باكستان: نواز شريف يقترب من تشكيل حكومة جديدة
١٢ مايو ٢٠١٣يستعد رئيس الوزراء الباكستاني الأسبق نواز شريف الأحد (12 أيار/ مايو 2013) لتشكيل حكومة تحالف من أجل تسوية المشاكل الهائلة لباكستان، بعد فوزه في انتخابات تشريعية تاريخية اتسمت بنسبة مشاركة مرتفعة على الرغم من أعمال عنف متفرقة. لكن يبقى على اللجنة الانتخابية تأكيد عودة رئيس الوزراء الأسبق البالغ من العمر 63 عاما، والذي أطاح به انقلاب الجنرال برويز مشرف في 1999، إلى السلطة مع أن هذه النتيجة التي باتت شبه مؤكدة حسب النتائج الجزئية.
وقد اعترف خصمه الرئيسي زعيم حركة الإنصاف بطل الكريكيت السابق عمران خان الذي أثار حماسة الشباب والطبقات المتوسطة بوعده بوضع حد للفساد، بهزيمته على مستوى البلاد. ومني حزب الشعب الباكستاني الذي قاد التحالف الحاكم في السنوات الخمس الأخيرة، بهزيمة كادت تخرجه من الخارطة السياسية للبلاد باستثناء معقله ولاية السند الجنوبية.
ويعتبر هذا الاقتراع تاريخيا لأنه سيسمح بانتقال السلطة من حكومة مدنية إلى أخرى بعد إنهائها ولاية كاملة من خمس سنوات للمرة الأولى في تاريخ باكستان التي تشهد باستمرار انقلابات عسكرية منذ ولادتها في 1947. لكن انتخابات أمس السبت لم تحقق آمال الكثيرين في انتهاء سيطرة الأحزاب التي يقوم عملها على المحسوبية على الحياة السياسية بعد سنوات من سوء الحكم والفساد في البلاد.
"الشعب يفضل الاستقرار على الثورة"
وتمكن شريف، الذي يعتبر من أقطاب رجال الأعمال في قطاع الصلب من إقليم البنجاب، من التغلب على نجم الكريكيت السابق عمران خان الذي كان يأمل في إخراج البلاد من إطار هيمنة حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية - جناح نواز شريف وحزب الشعب الباكستاني الذي تقوده عائلة بوتو. وأبلى حزب حركة الإنصاف الذي ينتمي له خان بلاء حسنا ومن المرجح أن يظل قوة لها وزن في الخريطة السياسية.
وقال نصرة جويد وهو صحفي بارز "انتصار نواز يدل على أمرين بالنسبة لباكستان.. أولا أن شعب باكستان يفضل الاستقرار المتمثل في الوضع القائم على التشويش الذي تحدثه الثورات. وثانيا أن كل الطرق المؤدية إلى الوسط تمر عبر البنجاب.. وفي البنجاب الناس يميلون لليمين ومحافظون". وأضاف "لكن بالنسبة لحزب لم يظهر في المشهد السياسي بشكل جاد إلا قبل عامين.. فإن أداء حركة الإنصاف كان رائعا على أقل تقدير."
"يجب على الجيش أن يظل بعيدا"
وأعلن شريف فوزه في كلمة أمام أنصاره في وقت متأخر أمس على الرغم من أن فرز الأصوات كان مستمرا في ذلك الحين. وقالت قنوات تلفزيونية اليوم إن النتائج حتى الآن أظهرت أن حزب نواز شريف حصل على 88 مقعدا من بين 272 مقعدا التي جرى التنافس عليها في الجمعية الوطنية. وحصل حزب حركة الإنصاف على 34 مقعدا في حين أن حزب الشعب الباكستاني الذي قاد الحكومة خلال السنوات الخمس الماضية حصل على 32 مقعدا. ويقول شريف وهو محافظ له توجهات دينية إن الجيش - الذي ظل يحكم البلاد لاكثر من نصف تاريخها الذي يبلغ 66 عاما - يجب أن يظل بعيدا عن السياسة. لكن سيتعين عليه التعاون مع جنرالات باكستان الذين يحددون السياسة الخارجية والأمنية ويديرون العلاقة العسيرة بين باكستان والولايات المتحدة في الوقت الذي ينسحب فيه حلف شمال الأطلسي من أفغانستان المجاورة عام 2014.
ع.ش/ أ.ح (أ ف ب، رويترز)