت "يوما تاريخيا"، مع استخدام موسكو وبكين حق النقض، لوقف مشروع قرار في مجلس الأمن يدين دمشق، متهمة الدول الغربية بتشجيع "العصابات المسلحة في شكل غير مباشر"، لإشعال حرب طائفية في سوريا. وقالت بثينة شعبان في تصريح لفرانس برس إن المجلس الوطني السوري الذي يضم قسما كبيرا من أطياف المعارضة، يتألف في غالبيته من الإخوان المسلمين ومن أشخاص"لا يفقهون شيئا" عن الوضع السوري. وأضافت "انه يوم تاريخي (في الأمم المتحدة) لان روسيا والصين كدولتين وقفتا إلى جانب الشعوب وضد الظلم".
ووجهت شعبان انتقادا شديدا إلى الدول الغربية التي "من خلال إرادتها فرض عقوبات على سوريا وتقديمها قرارا يعاقب سوريا ويقترح تدخلا عسكريا، إنما تساعد في شكل غير مباشر العصابات المسلحة على مواصلة حربها علينا". وأضافت شعبان إن "هذه العصابات المسلحة تهاجم المدارس وتخطف النساء وتعذب الناس وتقتلهم على خلفية طائفية بهدف إشعال حرب طائفية على غرار ما حصل في العراق". وأكدت إن "المسيحيين ليسوا وحدهم المستهدفين في سوريا بل جميع العلمانيين ومن يؤمنون بالتعايش بين الأديان".
روسيا تدافع وتركيا تتوعد
وعبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن أسفه، الأربعاء، لفشل مجلس الامن الدولي في التوافق على قرار في شان سوريا، رغم "الواجب الأخلاقي بمنع مزيد من إراقة الدماء".
ونفت روسيا، الأربعاء، أن تكون محامية الدفاع عن نظام الرئيس السوري بشار الأسد، بينما تواجه انتقادات لاستخدامها حق النقض (الفيتو)، ضد مشروع قرار للغربيين، حول قمع التظاهرات في سوريا. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان "لسنا محامي الدفاع عن نظام الأسد". وأضافت "نعتبر استمرار العنف مرفوضا تماما وندين قمع التظاهرات السلمية". ولكن في الوقت نفسه لا يمكننا أن نتجاهل أن المعارضة المتطرفة تستغل أكثر فأكثر استياء جزء من السكان ولا تخفي نواياها المتطرفة بالانتقال إلى تكتيك الإرهاب المفتوح".
كما أعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الروسية، الكسندر لوكاشيفيش، الأربعاء، أن روسيا ستستقبل وفدا للمعارضة من المجلس الوطني وآخر لمعارضة الداخل، في وزارة الخارجية، خلال تشرين الأول/ أكتوبر الجاري.
ومن جانبه، تعهد رئيس الوزراء التركي، رجب طيب اردوغان، بتحرك تركي. وقال اردوغان "بالطبع الفيتو .. لا يمكن أن يمنع العقوبات. سنطبق حزمة من العقوبات بالضرورة". وذكر اردوغان الذي يزور جنوب أفريقيا انه سيعلن مجموعة من العقوبات، عقب زيارته لمخيم للاجئين السوريين في تركيا، خلال الأيام القليلة المقبلة.
حملة اعتقالات في ريف دمشق
ميدانيا، تحدثت قناة العربية الإخبارية عن مقتل تسعة أشخاص في سوريا، اليوم الأربعاء. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل ستة أشخاص، أربعة منهم بعد اعتقالهم من جانب الأجهزة الأمنية السورية، واثنان متأثرين بجروح، أصيبا بها الثلاثاء. كما تحدث المرصد عن تنفيذ قوات الأمن السورية، الأربعاء، لحملة اعتقالات واسعة في بلدة دوما شملت 53 شخصا، قال المرصد السوري إن لديه قائمة بأسماء 27 منهم.
و في دمشق رفض القضاء السوري طلب الإفراج بكفالة عن عالمة النفس السورية، رفاه ناشد (66 عاما)، والتي اعتقلت في العاشر من آذار/ مارس في دمشق وسجنت، رغم وضعها الصحي المتدهور، وفق ما أفاد مقربون منها بحسب فرانس برس.
وأسفرت أعمال القمع في سوريا منذ منتصف آذار/ مارس عن أكثر من 2700 قتيل، بحسب آخر حصيلة نشرتها الأمم المتحدة قبل أسبوعين.
(ف. ي/ أ ف ب، رويترز)
مراجعة: منصف السليمي