انقسام بين أعضاء مجلس الأمن حول الطلب الفلسطيني بالانضمام للأمم المتحدة
١٢ نوفمبر ٢٠١١تلقت المساعي الفلسطينية للفوز بالعضوية الكاملة في الأمم المتحدة انتكاسة جديدة، مساء الجمعة (11 تشرين الثاني/ نوفمبر)، بعد إخفاق لجنة قبول الأعضاء بمجلس الأمن في التوصل إلى اتفاق بشأن المسألة. وترك هذا التطور الأمر للفلسطينيين لتحديد ما إذا كانوا سيطالبون بإجراء تصويت على طلبهم أم لا. ولم يتمكن الفلسطينيون حتى الآن من حشد الأصوات التسعة الضرورية للموافقة على قرار في مجلس الأمن يؤيد مطلبهم. وسيكون ذلك إجراء رمزيا لأن الولايات المتحدة تعهدت باستخدام حق النقض (الفيتو) لإعاقة الطلب. ولن تكون واشنطن في حاجه لاستخدام حق النقض إذا لم يتمكن الفلسطينيون من الحصول على تأييد تسعة أعضاء، الأمر الذي يحرمهم من انتصار معنوي على الأقل.
وعمليا تعتمد الخطوة القادمة على الفلسطينيين الذين لم يعطوا أي دلالة فورية عما يعتزمون القيام به قائلين انه يتحتم عليهم مناقشة الأمر مع الزعماء العرب الآخرين. وقال رياض منصور، مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة للصحافيين، "سندرس هذا التقرير والعملية كلها بدقة...وسنتوصل سريعا جدا لقرار بخصوص الخطوة القادمة في منظومة الأمم المتحدة".
وتعارض إسرائيل والولايات المتحدة المسعى الفلسطيني للحصول على العضوية وتقولان إن محادثات السلام مع إسرائيل هي السبيل الوحيد لإقامة دولة فلسطينية. ويقول الفلسطينيون إنهم أقاموا دولة تتوافر لها مقومات الحياة وتستحق نيل العضوية وإنهم لم يديروا ظهورهم للمحادثات التي يقولون إن إسرائيل أفسدتها بالاستمرار في بناء المستوطنات بالضفة الغربية. وأدت قضية العضوية الفلسطينية إلى انقسام مجلس الأمن بدرجة متساوية تقريبا. ويقول دبلوماسيون إن روسيا والصين ولبنان والبرازيل والهند وجنوب أفريقيا وربما الغابون ونيجيريا سيدعمون الفلسطينيين وستصوت الولايات المتحدة ضده في حين أن من المرجح أن تمتنع بريطانيا وفرنسا وألمانيا والبرتغال وكولومبيا والبوسنة عن التصويت مع احتمال أن تصوت ألمانيا ضده.
وقال مسؤولون فلسطينيون إنهم لن يتخلوا عن مسعاهم للحصول على العضوية في الأمم المتحدة لكنهم رفضوا الكشف عن خططهم، قبل اجتماع الجامعة العربية خلال أيام. وقد يطلب الفلسطينيون إجراء تصويت فوري في مجلس الأمن رغم أن هذا الأمر محكوم عليه فما يبدو بالفشل. وقد يقومون بدلا من ذلك بمحاولة جديدة لنيل العضوية في مجلس الأمن في العام الجديد عندما يتغير خمسة أعضاء من الدول غير دائمة العضوية. وهناك خيار آخر جرت مناقشته بشكل كبير وهو التوجه إلى الجمعية العامة وطلب تعديل مكانة فلسطين لتصبح "دولة غير عضو" مراقبة مثل الفاتيكان. ولن يصل ذلك إلى حد العضوية الكاملة لكن سيعترف ضمنيا بفلسطين كدولة وسينال ذلك الطلب الأغلبية على الأرجح في الجمعية التي تضم 193 دولة.
(ف. ي/ أ ف ب، رويترز، د ب ا)
مراجعة: منصف السليمي