باحثون ألمان يعزون الصداع النصفي إلى عوامل وراثية
من المرجح أن تجدد نتائج دراسة جديدة أجراها فريق بحث دولي الأمل في الكشف عن أسباب مرض الشقيقة (الصداع النصفي) والتوصل إلى علاج ناجع له. ومن المعروف أن مرض الشقيقة يسبب ألم قوي في أحد شقي الرأس تسبقه أعراض تتمثل في حدوث إضطرابات بصرية وسمعية وعصبية كالتحسس الزائد من الضوء والظلام والدفء والبرد. الفريق الطبي الدولي المتخصص في الجينات البشرية والذي يشارك فيه أطباء من جامعتي كولونيا وبون الألمانيتين قام بالكشف عن جين قد يكون هو المسئول عن الإصابة بهذا المرض. وفي معرض تعليقه على هذا الإكتشاف يقول الباحث الألماني أوندا تودت، العضو في الفريق الطبي التابع لمسشفى جامعة بون وأحد المشاركين المهمين في هذه الدراسة: "نحن مهتمون بدراسة النوع الأكثر انتشاراً من مرض الشقيقة وهو ذلك النوع التي تصاحبه مرحلة "النسمة" (أورا)، وهي المرحلة التي ترافقها اضطرا بات بصرية ومشاكل في التحسس وصعوبة في النطق وصداع قد يستمر لساعة أو ساعتين من الزمن. ومن المعروف أن 20 % من المرضى يعانون من هذا النوع من الصداع النصفي.
أسباب وراثية
كان أكثر ما يهم فريق البحث خلال دراسته لهذا المرض الواسع الانتشار وصعب التشخيص هو العثور على المريض المثالي. وتوصل العلماء إلى أن هذا النوع من الشقيقة في مرحلة "النسمة" (أورا) يكثر إنتشاره في العائلات. وفي هذا الصدد يضيف تودت:"في إطار هذه الدراسة قمنا حتى الآن بفحص 45 عائلة، حيث تم الكشف عن إصابة 4 أشخاص على الأقل بهذا المرض في كل عائلة. كما قمنا بفحص عائلة كبيرة تتألف من 30 فرداً، فوجدنا أن 15 منهم يعانون من مرض الشقيقة. وهذا هو أول دليل على أن أسباب المرض ربما ترجع إلى عوامل وراثية". كما تم فحص جينات المرضى وتحليل عينات لدمائهم. وخلص العلماء بعد فحص الزوج الأول من الكروموسومات إلى أن جيناً معيناً قد يكون هو المسئول عن الإصابة بهذا المرض. ويعرف هذا الجين بإسم(ATP1a/2).
عوامل أخرى
وفيما يخص مضخة الأيونات في الدماغ التي تستبدل أيونات الصوديوم بأيونات البوتاسيوم في الخلايا العصبية فهى مسئولة عن نقل الذبذبات والإشارات العصبية بين أجزاء الجهاز العصبي. وإذا حدث خلل في عمل هذه المضخة فغالباً ما يؤدي ذلك إلى حدوث خلل في وظائف الجهاز العصبي بأكمله، علاوة على ما ينتج عنه من صداع شديد. وحسب رأي تودت فإن "هذه النظرية القائلة أن مرض الشقيقة مرتبط بقنوات الأيونات في الخلية تدعمه حقيقة أن هذا المرض شبيه إلى حد ما بمرض الصرع (النوبات العصبية)، إذ أنه يحدث بشكل تناوبي، فضلاً عن أن مرض الصرع مرتبط بقنوات الأيونات أيضاً." ونظراً لهذه المعطيات لا يمكن القول أن الجين المسئول عن الإصابة بمرض الشقيقة هو السبب الوحيد في حدوث هذا المرض، وإنما يضاف إلى ذلك عوامل بيئية وجينات أخرى قد تساعد على ذلك. فعلى سبيل المثال، لو أخذنا جداً لعائلة أفرادها مصابون بالشقيقة، فليس بالضرورة أن يعاني الجد من أعراض هذا المرض كباقي أفراد العائلة، حتى لو ثبت وجود الجين المسبب لديه. ومع أن النظرية الحديثة تقول بأنه لا يمكن أن يكون جين واحد هو المسئول الوحيد عن الإصابة بهذا المرض، إلا أنها تعطي أملاً في فهم أفضل لهذا النوع من الأمراض وربما التوصل على علاج فعال له يوماً ما.