بدء محاكمة مدربين في الجيش الألماني بتهمة سوء معاملة مجندين
١٩ مارس ٢٠٠٧على خلفية ما وصف بأكبر فضيحة من نوعها في تاريخ الجيش الألماني، تبدأ اليوم في مدينة مونستر الألمانية وقائع محاكمة 18 من المدربين السابقين في المؤسسة العسكرية الألمانية بتهمة إهانة وسوء معاملة حوالي 160 مجندا. ووفقا لملف القضية فإن قائد السرية السابق و17 من ضباط الصف يواجهون تهمة سوء معاملة بعض المجندين أثناء عمليات وهمية للتدريب على احتجاز رهائن وتحريرهم، بتعريضهم لصدمات كهربائية خلال تلك التدريبات. وتنتظر المتهمين عقوبات بالسجن قد تصل إلى عشر سنوات، في حالة إدانتهم بالتهم الموجه إليهم، وفقا لما طالب به المدعي العام. الجدير بالذكر ان هذه القضية أثارت الكثير من الجدل حينما تم كشف النقاب عنها في صيف عام 2004 وفتحت الباب أمام النقاش حول الوضع الإنساني داخل المؤسسة العسكرية الألمانية.
الاختطاف الوهمي محظور بشدة في الجيش الألماني
وكانت القضية قد خرجت إلى الرأي العام الألماني بعد تسربها بين أوساط الجنود الذين أسرع بعضهم إلى إبلاغ المدعي العام الألماني الذي قام بدوره بتحريك القضية. وكرد فعل على تطورات القضية تلك سارعت المؤسسة العسكرية الألمانية من جانبها إلى تسريح المدربين المعنيين من الخدمة في صفوفها. وفقا للائحة الاتهام قام المدربون أثناء عملية اختطاف افتراضية واستجواب شكلي بعصب عيون الجنود المستجدين وتكبيلهم ورشهم بالماء مع ضربهم والدوس على أقدامهم، إضافة إلى توجيه الشتائم لهم.
وفي حالات أخرى توجب على الجنود، وفقا لما جاء على لسان المدعي العام، حمل أخشاب ثقيلة حتى أصابهم الإرهاق أو السير حتى تورمت أقدامهم. ويبدو ان المدربين اخترعوا وسائل التدريب القاسية هذه من قبلهم، حيث لا تتضمن برامج التدريب في الجيش الألماني ذلك، لاسيما عمليات الاختطاف الوهمية التي تعتبر محظورة بشده في مراحل التدريب الأولية، كما انها حتى بالنسبة للجنود الذين يرسلون في مهام خارجية لا تتم إلا في مراكز تدريب متخصصة وتحت إشراف مختصين نفسانيين.
الديمقراطية والدفاع عن الكرامة عقيدة متأصلة
وتستند المؤسسة العسكرية الألمانية في تدريباتها إلى قواعد صارمة بالشكل الذي لا يتعارض مع حقوق الإنسان وكرامته، وينبع هذا التقليد من عقيدة هذه المؤسسة التي تعتبر نفسها حامية للديمقراطية وحقوق الإنسان. وهو ما يعني ان الأوامر داخل الجيش الألماني تنفذ دون تحفظ، بل على العكس لا يجب على الجنود الألمان مطلقا طاعة الأوامر التي تتعارض مع كرامة الإنسان. في هذا السياق قال رولف بابن من مركز القيادات الداخلية للجيش الألماني بأنه يتوجب دعم الجندي الألماني للدفاع عن كرامته وحقوقه. ويرى بابن ان الجنود الألمان يحظون بدعم واحترام المواطن الألماني العادي. لذلك ينتظر منهم احترام هذه الحقوق بشكل خاص،لا سيما وهم بالمقابل على استعداد للتضحية بأرواحهم من اجل الدفاع عن كرامة الآخرين.