بايرن في أزمة نفسية بجانب أزمة الإصابات
١ مايو ٢٠١٥لم تشكل خسارة بايرن أمام دروتموند في نصف نهائي الكأس الأزمة الحقيقية للنادي، بقدر ما أن الأزمة قد تشكلت فعلاً منذ أسابيع من خلال الإصابات التي لحقت بأهم لاعبي الفريق. فالظهير الأيسر النمساوي دافيد ألبا والاسباني خابي مارتينيز والفرنسي فرانك ريبيري يغيبون فعلياً بسبب الإصابات. وخلال اللقاء مع دورتموند عاد روبن من جديد مع صيحات مشجعي الفريق البافاري الذين شعروا بحاجة الفريق إليه. لكنه عاود الرجوع إلى غرفة استبدال الملابس بعد نزوله بدقائق، إثر إصابة ستقعده حتى نهاية الموسم.
ومع الضغوط الكبيرة على المدرب بيب غوارديولا ولاعبي الفريق يوجه النقاد الرياضيون اللوم إلى المدرب الاسباني بعدم اهتمامه بأهم أعمدة الفريق. بطل العالم وكابتن المنتخب الألماني الأسبق لوتر ماتيوس كتب في عموده في صحيفة "بيلد" الرياضية، أن كلاً من فرانك ريبيري وباستيان شفاينشتايغر غير سعيدان أبداً في الفريق.
وفي مقال له حذر ماتيوس من عدم رضا اللاعبيّن اللذين يشكلان أخطر أعمدة الفريق. فالفريق البافاري يمتلك لاعبين كباراً وبقدرات عالية، تمكن أي مدرب من قيادتهم للفوز. لكن استياء ريبيري وشفاينشتايغر في مرحلة صعبة قبيل مواجهة بطولة دوري الأبطال الحاسمة أمام برشلونة، يسبب لأي مدرب صعوبات هو في غنى عنها. ورغم ذلك يشير ماتيوس إلى إمكانيات المدرب الإسباني غوارديولا والبصمات التي طبعها على أداء الفريق، كمدرب فذ.
أين المشكلة؟
شفاينشتايغر عاد للتو من الإصابة، التي لحقت به خلال بداية شهر نيسان/ أبريل الماضي، ولم يشركه غوارديولا في اللقاء المهم الذي اكتسح به الفريق البافاري بورتو البرتغالي بستة أهداف لهدف خلال ربع نهائي دوري الأبطال. ويشعر شفاينشتايغر أنه قد فقد مكانه في الفريق لصالح الإسباني تشافي الونسو. ماتيوس كتب محذرا غوارديولا، من أن وضع شفاينشتايغر على مقاعد البدلاء في اللقاء القادم أمام برشلونة سيعني أزمة حقيقية للفريق.
وفي الأسبوع الماضي خرجت بعض الأنباء تتحدث عن احتمال رحيل شفاينشتايغر بعد نهاية الموسم. حتى أن اللاعب السابق والخبير الرياضي ديتمر هامان قال، إن شفايشنشتايغر قد خسر معركة البقاء فعلاً في مركزه مع ألونسو وإنه لن يقبل الجلوس على مقاعد البدلاء ولن يبقى مع الفريق الموسم القادم، إذا استمر الوضع على ماهو عليه، حسب هامان.
أما مشكلة الفرنسي ريبيري فهي من نوع آخر، فهو غائب عن الفريق فعلاً منذ لقاء شاختار دونتسك في دوري الأبطال الذي فاز فيه بايرن بسبعة أهداف للا شيء. ويفتقد الفريق فعلاً جهوده، فهو يشكل مع أريين روبن جناحا الفريق الضاربين في عمق دفاع أي فريق يلاقيه النادي البافاري. ولا يعرف تحديداً متى يمكن له العودة للعب مع الفريق. ورغم ذلك أشار إليه ماتيوس خلال مقاله. فقد أوضح ماتيوس أن ريبري يفتقد التعامل الأبوي الذي كان يحظى به من قبل مدرب بايرن السابق يوب هاينكيس. لكن موقفه في الفريق أفضل من شفاينشتايغر، إذ لا يوجد منافس حقيقي له في مركزه من بين اللاعبين، فالبرازيلي رافينيا يحاول جهده لشغل الفراغ الذي تركه ريبيري. غير أنه لا يملك نفس إمكانيات الفرنسي. فريبيري يمكنه شغل ثلاثة لاعبين أو أكثر عند دحرجته الكرة ومحاولته اختراق الدفاع، فيما يشغل رافينيا غالباً مدافعاً واحداً.
ويعلم غوارديولا إمكانيات ريبيري الكبيرة ولن يتخلى عنه أبداً، حسبما يرى ماتيوس. بعكسه يرى هامان أن الرهان بين موللر وريبيري يمكن أن يصب في النهاية لصالح موللر، فهو لاعب يمتلك لمسات عبقرية ويلعب بكل جسده.
وفي الحصيلة يبدو أن الفريق البافاري يعاني من أزمة إصابات لأهم لاعبيه. ويعاني أيضاً من أزمة نفسية تعصف بالمنافسة على المراكز بين اللاعبين أنفسهم. فكيف سيتمكن غورديولا من الوقوف بفريق متعب مصاب أمام عاصفة الثلاثي ميسي ونيمار وسواريز في لقاء الأسبوع القادم أمام برشلونة؟