باسم يوسف: إن لم تتناول السخرية الشأن العام فهي ملهاة
٢٩ يونيو ٢٠١٦استضاف برنامج "شباب توك"، الذي يقدمه جعفر عبد الكريم على قناة DW عربية، بمناسبة شهر رمضان المبارك في حلقة خاصة الفنان المصري الساخر باسم يوسف، الذي اشتهر بشكل كبير في مصر والعالم العربي ببرنامجه السياسي الساخر "البرنامج". فكيف ينظر باسم يوسف لواقع الإعلام حاليا في مصر، وماذا عن مشاريعه المستقبلية؟
السخرية من الإعلام المصري
أبدى الطبيب والفنان الساخر باسم يوسف امتعاضه من نوعية البرامج التي تعرض على الشاشات المصرية في الفترة الأخيرة، متسائلاً عمن يمكنه مشاهدة هذه البرامج التي تشبه ما كان يقدم في فترة الثمانينيات ونشرات الأخبار الحكومية. وأضاف باسم البالغ من العمر 44 عاما أن هذه البرامج التي أصبحت تعرض في الإعلام المصري لا تعبر عن رأي الشباب، وأن الكثير منهم يتذكرونها فقط على سبيل السخرية. أما أكثر ما يزعج باسم يوسف في مشهد الإعلام المصري اليوم فهو غياب عدة أصوات عن الشاشة المصرية وتماهي الإعلام مع نفسه حد التطابق.
من جانب آخر أوضح باسم في برنامج شباب توك أن كثرة العروض التي كانت تنهال عليه من قنوات عربية وغربية لم تغريه للعودة إلى العمل الإعلامي، بسبب إحجام هذه العروض عن التعرض للقضايا السياسية التي تمر بها المنطقة واقتصارها على السخرية الاجتماعية. وأرجع الإعلامي المصري الإقبال الكبير للجمهور على برنامجه السابق "البرنامج" إلى كونه كان يتطرق لمواضيع تلامس حياة الناس اليومية، مضيفا أن السخرية إن لم تتناول الشأن العام فهي تصبح ملهاة. وقدم باسم يوسف مثالاً على ذلك بجزيرتي تيران وصنافير، وقال إن الإعلام لم يتطرق لهذه القضية بالشكل الكافَ. مؤكدا على أن الجزيرتين مصريتين.
واقع الحريات في مصر
وتطرق باسم يوسف في حواره مع جعفر عبد الكريم إلى مسيرة برنامجه "البرنامج" وأوضح أنه كان يوجه فيه الانتقاد للرئيس السابق محمد مرسي لأن الإخوان كانوا في السلطة، مشددًا على أنه لم يتخطى حدود الأدب مع الرئيس المعزول وتقيد بضوابط السخرية السياسية المسموح بها. لكن هذا لم يمنع باسم يوسف من تحميل الرئيس المعزول وفريقه جزء من مسؤولية ما تشهده مصر اليوم بسبب العناد والمكابرة على حد قول الإعلامي الساخر. وأما بخصوص الحاكم الحالي فهو في رأي باسم يوسف يخاف من مجموعة صبية يغنون، حيث قام باعتقال فرقة أطفال الشوارع. وسخر باسم يوسف من تصريح الرئيس السيسي الذي قال فيه إن حرية الإعلام غير مسبوقة في مصر.
وشدد يوسف على أهمية تحول مصر لدولة مدنية تقيم وزنًا للديمقراطية وحقوق الإنسان، وقال إنه في حال أصبح رئيسًا لمصر سيقوم بإطلاق الحريات على تعدداها. كما تمنى إطلاق سراح المعتقلين أمثال ماهينور المصري وعلاء عبد الفتاح وفرقة أطفال الشوارع وآخرين، فهؤلاء في نظره قدموا الكثير لمصر و"لم نستطيع أن نفعل لهم شيئًا" كما قال يوسف في برنامج شباب توك.
مشاريع مستقبلية
أما عن مشاريعه الحالية والمستقبلية أشار باسم يوسف في شباب توك إلى برنامجه الجديد "كتاب الديمقراطية" الذي سيقدمه في الولايات المتحدة الأمريكية. وسيبدأ الفنان الساخر في تقديم هذا البرنامج الذي يتناول الديمقراطية الأمريكية من وجهة نظر عربية ابتداء من الشهر المقبل. وسيتطرق فيه للمواضيع السياسية الداخلية كالانتخابات ورخص السلاح والإسلاموفوبيا.
وعلق باسم يوسف على ترامب قائلاً إن الرجل يبدو لطيفًا إذ ما قورن بالديكتاتوريات العربية، أما الرئيس الروسي بوتين فهو مثال أعلى لكثير من الزعماء في الشرق الأوسط، كما قال باسم يوسف في شباب توك.
ولم يسلم السياسيون الغربيون أيضا من لسان باسم يوسف في برنامج شباب توك، حيث اتهم السياسيين الغربيين بالنفاق فيما يتعلق بحقوق الإنسان، فهم يرفعون شعاراتها وفي ذات الوقت يدعمون من ينتهكها في الشرق الأوسط، يقول باسم يوسف في برنامج شباب توك.