برلمان شبابي في برلين لدعم العلاقات الأورومتوسطية
٢٢ مارس ٢٠٠٧
يقام أول برلمان أورومتوسطي للشباب إعتباراً من 26 مايو/آيار إلى 3 يونيو/ حزيران، حيث سيتجتمع 102 شاب وشابة من 27 دولة من دول الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى دول جنوب وشرق البحر المتوسط وهي الجزائر وتونس والمغرب ومصر وتركيا وسوريا وإسرائيل والأردن ولبنان وفلسطين وموريتانيا وليبيا. وعن هدف هذا البرلمان، يقول شتيفان فينكلر المسئول عن برامج معهد جوته في الأسكندرية: "عن طريق تمثيل ما يحدث في البرلمان وتقليده يتعلم الشباب كيفية ممارسة الديمقراطية البرلمانية من خلال المناقشات والمناظرات المختلفة". ولا تقتصر الغاية من إقامة هذا البرلمان على ذلك فحسب، بل أنه يهدف كذلك، كما يرى فينكلر الى" التقريب بين دول الإتحاد الأوروبي ودول حوض البحر المتوسط ودعم التعاون بينهم"، الأمر الذي يتوافق مع اتفاقية برشلونة المبرمة بهذا الخصوص. ولا تخلو فكرة عقد هذا الملتقى الشبابي من أهداف إجتماعية وثقافية أخرى.
تدريب شباب دول البحر المتوسط
وعلى هامش عقد البرلمان الأورومتوسطي في العاصمة الألمانية برلين سيناقش الشباب عشر موضوعات مختلفة، من بينها الهجرة والعولمة والفن والثقافة والطاقة والشباب والسياسة ووسائل الإعلام. وخلال الجلسة الختامية للبرلمان سيكون عليهم تقديم اقتراحات لحل بعض المشاكل الحالية المتعلقة بالموضوعات المختارة. وبما ان الدورات السابقة لهذا البرلمان الشبابي كانت تقتصر منذ عدة سنوات على الدول الأوروبية، فأن الشباب المشاركين من هذه الدول يتمتعون بالخبرة والإعداد اللازمين للخوض في قضايا هذا الملتقى. أما شباب دول حوض البحر المتوسط، التي تشترك للمرة الأولى في هذا البرلمان، فهم بحاجة إلى الإعداد المسبق والتدريب على بعض الخبرات البرلمانية مثل فن إدارة الحوار وعرض أفكارهم في دقائق معدودة وغيرها. وفي هذا السياق يقول فينكلر: "لا نريد أن يكون هناك تبايناً في المستوى بين الشباب من الجانبين، لذلك كان علينا تدريب هؤلاء الشباب، فاجتمعنا هنا في الأسكندرية، وكان لقاءاً ناجحاً للغاية، فروح الحماس بين الشباب رائعة".
دعم العلاقات الأورومتوسطية
وتأخذ المفوضية الأوروبية على عاتقها تمويل المشروع، أما وزارة الخارجية الألمانية فتتكفل بالجزء الأكبر لتوليها الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي في الفترة الحالية. وتدعم المشورع مؤسسة هاينز شفارتزكوبف صاحبة الخبرة الكبيرة في تنظيم البرلمان الشبابي الأوروبي، بمشاركة مؤسسة آنا ليند الأورومتوسطية للحوار بين الثقافات ومعاهد جوته في الدول المعنية. أما المشاركة فكانت مفتوحة لكل الشباب من سن 18 إلى 25 سنة الذين يجيدون اللغة الإنجليزية ولهم أنشطة واهتمامات مختلفة في العمل الاجتماعي.
اللقاء التحضيري الأول
على مدى عدة أيام عمل الشباب معاً وتعلموا الكثير معاً، ولم يكن الأمر سهلأً فهناك اختلافات واضحة ومن بنيها اجتماع شباب من إسرائيل مع شباب من فلسطين. أما ألون الشاب الإسرائيلي فقد استمتع كثيراً بحضوره إلى هذه الفعالية: "لقد وجدت هذه الفرصة رائعة لتبادل الثقافات واللقاء بالكثير من الناس. وهذا جعلني أدرك أن لنا جميعاً نفس الاهتمامات كشباب. لم أقابل من قبل أحد من المغرب أو سوريا أو لبنان بسبب الأوضاع السياسية. ولم أتخيل حتى أن أذهب إلى مصر، بالرغم من أن هناك اتفاقية سلام بين البلدين، فمعظم الاسرائيليين يسافرون إلى سيناء ولكن الذهاب إلى القاهرة، إلى قلب مصر كان تجبة جديدة".
لم يتعلم الشباب الخبرات البرلمانية أثناء هذا الاجتماع فحسب، بل أنهم تمكنوا كذلك من إزالة بعض الأفكار المسبقة كما أكدت شيماء المشاركة المصرية بالقول: "إنه أمر هام جداً أن نرى الآخر ونتعرف عليه حتى لا نستقي آراءنا من الأخبار ووسائل الإعلام فقط". كما قالت أحدى المشاركات الفلسطينيات إنها استفادت كثيراً من مناقشة مشاكل بعيدة عن منطقة الشرق الأوسط: "لقد ناقشنا مثلاً مشاكل دارفور وأماكن أخرى كثيرة واستفدت كثيرة من تلك المناقشات" كما سمحت لها الفرصة بالتعرف على أشخاص من أماكن بعيدة، فهي لم ترى في حياتها من قبل مثلاً شخصاً من موريتانيا.
ولم تكن الفترة كلها مقتصرة على العمل الجاد، بل كان هناك الكثير من الأنشطة الترفيهية، والجولات والزيارات السياحية. وهو ما أعجب المشاركة الموريتانية دلاليشا وجعلها تشعر بأنهم عائلة واحدة: "كان هناك مزيج من العمل والمرح، لكننا كنا دائماً معاً. نأكل معأ ونخرج معاً ونعمل معاً ونمرح معاً، وهو ما جعلني أشعر بأننا أسرة واحدة. وشاركتها الرأي الفتاة الفلسطينية قائلة: "خلال إحدى الأنشطة تعرفنا أيضاً على الأكلات الشعبية والملابس في الدول المختلفة وكان هذا رائعاً".