بام.. الإعصار المدمر
إعصار "بام" يضرب بقوة جزرة فانواتو، الواقعة في المحيط الهادئ. وحتى بعد مرور الإعصار، ما زال مبكراً معرفة حجم الكارثة والأضرار، التي ألحقها بالجزيرة.
إعصار رهيب ومرعب يشبه نهاية العالم: بهذه الكلمات وصف ناجون الإعصار. "كنت في الحمام متمسكة بالباب وسمعت كيف طار جزء من البيت، وخفت أن يطير السقف أيضا"، تقول موظفة من اليونيسيف.
إعصار "بام" واحد من أعتى الأعاصير التي عرفها الإنسان في تاريخه. سرعة الرياح بلغت أكثر من 300 كم في الساعة ودمرت كل ما في طريقها. إعصار بام كان من الفئة الخامسة، أي أعلى فئة.
ضربت الشواطئ أمواج عاتية وصل ارتفعها إلى ثمانية أمتار ودمرت قوارب وسفناً عديدة. وبنايات بأكملها سوّيت بالأرض.
حتى الأشجار، التي يتجاوز قطرها المتر لم تصمد أمام هذا الإعصار. عائلات كثيرة فقدت كل ما تملك ودمرت مستشفيات ومعظم الجسور والشوارع.
هدوء غريب في اليوم التالي. الدمار في كل مكان. "سمعنا بأن قرى بأكملها مُسحت من الخارطة"، يقول موظف في منظمة إغاثة دولية، ويضف: "كما لو أن قنبلة انفجرت بها".
الطالبة الألمانية ديزيري هيتسيل موجودة حالياً في العاصمة بورت فيلا، لإجراء أبحاث عن التغير المناخي تقول إن "كل الأشجار اقتلعت من جذورها أو فقدت على الأقل جميع أوراقها".
"لم تعرف فانواتو في تاريخها الحديث مثل هذه الكارثة"، يقول مسؤول من الأمم المتحدة. وحسب التقديرات الأولية، تضرر نصف السكان من الإعصار و54 ألف طفل يعانون من الأضرار.
لحق ضرر شديد بخطوط الهاتف والكهرباء. ويقول مسؤول من مؤسسة التنمية الألمانية: "في أول 36 ساعة لم يستطع أحد الخروج، لأن أسلاك الكهرباء المقطعة كانت في الشوارع".
رئيس فانواتو بالدوين لونسدالي كان في اليابان للمشاركة في مؤتمر دولي عن التأهب للكوارث، وبالنسبة إليه فإن الإعصار حطم كل الآمال بمستقبل زاهر لبلاده.
دمر الإعصار 90 بالمائة من بيوت العاصمة بورت فيلا. وتعطلت إمدادات المياه في معظم الأحياء. وهناك حوالي 180 ألفاً من سكان الجزر الأخرى لا يمكن التواصل معهم، مما دفع الرئيس لإعلان حالة الطوارئ.