بحضور ميركل وماكرون.. أول لقاء بين رئيسي روسيا وأوكرانيا
٩ ديسمبر ٢٠١٩شهدت باريس حدثا نادرا، عندما التقى رئيسا روسيا وأوكرانيا لأول مرة. قصر الإليزيه كان مسرح هذا اللقاء، حيث حضر كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الاثنين، اللقاء في إطار قمة "رباعية نورماندي" التي تعد فرصة غاية في الأهمية لوضع حد للنزاع المستمر منذ خمس سنوات في شرق أوكرانيا.
وجلس بوتين وزيلينسكي وجها لوجه على طاولة مستديرة إلى جانب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل. وتبحث قمة نورماندي، التي تعد الأولى منذ عام 2016، تعزيز التقدم المحرز في الأسابيع الأخيرة، ويرجع ذلك جزئيًا إلى جهود زيلينسكي لسحب القوات الأوكرانية والمدفعية الثقيلة من الخطوط الأمامية.
وتأمل فرنسا وألمانيا، الوسيطان في الأزمة الأوكرانية منذ اتفاقات مينسك عام 2015، إحياء هذا المسار بعد ثلاث سنوات من الشلل الذي أصاب المفاوضات. ومنذ 2016، لم تنعقد لقاءات النورمندي، نسبة إلى المنطقة الفرنسية التي التقى فيها مسؤولو الدول الأربع للمرة الأولى في 2014.
كما ينظر إلى هذه القمة، التي تأتي بعد قرابة خمس سنوات من النزاع بين الانفصاليين الموالين لروسيا وقوات الحكومة الأوكرانية في شرق أوكرانيا، على أنها تمثل اختبارا دبلوماسيا للرئيس الأوكراني. وقال زيلينسكي عقب انتخابه هذا العام إنه يعطي أولوية قصوى لمسألة حل النزاع شرق أوكرانيا مع روسيا.
وقبيل بدء محادثات القمة قللت المتحدثة باسم الرئيس الأوكراني، يوليا مندل، من التوقعات بحدوث أي تقدم كبير. وأضافت في منشور على صفتحها بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "الحرب في دونباس لن تنتهي في العاشر من كانون الأول/ ديسمبر".
من جهته، استبعد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إلغاء العقوبات الاقتصادية حاليا، التي فرضها الاتحاد الأوروبي على روسيا. وقال ماس على هامش اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي إنه لا يرى حاليا أي تغيرات في الوضع يمكن التصرف على أساسها، ما يعني "تمديد العقوبات لأن الأسباب التي أدت إليها قائمة".
ووفقا لتقديرات الأمم المتحدة، فقد أسفر النزاع بين كييف والانفصاليين القريبين من روسيا عن سقوط 13 ألف قتيل في الدونباس، المعقل الصناعي في شرق أوكرانيا، فضلا عن نزوح نحو مليون آخرين منذ 2014.
أ.ح/ف.ي (د ب أ، أ ف ب)