الناتو يدرس إرسال تعزيزات لأفغانستان لمواجهة طالبان وبارونات المخدرات
٩ أكتوبر ٢٠٠٨يعقد وزراء دفاع حلف الأطلسي (ناتو) اليوم الخميس (التاسع من تشرين أول/ أكتوبر) اجتماعاً في العاصمة الهنغارية بودابست على مدى يومين لمناقشة تطورات الوضع في أفغانستان والذي يعد من أكثر المهام تعقيداً بالنسبة للحلف منذ إنشائه. ومن المتوقع أن تطلب الولايات المتحدة على لسان وزير دفاعها روبرت غيتس من شركائها في الحلف زيادة القوات العسكرية العاملة في أفغانستان (إيساف) والتي قوامها حالياً زهاء 50700 جندي لمحاربة مقاتلي طالبان الذين ازدادوا ضراوة في الفترة الأخيرة.
الانتصار على طالبان أمر صعب
وتأتي محادثات بودابست بعد أيام قليلة من تحذير قائد القوات البريطانية في أفغانستان مارك كارلتون سميث، الذي يتأهب لترك موقعه، من أن الناتو ربما لا يتمكن أبداً من إلحاق الهزيمة بطالبان. وقال سميث إنه على الناتو عوضاً عن السعي وراء انتصار مستحيل أن يحاول خفض التمرد "إلى مستوى يمكن إدارته" والتفاوض مع الراغبين من زعماء قبليين من طالبان.
مكافحة الاتجار بالمخدرات؟
ومن المتوقع أن تطرح الولايات المتحدة، المساهم الأكبر في قوة المساعدة الأمنية الدولية (إيساف)، أيضاً على طاولة النقاش العلاقات الحساسة مع باكستان؛ إضافة إلى طرح فكرة مشاركة عناصر إيساف في مكافحة الاتّجار بالهيرويين التي توفر دعماً مادياً لحركة طالبان يُقدر بنحو مائة مليون دولار سنوياً. غير أن أعضاءً من الناتو مثل ألمانيا وإيطاليا وإسبانيا ترى أن في تلك المهمة إبعاد للحلف عن مهامه الأصلية المنوطة به وأن مهمة من مثل هذا النوع يتعين أن تترك لقوات الشرطة الأفغانية. ومن بين الحلول الممكنة المطروحة في بودابست السماح للدول الراغبة في عدم المشاركة في مطاردة أباطرة المخدرات أن يكون لها ذلك.
الأزمة المالية وميزانية الناتو العسكرية
من ناحية أخرى يتزامن اليوم الثاني لاجتماع بودابست مع انتهاء الموعد النهائي لانسحاب القوات الروسية من أراضي جورجيا، حيث من المتوقع أن يجتمع وزراء الدفاع مع المسؤولين الجورجيين يوم الجمعة لمواصلة مناقشة كيفية مساعدة البلاد في الخروج من تداعيات صراع آب/ أغسطس. يذكر أن جورجيا قد انضمت إلى برنامج مشاركة الناتو من أجل السلام وتأمل في أن تصبح عضوا كاملاً في الحلف رغم المعارضة القوية من موسكو.
وسيتركز قدر كبير من المحادثات في بودابست حول البحث عن سبل لدعم قدرات الناتو في زمن التباطؤ الاقتصادي. ويقول مسؤولون إن الأزمة المالية يتعين أن تشجع الدول الأعضاء على تبني أفضل الأساليب لإنفاق ميزانياتها العسكرية. وقضية البحث الأخيرة في بودابست ستكون سبل تحسين وسائل الناتو في عملية اتخاذ القرارات عن طريق إلغاء اللجان غير الضرورية وإعطاء الأمين العالم للحلف جاب دي هوب شيفر قدرا أكبر من الحرية.