اوكرانيا- قتلى في قصف قرب اوديسا.. وأسلحة جديدة لكييف
١ يوليو ٢٠٢٢قُتل 18 شخصاً في ضربات استهدفت مباني في منطقة أوديسا في جنوب أوكرانيا بحسب كييف، في حين استعاد الجيش الأوكراني من الروس جزيرة صغيرة استراتيجية للسيطرة على الطرقات البحرية.
وقالت أجهزة الطوارئ الأوكرانية إن صاروخين أُطلقا ليل الخميس الجمعة من "طائرة استراتيجية" فوق البحر الأسود وأصابا مبانيَ. وأعلن المسؤول الثاني في الإدارة الرئاسية كيريلو تيموشينكو على تلغرام حصيلة جديدة بلغت 18 قتيلًا بينهم طفلان و30 جريحًا، فيما تتواصل عمليات الانقاذ التي يعقدها اندلاع حريق.
في وقت سابق، قال المتحدّث باسم الإدارة العسكرية في منطقة أوديسا سيرغي براتشوك إنّ "صاروخًا أصاب مبنى سكنياً من تسع طبقات يقع في منطقة بيلغورود-دنييستر" التي تبعد حوالى 80 كيلومترا نحو مدينة أوديسا.
لكن الكرملين نفى الاتهامات باستهداف المباني السكنية بالقرب من ميناء أوديسا. وقال دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، في مؤتمر عبر الهاتف مع الصحفيين: "أود أن أذكركم بكلمات الرئيس (فلاديمير بوتين) بأن القوات المسلحة الروسية لا تتعامل مع الأهداف المدنية".
ترحيب أوكراني بانسحاب روسيا من جزيرة الثعبان
من جانبها، رحبت أوكرانيا الخميس بانسحاب القوات الروسية من جزيرة الثعبان التي هيمنت عليها في ساعات الهجوم الأولى في انتصار له دلالات رمزية كبيرة لكييف.
وتقع الجزيرة جنوب غرب أوديسا التي تضم أكبر مرفأ أوكراني تتكدس فيه ملايين الأطنان من الحبوب قبالة مصب نهر الدانوب.
وقالت موسكو إنها سحبت قواتها في "بادرة حسن نية" بعدما حققت أهدافها ولتسهيل صادرات الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود.
إلا أن رواية الجيش الأوكراني مختلفة تماماً. فهو يعتبر أن الجيش الروسي غادر الجزيرة لأنه "بات عاجزاً عن مقاومة نيران مدفعيتنا وصواريخنا وضرباتنا الجوية".
وأوضح أن "العدو فرّ على متن زورقين سريعين" تاركا الجزيرة عرضة "للنار" حيث "لا يزال يُسمع دوي انفجارات" مشيرا إلى أنه سيقيم مجددا فيها نقطة تواجد. وقال الجيش الأوكراني إن "الروس خلال انسحابهم فجروا" معداتهم العسكرية "وفقدوا مروحية في البحر".
وقال الرئيس الأوكراني فولودومير زيليسكي مساء الخميس "جزيرة الثعبان نقطة استراتيجية وما حصل يغير بشكل كبير الوضع في البحر الأسود (..) هذا لا يعني ان العدو لن يعود. لكن ذلك يحد بشكل واسع من تحركات المحتلين".
في المقابل، أقرّ زيلينسكي بأن الوضع يبقى "صعبا للغاية" في مدينة ليسيتشانسك الواقعة في حوض دونباس الصناعي في شرق أوكرانيا حيث يتركز الجزء الأكبر من المعارك.
وتعتبر ليسيتشانسك آخر مدينة كبيرة خارج سيطرة الروس في منطقة لوهانسك إحدى محافظتي منطقة دوبناس التي تريد موسكو السيطرة عليها كلياً.
دعم عسكري متزايد لأوكرانيا
أتى الهجوم الصاروخي في الوقت الذي وعد فيه حلف شمال الأطلسي (ناتو) أوكرانيا بدعم ثابت في ختام قمته في مدريد الخميس.
وأعلنت دول عدة في الناتو عن مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا. فتعهد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون توفير مساعدة إضافية قدرها مليار جنيه استرليني (1.16 مليار دولار) فيما وعد بايدن بمساعدة إضافية تصل إلى قيمتها إلى 800 مليون دولار.
من جانبه، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن الخميس "سنبقى الى جانب أوكرانيا وكل الحلف سيبقى الى جانب أوكرانيا طالما لزم الأمر لضمان أنها لن تهزم من قبل روسيا". وقال بايدن "لا أعرف كيف ومتى سينتهي الأمر. لكن الحرب لن تنتهي بهزيمة أوكرانيا".
