برلين ترحب باتفاق دولي على مشروع لحظر القنابل العنقودية
٢٩ مايو ٢٠٠٨
رحبت الحكومة الألمانية بالاتفاق المبدئي حول مشروع اتفاقية حظر استخدام القنابل العنقودية ووصفته بأنه "خطوة على طريق تطوير القانون الدولي الإنساني". وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية اليوم الخميس(29 مايو/ايار) في برلين: "المهم الآن أن يتم التوقيع على مشروع الاتفاقية المطروح بأسرع ما يمكن، كما أننا سنعمل في الوقت نفسه بقوة كاملة على تطبيق شرعية هذه الاتفاقية على مستوى العالم".
وذكر المتحدث أن الاتفاق الذي توصل إليه المؤتمر الخاص بحظر القنابل العنقودية، والذي انعقد في دبلن أمس الأربعاء(28 مايو/ايار)، يعد تأكيدا واضحا لسياسة الحكومة الألمانية التي أثمرت أخيرا جهودها التي تواصلت لسنوات طويلة في حظر هذا النوع من الأسلحة. وأكد أن ألمانيا عملت جاهدة في سبيل التوصل إلى اتفاق في هذا الشأن.
وكان أكثر من 100 دولة قد وافقت على مشروع معاهدة تقضي بحظر استخدام القنابل العنقودية. وجاء الاتفاق، الذي يتطلب التعهد بإزالة هذه القنابل من ترسانات الأسلحة في دول العالم خلال ثمانية أعوام، في نهاية مفاوضات حفلت بالشد والجذب على مدى نحو أسبوعين في العاصمة الأيرلندية دبلن.
ولا يزال نص المعاهدة بحاجة لموافقة من قبل حكومات الدول الراغبة في التوقيع عليه. وستدخل الاتفاقية حيز التنفيذ في حال تصديق 30 دولة عليها.ومن المقرر أن يتم توقيع المعاهدة في كانون أول/ديسمبر المقبل في العاصمة النرويجية أوسلو. وستلتزم الدول الموقعة على المعاهدة ليس فقط بوقف استخدام القنابل العنقودية ولكن أيضا بوقف بيعها أو تخزينها أو تصنيعها.
منتجو صناعة الموت يرفضون
وتحت ضغوط من الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، تضمن نص معاهدة حظر استخدام القنابل العنقودية الذي جرى الاتفاق عليه أمس الأربعاء ما يشكل امتيازا للولايات المتحدة والدول الأخرى التي ترغب في مواصلة استخدام وتصنيع مثل هذا النوع من القنابل، وذلك من خلال السماح بإقامة تعاون عسكري بين الدول التي وقعت على المعاهدة وتلك التي لم توقع عليها. ونأى كبار منتجي هذه القنابل، وهم الولايات المتحدة وإسرائيل والصين وروسيا والهند وباكستان، بأنفسهم عن المؤتمر قائلين إنهم لن يبدوا الدعم لمثل هذه المعاهدة. وستكون فعالية المعاهدة محل شكوك بالنظر إلى أن كبار منتجي ومستخدمي القنابل العنقودية ليسوا بصدد التوقيع عليها. ودافعت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي عن مواصلة استخدام القنابل العنقودية قائلة إن لها أهمية تكتيكية في درء خطر الجيوش الزاحفة وإنه يجري إعادة تصميم هذه القنابل وتزويدها بجهاز توقيت إليكتروني لضمان أن "القنابل الصغيرة" التي تحتوي عليها إما ستنفجر على الفور أو ستدمر نفسها ذاتيا.
المدنيون والأطفال بالذات هم أكثر الضحايا
وتتألف القنبلة العنقودية من حاوية تسقط منها مئات من العبوات المتفجرة في حجم كرة التنس تعرف باسم "القنابل الصغيرة"، تتناثر بعد ذلك وتنفجر في أنحاء متفرقة من ميدان القتال.
ويشار إلى أن العديد من هذه "القنابل الصغيرة" لا تنفجر، حيث تظل لأعوام طويلة بعد انتهاء المعارك تشكل تهديدا للمدنيين، وخاصة الأطفال الذين يظنون في أغلب الأحيان أنها ليست سوى دمى يمكنهم اللهو بها. وتصل حصيلة ضحايا مثل هذه "القنابل الصغيرة" إلى عشرات الآلاف من المدنيين الذين يصابون في أغلب الأحيان بفقدان البصر أو بتشوهات مختلفة. ووفقا لتقديرات الأمم المتحدة لا تزال القنابل العنقودية تشكل تهديدا مميتا في أكثر من 30 دولة حول العالم.