باعت خاتم زواجها واشترت سترة نجاة لزوجها!
١٤ فبراير ٢٠١٨عندما كان طالب الحقوق السوري صلاح الدين ينشر صور هدايا عيد الحب في صفحته على الفيسبوك، لم يكن يتوقع أنه وجد نصفه الآخر عبر هذه الصور التي أثارت إعجاب يارا. العلاقة التي بدأت على الفيسبوك وانتقلت إلى المكالمات الهاتفية ألهبت مشاعر الطرفين بالعشق والهيام حتى قبل تمكن الثنائي من اللقاء بشكل شخصي. لم تجري رياح الغرام كما اشتهى قلبي صلاح ويارا، ذلك أن الأهل لا سيما والد صلاح كان من أشد المعارضين لهذا الزواج متمنيا على ابنه الزواج من إحدى فتيات العائلة أو من المعارف المقربين. غير أن العاشقين استطاعا أن يقنعا العائلة بوجهة نظرهما وتمكنا من الزواج عندما كانا في حلب.
الحب في الحرب
ظروف الحرب التي تعيشها سوريا كان لها الأثر الكبير على مسيرة الشابين الحلبيين. فبعد تسجيل زواجهما في المحكمة اضطرت يارا للسفر إلى تركيا ولحق بها صلاح بعد شهر من سفرها، واجتمع شمل العائلة الصغيرة دون حفل زفاف أو أي من مظاهر الاحتفال والفرح. واقع الحياة في تركيا لم يكن سهلا على صلاح ويارا، فقد عمل صلاح لمدة 16 ساعة يوميا وكانت يارا تعمل بداوم كامل لمدة 8 ساعات. غير أن هذا لم يكن كافيا لتأمين المصاريف اليومية التي كانت تفوق دخلهما معا. لذلك قررا اللجوء إلى أوروبا.
السباحة من أجل الحب
الحظ لم يكن حليف الشابين هذه المرة كذلك، فقد أُقفل طريق البلقان أمام أفواج اللاجئين الذين حاولوا دخول أوروبا في العام 2016، ولم يكن أمام صلاح ويارا إلا العبور إلى اليونان من تركيا ولكن "سباحة" عبر البحر! لمسافة 4 كليومترات.
هذه الرحلة ليست فقط خطيرة ولكن مكلفة أيضا، فكان على يارا وصلاح أن يشتريا سترة النجاة ولكنهما لم يمتلكا هذا المبلغ، فما كان من يارا إلا أن قامت ببيع خاتم زواجها كي تشتري سترة نجاة لصلاح. بعد سباحة ما يقارب 500 متر، قام صياد بحملهما إلى الضفة الأخرى. عند الوصول لليونان بدأت رحلة العبور إلى ألمانيا التي امتدت لعشرة أيام مشيا على الأقدام مستعينين بالقطار بعض الأحيان.
الاستقرار
يعيش الزوجان اليوم بسعادة في ألمانيا وقد رزقا بطفل ولكن صلاح لم ينس طوال الفترة الماضية ما قامت به يارا، وكان يتحين الفرصة المناسبة لشراء خاتم لإهدائه لزوجته بدلا عن خاتمها الذي باعته في تركيا. وقد قدم صلاح هذا الخاتم ليارا في حلقة شباب توك بمناسبة عيد الحب مباشرة على الهواء وعبر لها عن حبه أمام كل المشاهدين في برنامج شباب توك.
قصة يارا وصلاح لم تكن الوحيدة في برنامج شباب توك الذي وكعادته يحتفل كل عام مع مشاهديه بهذه المناسبة من خلال عرض قصص مميزة وجريئة عن الحب.
الكاتب: وسام عبيد