وأكد بايدن أن بلاده ستقدم أسلحة ومساعدات عسكرية إضافية لأوكرانيا حجمها 800 مليون دولار. وقال الرئيس الأمريكي، بعد قمة لحلف شمال الأطلسي شهدت أيضا اتفاقاً على ضم فنلندا والسويد، إن واشنطن وحلفاءها في الحلف متحدون في مواجهة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وكان بايدن قد تعهد في وقت سابق بإرسال المزيد من الجنود والطائرات والسفن الحربية الأمريكية إلى أوروبا بعد أن وافق الحلف الأطلسي على تعزيز وسائل الردع، ووضع أكثر من 300 ألف جندي في حالة تأهب قصوى اعتبارا من منتصف العام المقبل.
وقال بايدن "تفعل الولايات المتحدة بالضبط ما قلت إننا سنفعله إذا غزت روسيا (أوكرانيا)، بتعزيز وضع قواتنا في أوروبا". وأضاف: "الولايات المتحدة تحشد العالم للوقوف مع أوكرانيا".
ستار حديدي جديد.. والمجر تعزز دفاعاتها
وعقب الأنباء عن تزايد الدعم الأوروبي والأمريكي لأوكرانيا، ردت موسكو على لسان وزير خارجيتها سيرغي لافرورف بقوله: "الواقع أن الستار الحديدي يرتسم" مستعيداً العبارة الشهيرة التي ولدت مع الحرب الباردة وتلاشى استخدامها مع سقوط جدار برلين في 1989.
أتى كلام لافروف رداً على خارطة الطريق الاستراتيجية التي أقرها الناتو واعتبرت روسيا "التهديد المباشر الأكبر على أمن الحلفاء" فيما ندد الحلف بمحاولات موسكو وبكين توحيد جهودهما "لزعزعة استقرار النظام العالمي".
على جانب آخر، قال رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان للإذاعة الحكومية اليوم الجمعة إن المجر ستسرع برنامجها الخاص بالتطوير الدفاعي.
وأضاف أوربان "يجب أن نرفع قدراتنا الدفاعية بشكل جذري". وأكد مجدداً أن من مصلحة المجر أن تنتهي الحرب في أوكرانيا المجاورة في أقرب وقت ممكن.
وفي تصريحاته التي جاءت بعد قمة لحلف شمال الأطلسي شهدت موافقته على ضم فنلندا والسويد، قال أوربان إن "الحقائق العسكرية" تتجلى ببطء في أوكرانيا حيث تفقد البلاد عددا كبيرا من جنودها كل يوم. وأضاف أنه بينما تبدو جبهة القتال بعيدة عن بلده، فإن الوضع قد يتغير.
وكرر أن المجر، باعتبارها عضوا في حلف شمال الأطلسي، يجب أن تبقى خارج الحرب. وأردف قائلا "يجب أن نسرع وتيرة برنامج تطوير الدفاع".
وأضاف أوربان، الذي أعيد انتخابه في أبريل/ نيسان لولاية رابعة على التوالي بأغلبية ساحقة، أن بودابست ليست مستعدة حتى للتفاوض بشأن أي حظر أو قيود محتملة من الاتحاد الأوروبي على واردات الغاز الروسي لأن ذلك من شأنه أن يقوض الاقتصاد المجري.
وقال "ليست عقوبات هي المطلوبة وإنما الوقف الفوري لإطلاق النار ومحادثات سلام" مضيفا أن السلام مطلوب أيضا لكبح ما وصفه "بتضخم الحرب".
أزمة روسية قريباً في الشرق الأقصى
وفي خبر ذي صلة، أصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسوماً بمد سيطرة بلاده على مشروع مهم للطاقة في الشرق الأقصى.
وتؤمن روسيا الوصول إلى مشروع سخالين 2 ، الذي كان في السابق مشروعًا مشتركًا بمشاركة غربية. ينتج المشروع حاليًا الغاز المسال لليابان في مشروع مشترك بمشاركة غربية. إلا أنه قد يتم إجبار مجموعة شيل والشركات اليابانية ميتسوي وميتسوبيشي على الخروج من المشروع.
وأكد رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا يوم الجمعة أن تحرك بوتين لا يعني أن شحنات الغاز الطبيعي المسال عبر سخالين -2 سيتم إيقافها على الفور.
ويمثل سخالين -2 حوالي أربعة في المائة من إالإنتاج العالمي للغاز الطبيعي المسال. ويمنح مرسوم بوتين - المكون من خمس صفحات - لروسيا إمكانية اتخاذ قرار بشأن ما إذا كانت الشركات الأجنبية ستستمر في المشاركة في المشروع الذي تقوده شركة غازبروم في المستقبل أم لا.
وفي أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا، أعلنت شركة شيل عزمها بيع حصتها البالغة 27.5 بالمائة في سخالين -2، فيما تمتلك ميتسوي حصة 12.5 بالمائة، وميتسوبيشي عشرة بالمائة من حصة المشروع. أما غازبروم فلها حصة الأسد بنسبة 51 بالمائة.
ع.ح./و.ب. (د ب ا، رويترز، ا ف ب)