Bundestag Libyen
٢٤ فبراير ٢٠١١ذكرت الحكومة الألمانية اليوم (2011/2/24) أنها أرسلت ثلاث سفن حربية إلى ليبيا للمساعدة في إجلاء أكثر من مائتي شخص ألماني لا يزالون في البلاد. وأعرب الرئيس الألماني كريستيان فولف عشية سفره إلى الخليج للقيام بزيارتين رسميتين الى كل من الكويت وقطر عن دعم بلده لحركات التحرر والديمقراطية في الدول العربية.
وفي الأثناء بحث البرلمان الاتحادي في جلسة نيابية خاصة تطورات الأوضاع المقلقة في ليبيا. وأجمع نواب الأحزاب فيه في كلماتهم على مطالبة مجلس الأمن الدولي والاتحاد الأوروبي بالتحرك لوقف القتل الذي هدد به القذافي معارضيه ولفرض عقوبات رادعة ضد نظامه.
فولف: علينا تقديم المساعدة التي تلقيناها قبل 20 سنة
وقال فولف إن مواطني تونس ومصر وليبيا ودول أخرى "ينتظرون بحق أن نقدم لهم المساعدة التي تلقاها الألمان ودول شرق أوروبا قبل عشرين عاما من شركائنا في العالم" في إشارة منه إلى توحيد ألمانيا وتحرّر دول أوروبا الشرقية من أنظمتها الشيوعية. واعتبر أن ألمانيا "تتحمل مسؤولية تاريخية" في مساعدة دول شمال أفريقيا على تثبيت الديمقراطية فيها. وسيبدأ الرئيس الألماني جولته الخليجية التي تستمر ثلاثة أيام غدا السبت.
وردا على سؤال قال متحدث باسم وزارة الدفاع الألمانية إن الفرقاطتين المرسلتين ومعهما سفينة تموين ستصل إلى هدفها خلال بضعة أيام وستقترب من خليج سرت على الساحل الشمالي من البلاد. وأوضح متحدث باسم وزارة الخارجية أن التقديرات تشير إلى وجود 160 ألمانيا في البلاد إضافة إلى 50 في طرابلس فيما جرى ترحيل حوالي 350 آخرين من البلاد عن طريق الجو والبر بينهم نحو 150 أوروبيا.
البرلمان الاتحادي يطالب بفرض عقوبات دولية على القذافي
وتحدث وزير الدولة في وزارة الخارجية الألمانية فرنر هوير باسم الحكومة أمام النواب، فندد بالنظام الليبي الدكتاتوري المعادي للشعب وأعرب عن أسفه لعدم صدور موقف شديد وقوي عن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي مؤخرا بسبب معارضة دولة واحدة، لكنه أثنى على موقفي مجلس الأمن الدولي والمفوضية الأوروبية.
وبعد أن استعرض حركات التحرر والديمقراطية في المنطقة العربية حضّ فرنر هوير الاتحاد الأوروبي على إعادة النظر في سياسته إزاء العالم العربي، والعمل على إعطاء الناس هناك أفقا مستقبليا جديدا وتقديم المساعدة الاقتصادية، وإلا فهناك خطر حصول انتكاسة.
وندد ممثلو الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب اليسار والاتحاد المسيحي، وحزب الخضر والحزب الليبرالي في كلماتهم بتهديد الدكتاتور القذافي علنا بقتل شعبه، وبإرسال طائراته ومرتزقته لقمع المتظاهرين. وفيما أشار البعض إلى أن عدد القتلى يراوح بين 600 و1000 ذكر البعض الآخر أن العدد وصل إلى ألفين. وحمّل النواب من مختلف الاتجاهات الحزبية نظام القذافي مسؤولية احتراق ليبيا والعنف الممارس فيها، ودعوا مجلس الأمن للبحث في كيفية حماية المدنيين.
وعن موضوع اللاجئين إلى أوروبا الذين قدموا من شمال أفريقيا في الأيام الماضية ذكر النواب أن أفضل الطرق لوقف الهجرة الجماعية لا يكون بسدّ أبواب أوروبا، وإنما بالمساعدة على إعادة الاستقرار وتأمين فرص العمل والنمو الاقتصادي في بلدانهم. وتحدث البعض عن "خطة مارشال" اقتصادية وإنمائية لشمال أفريقيا تشبه خطة مارشال التي خصصت لأوروبا بعد الحرب العالمية وساهمت إلى حدّ كبير في نهضتها السريعة اللاحقة.
اسكندر الديك
مراجعة: سيد منعم