بالصور: وداعا أيها الفضاء.. انتهاء عصر المكوك
٧ يوليو ٢٠١١وبدء العد العكسي..
في الثامن من تموز/ يوليو تنتهي حقبة مكوكات الفضاء – حين ينطلق المكوك أتلانتيس في آخر رحلة إلى الفضاء الخارجي. كان المكوك كولومبيا أول مكوك ينطلق إلى الفضاء، آنذاك دار حول الأرض لمدة يومين ثم عاد ليهبط بعد في مطار على الأرض. ويتكون المكوك من سفينة فضاء وخزانات الوقود وصاروخين. والمكوك هو سفينة الفضاء الوحيدة التي يمكن إعادة استخدامها.
مكوك الفضاء من الداخل
يتسع المكوك لفريق مكون من سبعة أفراد. وفي مقدمته توجد قمرة القيادة، أما في الوسط فتوجد غرف النوم والعمل، كما يوجد في الوسط مستودع لشحن الأقمار الاصطناعية والمختبرات والمعدات. وفي المؤخرة توجد المحركات النفاثة الرئيسية والثانوية.
أثناء العمل
يمكن استخدام مستودع الشحن للحمولة والعمل أيضاً، ويبلغ عرضه 4,5 متراً وطوله أكثر من 18 متراً. يوجد في سطح المستودع بابان يمكن فتحهما على الفضاء الخارجي، كما يظهر في الصورة على المكوك إنديفور.
في قمرة الماكينات
يعمل المحرك النفاث الرئيسي في المكوك بالأوكسجين والهيدروجين السائل. وهو، على عكس الصواريخ، قابل للاستخدام عدة مرات. وللتخلص من خزان الوقود وفصله عن المكوك، يتم إطفاء المحرك بعد الصعود إلى الفضاء ولا يمكن تشغيله مرة ثانية. وهنا يأتي دور المحركات الثانوية التي تتولى هذه المهمة.
أتلانتيس من أعلى
أتلانتيس هو المكوك الوحيد الذي مازال في الخدمة. في شهر آذار/ مارس الماضي تم سحب المكوك ديسكوفيري من الخدمة، وفي شهر حزيران/ يونيو الماضي جاء دور المكوك إنيدفور. أما المكوكان الأولان، كولومبيا وتشالينجر، فقد تحطما. وقبل هذه المكوكات تم بناء نموذج أطلق عليه اسم انتربرايز، إلا أن هذا المكوك لم يصلح للطيران إلى الفضاء الخارجي.
قبل وقوع الكارثة
قبل الرحلة الخامسة والعشرين لمكوكات الفضاء، أطلقت الحكومة الأمريكية برنامج "معلمون في الفضاء" لتحفيز التلاميذ على حب المواد العلمية. وتم اختيار المعلمة كريستا ماك آوليف "الثالثة من اليسار في الصورة" لتكون أول إنسان عادي، وليس رائدة فضاء، لتشارك في رحلة المكوك تشالينجر كي تتحدث إلى التلاميذ من الفضاء الخارجي عن انطباعاتها.
نهاية في حطام
بالرغم من تحذيرات المهندسين، انطلق المكوك تشالينجر في الثامن والعشرين من كانون الثاني/ يناير عام 1986. كان الطقس بارداً جداً، فأدى الصقيع إلى تجمد أجزاء من صمامات الصواريخ التي تعمل بالمواد الصلبة وهذا أدى إلى انبعاث غازات حارة من الصاروخ. وتسبب الانفجار في مصرع طاقم المكوك السبعة.
درع واق من الحرارة
في عام 2003 تحطم المكوك كولومبيا لدى دخوله المجال الجوي للأرض. وفي هذه الكارثة أيضاً مات الطاقم المكون من سبعة أفراد. وكان السبب خلل في الدرع الواقي لخزان الوقود، وهذا الدرع المكوّن من صفائح يحمي من درجات الحرارة المرتفعة التي تنشأ لدى دخول المكوك الفضائي إلى المجال الجوي.
حول العالم على الظهر
لنقل مكوك فضائي من مكان لآخر على الأرض، لا بد من طائرة خاصة لحمله. ولهذا الغرض يتم إعادة بناء طائرتي جامبو من طراز بوينغ 747. هنا يتم تقوية هيكل الطائرة ووضع قاعدة خاصة على سطح الطائرة لتثبيت المكوك عليها، كما يتم إعادة تركيب الطائرة من الداخل.
ألماني في الفضاء
في عام 2006 حمل المكوك ديسكفري رائد الفضاء الألماني توماس ريتر إلى المحطة الفضائية الدولية. وكان قد زار الفضاء قبل ذلك بعشر سنوات على متن كبسولة سيوز إلى محطة الفضاء الروسية مير. وقال ريتر إن مكوك الفضاء مريح مقارنة مع الكبسولة. وحالياً يتولى ريتر رئاسة وكالة الفضاء الأوروبية إيزا.
العودة إلى الأرض
الآن تنتهي حقبة ناجحة، فإذا سارت الأمور كما هو مخطط لها، فإن المكوك أتلانتيس سيعود إلى الأرض في العشرين من الشهر الجاري تموز/ يوليو 2011. وللمرة الأخيرة يمكن مشاهدة المظلة التي تنطلق مع الهبوط للمساعدة في توقف المكوك. أما المكوك فسيجد مكاناً لائقاً به في المتحف.
هيلغا هانين/ عبد الرحمن عثمان
مراجعة: عماد غانم