"بركان الفرات" يوحد العرب والأكراد ضد "داعش"
١١ سبتمبر ٢٠١٤لم يكن أي متفائل يتوقع أن تتفق هذه الفصائل المتخاصمة في المعارضة السورية المسلحة على هدف موحد، لكن هذا ما تم بالفعل. فقد أعلنت عدة ألوية من المعارضة المسلحة التابعة للجيش الحر، عن إقامة غرفة عمليات مشتركة مع وحدات حماية الشعب والمرأة الكردية باسم "بركان الفرات". الإعلان جاء في بيان مشترك بث في شريط فيديو ضمن مراسم عسكرية، شاركت فيها فصائل من مختلف القوى العسكرية في سوريا. وحسب البيان فإن الهدف هو توحيد قوى المعارضة المسلحة لمقاتلة تنظيم "الدولة الإسلامية" وإخراجها من منطقة الفرات الممتدة من كوباني (عين العرب) وحتى الرقة.
وجاء في البيان المشترك أنه "رداً على ما تقوم به عصابات داعش من ظلم وفساد في البلاد، نعلن نحن الكتائب والألوية التالية لواء التوحيد القطاع الشرقي و لواء ثوار الرقة وكتائب شمس الشمال التابعة لألوية فجر الحرية و وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة و سرايا جرابلس و جبهة الأكراد و ثوار أمناء الرقة، جيش القصاص، لواء الجهاد في سبيل الله" عن تشكيل غرفة عمليات مشتركة باسم "بركان الفرات" للوقوف بوجه عصابات البغدادي، والمقصود تنظيم "الدولة الإسلامية".
كما طالب البيان العناصر المغرر بهم والمنتسبين "للدولة الإسلامية" ضرورة ترك التنظيم قبل أن تنالهم يد المقاتلين"، كما طالبوا بضرورة الدعم الدولي لهذا التحالف كي يكون له القدرة على مواجهة الإرهاب في الجانب السوري، وللدفاع عن حياة المدنيين، مؤكدين أن "غرفة العمليات المشكلة ستكون مهمتها التالية هي تحرير كافة المناطق المغتصبة من قبل تنظيم الدولة الإسلامية" في منطقة الفرات والرقة وريفها.
وأكد أحد قادة الجيش الحر في تسجيل مصور تم بثه على الإنترنت، أن "هذا الاتفاق بين فصائل الجيش ووحدات الحماية (الكردية) يهدف لتوحيد الصف والتأكيد على وحدة شعوب المنطقة ضد داعش"، الذي "جاء لخراب المنطقة والتفرقة والعنصرية بين الشعوب المتآخية منذ عهود، مؤكداً أن الإعلان عن هذا الاتفاق المشترك سيكون خطوة إيجابية ومثمرة للقضاء على داعش وتحرير المناطق التي سيطر عليها"، حسب تعبير البيان.
تجربة جديدة لوقف تمدد داعش
وفي لقاء مع DWعربية، أكد إبراهيم إبراهيم، عضو المكتب الإعلامي لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري، الذي يعتقد على نطاق واسع أنه الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني التركي على أهمية هذا الإعلان داعيا العالم إلى إنجاح هذه التجربة.
وقال إبراهيم "إن الاتفاق كان من المفترض أن يتم منذ بدايات الثورة السورية، إلا أن الاتهامات الباطلة التي أطلقتها جهات معادية لوحدة الشعب السوري بأن وحدات حماية الشعب الكردي تتعامل مع النظام، دون تقديم أي أدلة على ذلك. واليوم أُثبت للجميع أن وحدات حماية الشعب الكردي هي سورية وتعمل من أجل سوريا ديمقراطية متعددة". وأوضح إبراهيم أن هناك مخاوف لدى الناس من تمركز قوات تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا حال ضربها في العراق، الأمر الذي "حتم علينا التوحد لإيجاد قوى بديلة على الأرض مهمتها منع تمدد منطقة سيطرة مقاتلي داعش ومن ثم محاولة القضاء عليهم".
يذكر أن وحدات حماية الشعب والمرأة هي قوات شعبية كردية، تختص بحماية المناطق ذات الغالبية الكردية في سوريا، ويعرفون محليا باسم "الآبوجية"، نسبة إلى الزعيم الكردي التركي المعتقل عبد الله أوجلان. أو يطلق عليهم البعض اسم "PKK" تيمنا بالحزب الأم، أي حزب العمال الكردستاني التركي الذي يتزعمه أوجلان.
ويشار إلى أن لحزب الاتحاد الديمقراطي أو وحدات حماية الشعب التابعة لهشعبية كبيرة بين الأكراد السوريين. كما كانت المعارضة السورية، سواء السياسية أو العسكرية تتهمه بالتنسيق مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد.