"برلين ترتدي كيبا".. تضامنا مع يهود ألمانيا
٢٥ أبريل ٢٠١٨نظم الألمان بعد ظهر اليوم ن الأربعاء(25 نيسان/أبريل 2018) تظاهرات تضامنية مع اليهود بعد موجة من الهجمات أثارت تساؤلات بشأن قدرة برلين على حماية اليهود الذين يتزايد عددهم على أراضيها بعد سبعة عقود على المحرقة. وغداة تحذير رئيس المجلس المركزي الالماني لليهود، يوزف شوستر، من ارتداء رموز دينية في شوارع المدن خشية التعرض لهجمات، تم تنظيم تجمعات في العديد من المدن رفضا لجرائم الكراهية.
من جانبه، قال وزير الخارجية هايكو ماس لصحيفة تاغسشبيغل "ينبغي عدم السماح لمعاداة السامية بأن تصبح شيئا مألوفا في ألمانيا مجددا" وذلك قبيل فعالية بعنوان "برلين ترتدي الكيبا" سيرتدي فيها يهود وغير يهود القلنسوة التقليدية اليهودية. وقال ماس إن كل هجوم على الحياة اليهودية "هجوم علينا جميعا".
وشهدت مدن ألمانية عدة اليوم الأربعاء تظاهرات تضامنية مع اليهود بينها برلين وكولونيا وبوتسدام وماغديبورغ وارفورت. وتأتي التظاهرات بعد أسبوع على قيام سوري عمره 19 عاما بمهاجمة شابين يرتديان "الكيبا" اليهودية في برلين وهو يصرخ "يهودي". وانتشر تسجيل فيديو صوره أحد الشابين الإسرائيليين على مواقع التواصل الاجتماعي وأثار استنكارا واسعا.
يشار إلى أن قضية معاداة السامية حساسة في ألمانيا التي بذلت جهودا كبيرة لتخطي ماضيها النازي وحيث تفاخر طبقتها السياسية بوصول عدد اليهود إلى 200 ألف. غير أن عددا من الهجمات التي سجلت في الأشهر الأخيرة أثارت مخاوف من عودة محتملة لمعاداة السامية من جانب كل من اليمين المتطرف مع التدفق الكبير لطالبي اللجوء وغالبيتهم من المسلمين منذ 2015.
وقبيل بدء فعاليات على مستوى ألمانيا لمناهضة معاداة السامية، أكدت وزيرة العدل الألمانية كاتارينا بارلي أن الدولة ستتصدى على نحو صارم للاعتداءات على الحياة اليهودية. وقالت بارلي اليوم الأربعاء في برلين: "من يهاجم أو يسب يهوديات ويهود، من يهاجم أو يلطخ معابدهم أو مقابرهم، يتعين تقديمه للمحاسبة بكافة الوسائل التي توفرها دولة القانون".
وكانت تلميذة في الصف الثاني الابتدائي في إحدى المدارس الابتدائية في برلين تعرضت للإهانة من قبل تلاميذ أكبر سنا ينحدرون من عائلات مسلمة، وذلك بسبب الديانة اليهودية للتلميذة الصغيرة.
ووصفت بارلي مسيرة "برلين ترتدي كيبا" بأنها إشارة مهمة للتضامن وقالت: "لا ينبغي أن يشعر اليهود بالخوف مجددا عندما يظهرون انتماءهم الديني في ألمانيا... إنها مهمة المجتمع بأكمله أن يحمي الحياة اليهودية في ألمانيا ويكافح كل شكل من أشكال معاداة السامية".
من جانبه، طالب رئيس المجلس المركزي لليهود في ألمانيا، جوزيف شوستر، بتصدي حازم لكافة أشكال معاداة السامية في ألمانيا.
وقال شوستر في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) في برلين: "لا ينبغي التسامح مع التعصب... بجانب الأوساط السياسية والمجتمع أرى الطوائف الدينية أيضا في وضع المسؤولية. ينبغي للاتحادات الإسلامية التصدي على نحو واضح يخلو من اللبس لمعاداة السامية بين صفوفها". وأكد شوستر أن كل مواطن بإمكانه فعل شيء للتصدي لمعاداة السامية، وقال: "كل فرد بإمكانه الاحتجاج على كراهية اليهود، سواء في مقر العمل أو في مترو الأنفاق أو في ملعب كرة القدم أو في دوائر العائلة والأصدقاء".
ح.ع.ح/ه.د(د.ب.أ/أ.ف.ب)